ضعف مبيعات التجزئة البريطانية تضغط سلبا على الباوند
سجلت مبيعات التجزئة البريطانية قراءة اسوأ من التوقعات مما يدل على أن انفاق المستهلك في بريطانيا قد تباطأ مع بقية الاقتصاد البريطاني، ولكن ظلت طلبات الشراء مستمرة على الباوند البريطاني حيث عادل تأثير الاخبار السيئة عن مبيعات التجزئة تلك البيانات الأفضل من التوقعات التي جاءت عن صافي القروض بالقطاع العام.
سجلت مبيعات التجزئة البريطانية قراءة – 1.3% مقابل التوقعات بقراءة – 0.1%، كما جاءت القراءة الاساسية لهذا التقرير (باستثناء السيارات) دون التوقعات أيضًا حيث سجلت – 1.6% مقابل التوقعات بقراءة – 0.35. وجاءت القراءة المعدّلة للشهر الاسبق لهذا التقرير بقراءة – 0.3% مقابل – 0.25. تدل هذه الاخبار على ان المستهلك البريطاني يعاني من تباطؤ الاقتصاد البريطاني. وقد يكون الاضطراب بسبب الجدال حول قضية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) قد لعب دورا أيضًا في هذه النتائج، حيث تؤدي تلك المخاوف المحيطة بالاستفتاء الى التأثير سلبا على معدلات ثقة المستهلك.
وعلى الرغم من أن هذا التقرير كان سيئا للغاية على كافة الأصعدة، إلا ان السوق لن يبالي بهذه الاخبار واعتبروه مجرد تقرير من بين العديد من التقارير وليس بداية لانخفاض كبير في معدل طلب المستهلك. وقد ذكرنا سابقا أن التركيز على الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD لا يزال على الجانب السياسي أكثر من العوامل الاقتصادية وأن ارتفاع معدلات التصويت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي يعطي التجار ثقة لطلب الباوند البريطاني. وبعد انخفاضه لاختبار مستوى الدعم عند 1.4300، ارتد الباوند البريطاني للاعلى ليعود الى 1.4365 مع منتصف جلسة تداول لندن الصباحية، حيث يستمر المشترين في الشراء عند كل انخفاض في الوقت الحالي.
ومن المتوقع ان تكون سلسلة البيانات الاقتصادية الكلية السلبية سببا في حفاظ الباوند البريطاني على حركته داخل منطقة 1.4300-1.4500 في الوقت الحالي عند تراجع معدلات الجدال السياسي. والسؤال الاساسي هو إذا ما يعتبر ضعف الاداء في الربع الثاني من العام نتيجة للاضطراب السياسي في البلاد أم انه نتيجة للاضطراب العام في النشاط الاقتصادي ، مما قد يشجع البنك البريطاني على البقاء على موقفه بدون تغيير خلال بقية عام 2016. وإن كان السيناريو المرجح أكثر هو السينارية الثاني فقد يستأنف الباوند البريطاني انخفاضه حتى وإن ساد التصويت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، حيث سيتحول حينها تركيز السوق إلى الأمور الاقتصادية.
من ناحية أخرى، ستتركز كل الاعين اليوم على البنك المركزي الأوروبي (ECB) والمؤتمر الصحفي لماريو دراجي محافظ البنك المركزي. ومن المتوقع ان يبقى دراجي على موقفه، وإن لم يعلن عن إجراءات جديدة من التسهيل في السياسة النقدية، فسوف يميل السوق بشكل عام الى شراء اليوم على افتراض أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) سيبقى أليفا وهادئا في الوقت الحالي. ولم يظهر الكثير من التحسن من البيانات الاقتصادية الاخيرة من منطقة اليورو، ولكنها لم تتدهور أيضًا وبالتالي من المحتمل ان يبقى البنك المركزي الأوروبي (ECB) محافظا على مساره أكثر من اعلانه عن مبادرات جديدة بشأن السياسة النقدية. .