بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) ولهجته الايجابية تدعم مشتري الدولار
حصل مشتري الدولار الأمريكي على دعم بعد صدور بيان اللجنة الفيدرالية الصقور والذي جدد إمكانية رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2015. وكان التغيير واضحا مع تغير طريقة مناقشة كيفية تهديد التطورات العالمية لمعدل النمو في الولايات المتحدة. وفي ظل ابتعاد تركيز البنك الاحتياطي الفيدرالي عن التطورات العالمية: مثل تباطؤ الصين وانخفاض أسعار السلع الأساسية، عاد الضغط مرة أخرى على البيانات الاقتصادية الأمريكية كشرارة بداية توقيت رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي. ووفقا للبنك المركزي فإنه على الرغم من ضعف ارقام تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي لشهر سبتمبر إلا أن الاقتصاد الأمريكي قد توسع بمعدل معتدل. وهذا الميل القوي الى تضييق السياسة النقدية قد أنعش الدولار الامريكي، وفي ظل تأرجح أغلب المستثمرين فيما يتعلق باحتمالية رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة الامريكية خلال 2015، قد يستمر الدولار الأمريكي USD في ارتفاعه حتى بيان اللب القادم في شهر ديسمبر.
ونتيجة لهذا البيان الذي ييميل الى تضييق السياسة النقدية، تجاوز مؤشر الدولار أعلى مستوياته خلال 10 اسابيع. وفي ظل تغير معدل الثقة في الدولار الأمريكي بشكل حاد، قد يستمر المشاركون في السوق في المراهنة لصالح احتمالية رفع سعر الفائدة في شهر ديسمبر، مما قد ينتج عنه بالتالي ارتفاع في مؤشر الدولار الى مستوى المقاومة الهام التالي عند 100.00.
وقد\ تسببت قوة الدولار الأمريكي في انخفاض اليورو/ دولار أمريكي EURUSD الى ما دون مستوى الدعم السيكولوجي عند 1.100، وهو السيناريو الذي يرغبه البنك المركزي الأوروبي (ECB). وعلى الرغم من ماريو دراجي الذي يميل الى تسهيل السياسة النقدية قد هدد بالمزيد من التسهيل الكمي إن تطلب الأمر، إلا أن قوة الدولار قد تشجع على خلق بيئة جيدة لمستوردين الاوروبيين، وهي أولى خطوات تعزيز معدل النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. والحقيقة أننا نشعر دائمًا بأن البنك المركزي الأوروبي (ECB) يعمل بطريقة الاستعداد، حيث لا يوجد ما يجعله يتحرك سوى البنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد يكون هناك سيناريو يقول أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) سيراقب ما سيتخذه البنك الاحتياطي الفيدرالي من إجراءات في شهر ديسمبر قبل أن يقوم هو باتخاذ إجراءات في 2016.
وعلى الرغم من تغير الأحداث إلا أن التساؤلات قد تزايدت حول المدى الذي سينتظره البنك الاحتياطي الفيدرالي قبل أن يقول للمستثمرين الصابرين بأنه سيرفع سعر الفائدة. وإن فشل البنك الاحتياطي الفيدرالي في القيام برفع سعر الفائدة خلال عام 2015، فلن يكون لهذا تأثير سلبي فقط على مصداقيته وإنما سينتج عنه بيع مكثف غير مسبوق على الدولار الأمريكي.