كيف تهدد الأوضاع في سوريا سياسات البنك الياباني النقدية؟!!
ظلت العملات في حالة من التخوّف الهادئ في الاسواق المالية، تراقب بحذر المناورات الدبلوماسية المستمرة في سوريا خلال يوم تداول آخر لا يحمل أي بيانات اقتصادية هامة.
اختبر الدولار الامريكي/ الين الياباني مستوى 97.00 مرة اخرى خلال جلسة التداول الآسيوية، حيث تعرض مؤشر نيكي الياباني لعمليات من البيع المكثف ولكن بعد ان فضلت الاسهم اليابانية في تتبع عمليات هذه، استقر هذا الزوج وارتد الى مستوى 97.40 خلال جلسة تداول لندن الصباحية. وقد اكد ايواتا نائب محافظ البنك الياباني مرة اخرى على سياسة البنوك المركزية لرفع معل التضخم الى 2% خلال عامين وقال ان الارتفاعات في الاسهم والانخفاضات في الين الياباني ضرورية من اجل انتشار سياسة البنك الياباني في الاقتصاد.
إلا أن الاندلاع الاخير في التوترات الجيوسياسية ليست في صالح البنك الياباني، حيث اصبح الين الياباني يستجيب مرة اخرى لتدفقات كره المخاطر. وقد تفاقم الانخفاض الاخير في الدولار الامريكي/ الين الياباني والذي كان قد بدأ بعد ارتفاع احتمالات تقليص البنك الفيدرالي لمشتريات الاصول، وكان سبب ها التفاقم في انخفاض هذا الزوج الان هو تزايد المخاوف بشأن احتمالية ان يكون هناك إجراء عسكري ضد سوريا.
علاوة على ذلك، قد يجبر هذا الصراع الجيوسياسي البنك الفيدرالي على تأجيل قرار تقليص برنامج التسهيل الكمي على افتراض ان تساعد الصراع في الشرق الاوسط قد يؤثر على التجارة العالمية. وبالتالي قد يختار البنك الفيدرالي البقاء على الوضع المتكيف بشكل كبير لمعادلة أي انكماش في النشاط الاقتصادي.
ومع قول ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ان بريطانيا قد صاغت قرار حلف الناتو بإدانة الهجوم الكيماوي في سوريا والسماح باتخاذ اجراءات ضرورية لحماية المدنيين، فيبدو من الواضح ان الحلفاء قد اتفقوا على اتخاذ إجراء عسكري ما ضد سوريا. وكل هذا الصراع غير المتوقع يفرض ضريبته على محاولات البنك الياباني لاصلاح الاقتصاد.
إذا تحول الصراع في الشرق الأوسط إلى مأزق آخر ، فقد يكون التأثير على سياسات آبي الاقتصادية قاسية للغاية. وفي ظل استمرار قوة الين الياباني سوف يشعر رجال الاعمال في اليابان بأنهم معاقبون من ارتفاع اسعار الصرف وتراجع الطلب على الصادرات، مما يهدد التعافي الاقتصادي الياباني ويُفسِد أفضل الخطط الموضوعة من البنك المركزي الياباني بإعادة الاقتصاد الياباني الى الوضع الجيد.
خلال التداول اليوم، من المقرر الاعلان عن مبيعات المنازل الامريكية المعلقة فقط وفقا لجدول البيانات الاقتصادية، ومن المحتمل ان يكون تركيز التجار في سوق الفوركس موجه الى واشنطن اكثر من وول ستريت، حيث يستمر الاسواق في تقييم الوضع في سوريا. وإن تسارعت التدفقات المالية الدافعة لكره المخاطر مرة اخرى، فقد يختبر الدولار الامريكي/ الين الياباني مستوى الدعم 97.00 مرة اخرى والذي يمثل مستوى دعم وذلك مع مرور اليوم .