نظرة أسبوعية شاملة على تداول العملات الأساسية في سوق الفوركس
كانت حركات الاسعار في سوق الفوركس FX عنيفة للغاية خلال الاسبوع الماضي، كما كانت هناك انعكاسات سعرية حادة للاتجاهات قصيرة الأجل. و كانت هذه الحركة في سوق الفوركس قد جاءت بعد الحركات السعرية الحادة التي شهدتها أسواق الأسهم والسندات، ولا سيما في آسيا، وهو ما يوضح كيف أن أسواق العملات لا تتحرك وحدها.
وكان أداء الدولار الأمريكي USD تحت المستوى المطلوب خلال الأسبوع الماضي، حيث فقد قوته مقابل 6 من أصل 10 من العملات الأساسية. وكان هذا انعكاس حاد من الارتفاعات الكبيرة التي كان قد حققها حلال الأسبوع السابق عندما سجل اعلى مستويات له مقابل جميع عملات دول المجموعة العشرة. وقد سيطر على الأسواق معدلات النفور من المخاطرة خلال الأسبوع الماضي، وانعكس هذا في سوق الفوركس FX حيث تفوقت الملاذات الآمنة في أداءها بينما تراجع أداء عملات السلع. فقد استمر كلا من الدولار الاسترالي AUD، والدولار النيوزلندي NZD ، والدولار الكندي CAD في التعرض إلى ضغوط البيع. وقد سجل الدولار الاسترالي أدنى مستوى له منذ أكثر من عام خلال هذا الاسبوع، وحتى الآن كان تعافي زوج العملة الدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي AUDUSD ضحلًا ، حيث يستمر في سحب الدولار الاسترالي إلى الاسفل كلا من احتمالية إنهاء برنامج التسهيل الكمي الثالث بالإضافة الى التباطؤ الاقتصادي المستمر في الصين، إلا أنه يبدو أن هذا الزوج قد بدأ في الدخول في منطقة ذروة البيع ، ويمكن أن تكون مهيأ للارتداد الصعودي على المدى القصير. وقد لعب كلا من اليورو والباوند دورا ثانويا بالنسبة لعملات الملاذ الآمن خلال الاسبوع الماضي، و في الغالب فقد تأثرت هاتين العملتين بحركات الدولار الامريكي بدلا من العوامل المحلية من بريطانيا ومنطقة اليورو، وبالتالي كان أدائهم في الغالب محايد خلال الاسبوع الماضي.
على الأساس شهري، استمر الدولار ليكون أحد أقوى العملات من بين عملات دول المجموعة العشرة. ولكن إذا شهدنا تعرض الدولار الامريكي إلى المزيد من الخسائر خلال هذا الأسبوع، فقد يكون مركزه الأول في قائمة عملات المجموعة العشرة تحت التهديد، مما سيؤدي بالتالي إلى تآكل فكرة قوة الدولار الامريكي والتي تألقت وانتعشت خلال أغلب الوقت من عام 2013. ويمكن أن يساعد هذا على دعم العملات الاسكندينافية، والتي ارتفعت سريعا مقابل الدولار الأمريكي في الأيام الأخيرة. على سبيل المثال، على أساس شهري كانت الكورونا السويدية ثالث أضعف عملة مقابل الدولار في الاسبوع الماضي، ولكن هذا الاسبوع اصبحت الكورونا السويدية هي ثاني أفضل العملات أداءًا بين عملات دول المجموعة العشرة مقابل الدولار الامريكي . وتراجع الجنيه الإسترليتي للأسفل بعد الأداء الباهت نسبيا الأسبوع الماضي الذي شهد فيه الجنيه الإسترليني انخفاضًا مقابل الدولار مرة أخرى نحو 1.50. ومع ذلك، فإن هذا المستوى الآن يبدو وكأنه مستوى دعم قوي للغاية . وتمكن الدولار النيوزلندي من تعويض بعض الخسائر الأخيرة التي تكبدها الأسبوع الماضي، ويبدو أنه قد يتمكن من تشكيل قاعدة مؤقتة حول 0.8000. وإذا تمكن من الاستفادة من هذا الدعم ، فقد يتغلب على العملات ذات الاداء الضعيف، ولا سيما الدولار الكندي CAD والباوند البريطاني GBP خلال هذا الأسبوع.
