هل يصل الدولار/ ين ياباني الى القاع السعري على المدى القصير؟
كانت البداية هذا الاسبوع في سوق الفوركس هادئة للغاية، حيث تراجعت معدلات الرغبة في المخاطرة بسبب استمرار التوترات الجيوسياسية بين الصين واليابان بسبب نزاع حول سلسلة من الجزر الصغيرة تحول الى موجة من الاحتجاجات المناهضة لليابان في الصين. وقد تسبب هذا في مظاهرات تحول البعض منها الى عنف، كما تسبب هذا في لجوء العديد من الشركات متعددة الجنسيات الى اغلاق مصانعها مؤقتا، وفي مطالبة السلطات اليابانية نظرائهم الصينيين لحماية الأرواح والممتلكات من الاعتداء الحشد.
وفي حين أن الوضع لم يصل إلى نقطة الأزمة، الا انه على الرغم من ذلك يؤكد على التوتر القائم بين البلدين ويسلط الضوء أيضا على الصعوبات التي تواجه اليابان في سوق التصدير الرئيسية وسط مخاوف من ان تؤثر مقاطعة المنتجات اليابانية على عقول المستثمرين. خلال الأسابيع القليلة الماضية انخفض الدولار/ ين ياباني مقتربا من مستويات قياسية بسبب عمليات البيع المستمرة نتيجة المزيد من تدابير التيسير الكمي من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
لكن، وكما أشرنا قبل ذلك فإن قوة الين غير قابلة للاستمرار في ظل الظروف الاقتصادية الحالية حيث تواجه اليابان تقلص مستمر في الميزان التجاري. وقد لا تؤدي التوترات الأخيرة مع الصين إلا إلى تفاقم مشاكل الميزن اتجاري الخطيرة بالفعل وهذا هو السبب الذي من اجله نعتقد أن يكون الهبوط المتزايد للدولار/ ين محدودًا، هذا بالاضافة الى سعي السلطات اليابانية لإضعاف العملة. ويدل انعكاس هذه العملة يوم الجمعة الى ان هذا الزوج قد يكون قاع سعري على المدى القريب وقد يقوم بحركة صعودية تجاه مستوى 80.00 على الرغم من فائض تدفقات التسهيل الكمي الثالث 3 QE من الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، لا يزال اليورو مستقرا عند مستوى 1.3100 ولكن كما ذكرنا قبل ذلك قد يكون المزيد من التقدم التصاعدي محدودا حيث تواجه العملة رياحا معاكسة على ثلاث جبهات. و لاتزال إسبانيا هي محور التركيز الرئيسي في سوق العملات حيث تحتاج البلاد لإعادة تمويل بما يبلغ 30 مليار يورو من الديون السيادية خلال الأسابيع الستة المقبلة، وفي الوقت نفسه انطلقت الانتخابات المحلية وسط جو من المصاعب الاقتصادية. وكان رئيس الوزراء راجوي خجول بالنسبة لطلب مساعدة مباشرة من الاتحاد الأوروبي والمباشر الانخفاض الأخير في أسعار وخفف الحاجة للقيام بذلك. بالنظر إلى الانتخابات المقبلة سوف تكون مترددة السياسيين الإسبانية للغاية لطلب الإنقاذ المباشر وسوف يعتمد على مدى استيعاب الأسواق للعروض الجديدة من السندات المصدرة في نهاية العام. إذا بدأت العوائد في الصعود مرة أخرى، فقد يستأنف اليورو/ دولار أمريكي انخفاضه سريعا.
على الجانب السياسي يستمر ضعف دعم اليورو في أكبر اقتصاد في المنطقة. وتبين من خلال أحدث استطلاع للرأي من قبل دي فيلت أن ما يقرب من نصف الألمان يعتقدون أن حياتهم ستكون أفضل بدون الاتحاد الأوروبي. وبينما يعتبر التشاؤم من هذا القبيل في غير محله إلى حد كبير،إلا أنه قد يكون عقبة رئيسية أمام جهود المزيد من التكامل في الاتحاد الأوروبي والتي تقوم بها السيدة ميركل خصوصا إذا قررت كلا من اسبانيا وايطاليا مكافحة أي جهود اضافية من التقشف. وفي الوقت نفسه صدرت اليوم تقارير عن الحالة المالية غير المستقرة لبنك دويتشه – أكبر بنك في ألمانيا، مما يشير الى وجود مشاكل خطيرة. وبلغت نسبة الرافعة المالية للبنك (نسبة الأصول الى رأس المال) ما يقرب من 40 الى 1 مما يدل على أن مجرد 3٪ انخفاض في قيمة محفظتها من شأنه أن يجعل البنك متعثرا.
وأخيرا مع تراجع التركيز على صورة الاقتصاد الكلي، ستعود الأنظار مرة اخرى الى التركيز على البيانات الاقتصادية، الأمر الذي قد يؤدي ابتعاد المستثمرين عن اليورو مع مرور الأسبوع. يوم الخميس سوف تحصل الأسواق على لمحة من بيانات مؤشر مديري المشتريات – والذي يسجل افضل لقطة من الظروف الاقتصادية الأخيرة. وتشير معظم التوقعات الى ان هذا المؤشر سوف يسجل قراءة مستقرة الى منخفضة على نحو طفيف ، ولكن إن جاءت النتائج على الجانب السلبي فقد يؤدي هذا إلى البيع واتجاه السعر الى مستوى 1.3000 مع مرور الاسبوع.