تقرير التوظيف الأمريكي يُوقف مصير الدولار
تقرير التوظيف الأمريكي يُوقف مصير الدولار
اوقف تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي يوم الجمعة مصير الدولار الامريكى. ومع تراجع التوظيف والأجور في شهر مايو، خفض المستثمرون توقعاتهم بشأن رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر.و لم تعد العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي تضع فرصة بنسبة 100٪ لصالح رفع أسعار الفائدة في يونيو، وانخفضت احتمالية حدوث ارتفاعين إضافيين هذا العام إلى ما دون 50٪. وسيكون الأسبوعين المقبلين هو “فترة هادئة” قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، لذلك لن تكون هناك أي تعليقات من مشرعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية لدعم تلك التوقعات. لهذا السبب، نتوقع أن يتراجع أداء الدولار الأمريكي خلال الأيام الثمانية القادمة قبيل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)يوم 14 يونيو. لم تكن البيانات الأمريكية ممتازة، وحتى لو رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لن يقدم أي توجيه قوي بشأن تضييق السياسة النقدية في المستقبل، الأمر الذي سيكون مخيبا للآمال لمشتري الدولار. إلا أن صناع القرار في الولايات المتحدة لم يقولوا أي شيء يلقي ظلالا من الشك على توقعات رفع سعر الفائدة في السوق، ولهذا السبب نعتقد أنهم سيقومون برفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الشهر. لكن الرفع في سعر الفائدة لن يساعد الدولار ما لم يصرح البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن المزيد من تضييق السياسة النقدية في الطريق، وهو الامر غير المرجح نظرا لعدم إحراز تقدم في التخفيضات الضريبية والإنفاق المالي – وهما الامران الحاسمان لاستمرار البنك الاحتياطي الفيدرالي في التفاؤل. مع عدم وجود تقارير اقتصادية أميركية هامة من المقرر إصدارها هذا الأسبوع ، يتوقع التجار ضعف أداء الدولار الأمريكي مع انخفاض الدولار / ين الذي من المرجح أن ينخفض إلى 110.
وبالحديث عن اجتماعات البنك المركزى، سيعلن البنك الاحتياطى الاسترالى والبنك المركزى الاوروبى عن بيانات خاصة بالسياسة النقدية. سوف يجتمع البنك الاحتياطي الاسترالي أولا لذلك سنبدأ بالحديث عنه، حيث سيكون أسبوعا مشغولا بشكل استثنائي لتجار الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD. وبالاضافة الى اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي، سيتم الاعلان أيضًا عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، والميزان التجاري و مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات فضلاً عن الميزان التجاري الصيني ومؤشر مديري المشتريات كايكسين. وعندما اجتمع البنك الاحتياطي الأسترالي في المرة الاخيرة، لم يعترف بالتحسينات في الاقتصاد، وبدلا من ذلك قال إن توقعاته لاقتصاد أستراليا لم يتغير كثيرا، مما أدى إلى انخفاض الدولار الاسترالي. وعلى مدى الشهر الماضي، ضعفت ظروف سوق العمل والتضخم بشكل طفيف بينما تدهورت أوضاع الصناعات التحويلية والميزان التجاري بسبب تباطؤ نمو الصادرات الصينية. وانخفضت أيضا الأسهم والسندات وأسعار السلع الأساسية. وقد لوحظت تحسنات في مبيعات التجزئة، والقطاع العقاري وثقة رجال الأعمال ولكن لن يكون هذا كافيا لتحويل ثقة البنك الاحتياطي الاسترالي إلى الجهة إيجابية. لذلك في حين أن الدولار الأسترالي يمكن أن يصمد مقابل الدولار الأمريكي، فمن المرجح أن يطون أداءه أقل من العملات الرئيسية الأخرى مثل اليورو و الدولار النيوزلندي NZD. كان الدولار الاسترالي / الدولار النيوزلندي على وجه الخصوص ضعيفا جدا وإن لم تكن لهجة البنك الاحتياطي الاسترالي تميل الى تضييق السياسة النقدية فسيبقى الاتجاه الهبوطي كما هو.
