بعد تحول أمريكا من مستورد إلى مصدر للنفط، ما مدى احتمالية تراجع النفط الخام في الوقت الحالي؟!!
ما مدى احتمالية تراجع النفط الخام في الوقت الحالي
العرض والطلب- يحدد حركة الأسعار في أسواق النفط والسعر الأساسي. وبالتالي على المدى الطويل نتوقع ان نشهد نمو عالمي متزايد وارتفاع في الأسعار. ولكن قد تختلف هذه الحقيقة قليلا عندما يتعلق الأمر بالمنظور الفني في الأسواق والنشاط اليومي للتجار.
فمن المتوقع ان يكون معدل الطلب قوي هذا العام، حيث يتنبأ صندوق النقد الدولي أن يصل معدل النمو الاقتصادي العالمي الى 3.7% هذا العام ثم 3.9% في العام التالي. ولكن يعارض هذه الحقيقة ان أسواق النفط نفسها تتلقى إمدادات نفطية إضافية، حيث ترتفع احتياطيات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما تظهر اندفاعة في البلاد لاستخراج المزيد من النفط من أي وقت مضى في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وساعدت هذه الطفرة في تحول الولايات المتحدة الأمريكية من مستورد إلى مصدر للنفط، وهو شيء لم يحدث منذ 25 عام. كما يخلق هذا طفرة للاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية- خاصة فيما يتعلق بصناعة النفط.
ويبدو أن معدلات العرض والطلب تتعادل بدلا من ارتفاع معدل الطلب المعتاد بالمقارنة مع العرض، وفقا لما يتوقعه العديدون في أسواق النفط. وتتفق الأسواق الآن في هذه النقطة التي تقول بأن وفرة معدلات العرض قد تصبح قضية في السوق، ووفقا لهذا يمكن أن نرى أسعار العقود المستقبلية للنفط وهي تُظهِر تراجع النظرة المستقبلية للأسعار.
وعلى الرغم من هذه الحقائق، ارتفعت أسعار النفط في الأياما لأخيرة ووصلت الى 102.99. ويعتبر مستوى 103 حاجز نفسي قوي للتجار في السوق.
ومن الواضح على الرسوم البيانية للنفط أنه يوجد نموذج “الراية”، حيث لدينا خطي اتجاه قويين يتلاقيان في نقطة واحدة وقد تكون تأثيراته مثيرة جدا للاهمية.
وبالتالي لن يكون من السهل تعامل الأسواق مع أعلى المستويات التصاعدية والاتجاه الصعودي. وبينما من المؤكد أنه يوجد خط اتجاه صعودي قوي على الرسوم البيانية مع خط اتجاه صعودي، إلا انه يبدأ في الضعف أكثر وأكثر مع مرور الوقت. ونقول هذا لأن لدينا الآن خط اتجاه هبوطي يدفع السوق مما نتج عنه بالتالي نموذج “الراية” الذي نراه على الرسوم البيانية.
وفيما يتعلق بالنظرة المستقبلية، فإن المستقبل لا يزال ضبابيًا بالنسبة لهذا السوق. ولكن يبدو أنه من المحتمل أن يكون الانخفاض اكثر أمر متوقع بالتأكيد إن استمرت الحركة السعرية داخل النموذج الحالي. وفي حالة اختراق نموذج “الراية” الفني فإن هذا سيكون مفاجئ، ولكنه أمر محتمل على الرغم من ذلك. وفي حالة هذا الاختراق، سوف ننظر إلى المناطق الأساسية، حيث سيكون الهدف الاول هو 104. وفي حالة ملامسة هذا المستوى او تجاوزه فسوف يكون هذه إشارة شراء قوية في السوق.
ويبدو أن الواقع يركز أكثر على التراجع السعري على المدى القريب: يبدأ كلا من مؤشر القوة النسبية (RSI) و الاستوكاستك في إظهار حركة سعرية تميل الى جانب البيع ولا يوجد سبب لنرى أي حركة في الاتجاه المعاكس. وقد تعمل مستويات فيبوناتشي الحالية كدعم ضعيف، ولكن من غير المحتمل أن تضمد في ظل الاختراقات السعرية الاخيرة.
وبينما قد ترى الأسواق القليل من الضعف في الماضي في النفط، إلا انه يبدو أنها ترتد للأعلى وقد نشهد المزيد من الفرص للبيع. وقد تكون مراقبة النفط صعبة في بعض الأوقات، ولكن عندما تقدم النماذج الفنية نفيها، فإن هذا يعني أنه قد حان الاستفادة منها.