ما الذي يحتاج البنك الاحتياطي الفيدرالي ان يراه من تقرير التوظيف الأمريكي اليوم؟!
كان التداول هادئا للغاية قبل الاعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي اليوم في سوق العملات حيث كانت حركة الاسعار هادئة مع قلة السيولة من الصين بسبب الأجازة هناك. ويبدو أن الاسواق في حالة من الركود التام قبل الاعلان عن الحدث الأساسي لهذا الأسبوع والذي قد يكون هو المسيطر الاساسي على السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الفيدرالي.
ةخلال وقت مبكر من التداول اليوم، حصل التجار على بعض الاشارات عن مبيعات التجزئة الاسترالية والتي جاءت متوافقة مع التوقعات عند 0.4% واعتبر السوق هذا المعدل قراءة ايجابية والذي كان يتوقع قراءة سلبية من هذا التقرير. وعلى الرغم من انهيار اسعار السلع وصعودبة التحديات التي يواجهها قطاع التعدين في استراليا، يبدو أن بقى الاقتصاد الاسترالي في حالة جيدة من الصمود. وقد ظلت مبيعات التجزئة عند معدلات ايجابية خلال الـ 11 شهر من بين الـ 12 شهر الاخيرة وقد يسمح هذا الاتجاه للبنك الاحتياطي الاسترالي بالحفاظ على سعرا الفائدة بدون تغيير لفترة اطول.
وقد ارتفه الدولار الأسترالي الى ما فوق مستوى 0.7050 ثم وجد عروض بيع واستقر اخيرا حول مستوى 0.7035 حيث قام التجار بالتقليل من صفقاتهم قبل الاعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي.
كما تم الاعلان اليوم عن مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الإنشاءات من بريطانيا والذي جاء بقراءة 59.9 مقابل التوقعات عند 57.5. وكان هذا هو الشهر الـ 30 على التوالي والذي ظل فيه قطاع الانشاءات في حالة من التوسع في بريطانيا مما يُظهِر أن الاقتصاد البريطاني لا يزال في معدل نمو مستقر. خلال الاسبوع القام سوف يحصل التجار على نظرة على أهم قطاع في الاقتصاد البريطاني من خلال مؤشر مديري المشتريات (PMI) وهو قطاع الخدمات ، وإن جاء بقراءة تفوق التوقعات مثل ما جاء عن قطاع الانشاءات و القطاع الصناعي فقد تزيد معدلات الطلب على الباوند البريطاني حيث سيعلم التجار حينها ان هناك المزيد من القوة في الاقتصاد البريطاني.
وليس هناك شك في أن بنك انجلترا يستعد لتشديد السياسة النقدية في المستقبل المنظور ، حتى وإن كان الباوند في ضعف مفرط وخاصة مقابل اليورو فإنه لا بد من إعادة التوازن إلى هذا الاختلاف بين حركة الأسعار والسياسة النقدية لعاجلا وليس آجلا وربما سيشهد الاسبوع المقبل تحول في هذا التداول.
بالنسبة الى تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي، أي رقم فوق 200 ألف سيون داعمًا الى العملة الأمريكية ولكن سيكون محور التركيز الاساسي متجه الى ارتفاعات الأجور. وفي ظل بدء التضخم في التحول الى المعدلات السلبية مرة اخرى، فسوف يحتاج البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رؤية إشارات من معدلات نمو الاجور ليبتعد عن المستوى الصفري من اسعار الفائدة. وفي ظل تدهور البيانات الاقتصادية للقطاع الصناعي – والذي يعود في الغالب الى التراجعات الحادة في الطاقة، فسوف يكون البنك الاحتياطي الفيدرالي معارض لأي تغيير في السياسة النقدية إلا إذا أظهر سوق العمل بعض إشارات التضييق في سعر الفائدة. وفي هذه المرحلة يتبع البنك سياسة الهيبوقراط- فما نقوم به أولا لا يكون مؤذي. وبالتالي اي ارتفاع في معدلات الاجور سيكون مقنع لهم بأن الاقتصاد الأمريكي قوي بشكل كافي لتقبل فكرة رفع سعر الفائدة.