بيانات التوظيف الأمريكية أضعف بكثير من التوقعات وانخفاض حاد للدولار الامريكي
جاءت البيانات الخاصة بالتوظيف الامريكي منذ قليل مخيبة للآمال مما دفع الدولار الأمريكي للاندفاع الحاد للأسفل مقابل جميع العملات الاساسية واعتمادا على حركة الاسعار في الاسواق المالية، لم يعد المستثمرون يعقدون بأن البنك الفيدرالي سوف يقلص من مشتريات الاصول هذا الشهر. فقد ارتفعت اسعار العقود المستقبلية للاسهم واسعار الذهب واسعار السندات بينما انخفضت عوائد السندات الأمريكية، ويعتبر رد الفعل هذا متوافق مع تراجع مضاربات المستثمرين وتوقعاتهم الخاصة بتقليص مشتريات البنك الفيدرالي للاصول. هل كانت الأرقام الخاصة بالتوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي بهذا السوء؟ نعم كانت كذلك.
إلا ان بيانات التوظيف الضعيفة هذه لم تُنهِي تمامًا احتمالية تغير مشتريات الاصول هذا الشهر. ونحن نعلم أن هناك مستوى مرتفع من الدعم داخل البنك المركزي لصالح تقليل مشتريات الاصول ويبقى السؤال الوحيد الآن متعلق بالتوقيت. وفي ظل تعافي اسعار السندات للأعلى وانخفاض عوائد السندات الامريكية، قد يكون هناك وقت أفضل للبنك الفيدرالي لتقليص مشتريات الاصول. وحتى وإن استمر البنك الفيدرالي في طريقه تجاه تقليص مشتريات الاصول، فإن أي تغيير في السياسة النقدية قد يكون رمزي مما يعني ان يكون هناك تقليص إضافي محاط ببيان يميل الى السياسة النقدية الميسرة من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لتجنب أي ارتدادات صعودية كبيرة في عوائد السندات. وبين تباطؤ تعافي سوق العمل الامريكي، والمناقشات بشأن سقف الديون الامريكية، والتوترات الجيوسياسية، قد يؤجل البنك الفيدرالي تغييراته الى ديسمبر، إلا أن اقتراب هذا الشهر من الاجازات السنوية ونهاية فترة ولاية بيرنانكي كمحافظ للبنك الفيدرالي قد تجعل هذا الخيار أقل إمكانية في التطبيق.
لا نعتقد أن احتمال تقليص مشتريات الاصول في سبتمبر بعيدا عن طاولة الاحتمالات، ولكن سيحتاج المزيد من المستثمرين الى تعديل صفقاتهم بناءا على هذا الاحتمال، مما يجعل ضعف الدولار الامريكي بشكل إضافي هو السيناريو المحتمل. إن انخفضت عوائد السندات الامريكية مع الدولار الامريكي، فقد يكون هناك تعافي قوي في الاسهم الأمريكية.