ومن ناحية أخرى، أغلق الدولار النيوزلندي عند اعلى مستوى له خلال 3 أشهر بفضل التحسنات الجارية في اقتصاد نيوزيلندا. وساعدت الزيادات في مؤشرات الميزان التجاري والنشاط على تعزيز ثقة رجال الأعمال في شهر مايو. وكانت تعليقات محافظ البنك الاحتياطي النيوزيلندي ويلر في الأسبوع الماضي جيدة نسبيا مشيرا إلى أن نمو سعر المنازل قد تباطأ وأن المخاطر التي تواجه النظام المالي قد انحسرت. مع عدم وجود تقارير اقتصادية نيوزيلندية هامة من المقرر إصدارها هذا الأسبوع بعد مزاد آخر للألبان، فإن الدولار النيوزيلندي الذي يستهدف 72 سنتا يجب أن يتفوق في أداءه على أقرانه. وارتفع الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD كل يوم الأسبوع الماضي على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي الأقوى من التوقعات. نما اقتصاد كندا بنسبة 0.5٪ في مارس، والذي كان أسرع مرتين بالمقارنة مع التوقعات، وبذلك ارتفاع معدل النمو السنوي إلى 3.2٪ من 2.9٪. وكانت المشكلة هي أن نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول قد تسارع بوتيرة أقل مما كان متوقعا، كما اتسع العجز في الحساب الجاري. والأهم من ذلك أن أسعار النفط انخفضت بشكل حاد بعد رفضها محاولة للارتفاع فوق 50 دولارا للبرميل. وبالنظر إلى المستقبل، سيكون هذا الأسبوع أسبوعا آخر مكتظ بالأحداث بالنسبة للدولار الكندي حيث سيتم الاعلان عن مؤشر مديري المشتريات (PMI) وتقرير التوظيف الكندي. وكان نمو الوظائف الكندي فاترًا أبريل وبالتالي قد يشهد هذا التقرير ارتفاع في مايو. ويواجه زوج العملة الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي مقاومة كبيرة بين 1.3550 و 1.36 لذا ربما يحتاج لأن يصل النفط إلى 45 دولارا للبرميل ليتجاوز هذه المستويات للأعلى.
ارتفع اليورو إلى اعلى مستوى له خلال 6 أشهر على الرغم من أن بيانات منطقة اليورو كانت أضعف من المتوقع. ووفقا لآخر التقارير، انخفضت الثقة الاقتصادية في منطقة اليورو والتضخم ومبيعات التجزئة في ألمانيا خلال الشهر الماضي، مما يدل على الضغط الذي يعاني منه الاقتصاد في المنطقة بسبب ارتفاع اليورو. ومنذ آخر اجتماع للبنك المركزي الأوروبي في أواخر أبريل، ارتفع اليورو / دولار أكثر من 4 سنتات وهو ما يزيد عن 3.9٪. وبالنسبة لاقتصاد يعتمد على التصدير مثل منطقة اليورو والبنك المركزي الذي يشعر بالقلق بشأن التضخم المنخفض، يمكن أن تكون العملة الأقوى رادعا رئيسيا للنشاط الاقتصادي في المستقبل. ومنذ اجتماع السياسة النقدية الأخير، شهدنا تحسينات واسعة النطاق في اقتصاد منطقة اليورو. وبصرف النظر عن آخر انخفاض في مبيعات التجزئة ونمو أسعار المستهلك الألماني، وارتفاع إنفاق المستهلك في في منطقة اليورو، تحسنت أضواع سوق العمل مع تسارع النشاط الاقتصادي في جميع المجالات. حتى أن رئيس البنك المركزي الأوروبي دراغي اعترف بالتحسينات في الاقتصاد على الرغم من أنه كان يصر على الحاجة إلى سياسة متكيفة. لذلك سيكون من المثير للاهتمام أن نرى الطريقة التي سيتحدث بها لأن الجولة القادمة من البيانات يمكن أن تكون أضعف بكثير نظرا لارتفاع العملة.