خلال الأسبوع الماضي، كان بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر مايو هي الحدث الهام بالنسبة للعملةا لموحدة. على الرغم من أن هذه البيانات ارتفعت قليلا في المؤشر المركب إلى 47.7 من 46.9 في ابريل، إلا أن هذا لا يزال يقابله انخفاض بنسبة 0.2٪ في الناتج المحلي الإجمالي. ويشيرهذا إلى أن الركود في منطقة اليورو يمكن أن يمتد لأطول فترة له على الإطلاق ممتدا الى الربع الثاني من هذا العام. وبينما ارتفع اليورو مقابل الدولار الأميركي EURUSD إلى الأعلى خلال الأسبوع الماضي، يبدو أن الخلفية الاقتصادية المتدهورة هي السبب وراء الحد من المكاسب نحو مستوى 1.30 – وهو مستوى مقاومة قوي للغاية، حيق لا يعتبر مستوى نفسي هام فقط ، وإنما تمثل منطقة 1.3020- 1.3040 المتوسط المتحرك لـ 200 يوم (عند مستويات الاغلاق) و قاعدة إيشيموكو كلاود على الرسم البياني اليومي. ويعتبر هذا المستوى عقبة هائلة لليورو مقابل الدولار الأميركي في الأسبوع المقبل. وتشمل البيانات الاقتصادية الأسبوع المقبل مشرات ثقة المستهلك، والثقةف ي الاقتصاد وثقة رجال الاعمال لشهر مايو بالإضافة إلى تقييم مؤشر أسعار المستهلك. ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 1.4٪ من 1.2٪ في ابريل، ولكن هذا لا يزال أقل بكثير من المعدل المستهدف للبنك المركزي الأوروبي عند 2٪. وعموما، نعتقد أنه من المرجح أن يظل اليورو مقابل الدولار الأميركي داخل مدى تداول محدود خلال الأسبوع المقبل (إذا ظلت التقلبات السعرية مستقر) بين 1.2800 (الدعم الرئيسي) و1.3050. وتعتبر أي مفاجاة من قراءة التضخم هي أكبر خطر يواجه على اليورو خلال الأسبوع المقبل. فإن جاء التضخم بقراءة أقوى من التوقعات فيمكن أن تكون داعمة لليورو EUR ، حيث يجعل هذا من غير المحتمل أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي المزيد من الإجراءات التيسيرية عندما يجتمع في 6 يونيو.
كما كان هناك تركيز الأسبوع الماضي على بيانات التضخم من بريطانيا بعد تراجع الاسعار التضخمية باستثناء الغذاء والطاقة إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2009. وقد أدىهذا إلى تعرض الاسترليني إلى عمليات بيع حادة، حيث انخفض إلى مستوى 1.5015 مرة واحدة، حيث توقع السوق أن تكون هناك إمكانية لقيام البنك بالمزيد من التيسير الكمي حالما يتولى مارك كارني منصب محافظ البنك المركزي البريطاني في يوليو القادم. ومع ذلك، فإننا نعتقد أن احتمال المزيد من التيسير الكمي هو أكثر توازنا مما يتوقع السوق حاليا. فمن ناحية، كانت أسعار المنتجين، والتي تم تجاهلها في الغالب لصالح ارتفاع بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأسبوع الماضي، ضعيفة للغاية. انخفض مؤشر أسعار المنتجين باستثناء الغذاء والطاقة إلى 0.8٪ في شهر أبريل، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2005. من ناحية أخرى، دلّ محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية الأخير في البنك البريطاني أن بعض الأعضاء لا يزالوا يشعرون بالقلق إزاء زيادة التيسير الكمي نظرا إلى: أولا، التراجع عن قوة توقعات التضخم ، وثانيا، تضييق علاوات المخاطر أكثر، وقد يتسبب هذا في تعرض الأصول لفقاعات في الأسواق المحفوفة بالمخاطر العالية.
لذلك، قد لا يتمكن كارني من دفع عملية زيادة التيسير الكمي بشكل سريع كما يظن البعض. وقد يحد هذا من انخفاض الباوند البريطاني GBP في الأيام القادمة. ويعتبر مستوى 1.50 هو مستوى دعم قوي؛ ويقع تحته مستوى الدعم 1.4830 وهو أدنى مستوى يسجله هذا الزوج منذ منتصف مارس . على المدى القصير، في حالة ارتفاع السعر فوق 1.5110 فسوف تكون هذه اشارة صعودية لهذا الزوج، حيث يمثل هذا المستوى النقطة المحورية على الرسم البياني اليومي. وتقع المقاومة عند 1.5155، 1.5190 ثم 1.5250.