تقرير منتصف اليوم: معنويات ضعيفة بسبب مشكلات أسبانيا، والصين ترفض حزمة الحوافز الاقتصادية واسعة النطاق
لم يستمر ارتفاع المعنويات عقب المحادثات التي تناولت الحوافز الاقتصادية الصينية سوى لفترة وجيزة مع استبعاد الصين لفرصة وضع برنامج للحوافز الاقتصادية الكبيرة. كما تراجعت المعنويات بشدة نتيجة للقلق على القطاع المصرفي في أسبانيا. وقد أتت مؤشرات الأسهم الأوروبية ثابتة في الغالب في وقت كتابة هذه السطور، فيما يظل اليورو ناعمًا في حركته في مواجهة الدولار الأمريكي والين الياباني. ورغم ذلك، تشير العقود الآجلة للسل الأمريكية إلى افتتاح الجلسة بارتفاع معتدل. كما فقدت عملية تعافي عملات السلع قوتها قبل الجلسة الأمريكية. ويظل مؤشر العملة الأمريكية ثابًا فوق مستوى 82 برغم التراجع الذي شهده في وقت مبكر اليوم.
وكان فارق العوائد الأسبانية في مواجهة السندات الألمانية قد سجل صعودًا قياسيًا آخر اليوم. وقال رئيس الوزراء (راجوي) يوم أمس أن أي إنقاذ أوروبي للبنوك الأسبانية ليس مطلوبًا، ولكنه عاد مرة أخرى ونقض ما قاله وذكر أن برنامج آلية الاستقرار الأوروبية (ESM) من شأنه أن يعيد رسملة البنوك المتعثرة بشكل مباشر. وكما قلنا في السابق، تفكر أسبانيا في حقن الديون الحكومية في بنك بانكيا، والذي سيستغلها بدوره في السعي لتمويل البنك المركزي الأوروبي باستخدام الديون الحكومية كضمان. وتأخذ الأسواق هذا كمؤشر على وجود صعوبات في الحصول على تمويل الأسواق. وتتواصل العوائد على السندات الأسبانية لأجل 10 أعوام ضغطها عند مستوى 6.5% اليوم.
وقد باعت إيطاليا اليوم أذونات خزانة مستحقة في 183 يوم بقيمة 8.5 مليار دولار. وقد قفزت العوائد بشكل حد لتبلغ 2.104%، وذلك مقارنة بمستوى 1.772% في إبريل. وقد انخفضت التغطية إلى 1.61 مقابل 1.71 مرة في المزاد السابق. وإجمالاً، جاء المزاد ناجحًا وإن لم يكن هذا النجاح بمستوى الإبهار المنشود. وستتم عمليات المزاد الأكثر أهمية للسندات لأجل 5 و10 أعوام اليوم.
وستجري أيرلندا على الأرجح استفتاءًا على المعاهدة المالية الأوروبية الجديدة في 31 مايو، حيث أظهرت آخر استطلاعات للرأي دعم 60% من الناخبين لهذه الصفقة. ولسوء الحظ، فإن السوق يتوقع عدم قدرة البلد على اجتذاب التمويل الحكومي أواخر هذا العام على نحو ما خططت الحكومة، وهو ما يعني أن هذا البلد الواقع على أطراف الاتحاد الأوروبي والمثقل بالديون، ورغم جهوده لتلبية أهدافه المالية والعودة للنمو في 2011، قد يحتاج لخطة إنقاذ أخرى من الإتحاد الأوروبي أو صندوق النقد الدولي أو غيرها من المصادر الدولية إلى جانب مبلغ الـ 67.5 مليار التي اقترضها. المزيد حول (قدرة أيرلندا على الاستفادة من أسواق الأسهم غير مؤكدة رغم احتمالات الموافقة على المعاهدة المالية الأوروبية).
وفي وقت مبكر اليوم، ورد أن الصين سوف تقوم بتنفيذ تدابير بقيمة تتراوح بين 1-2 تريليون يوان صيني لإعطاء دفعة للنمو. وكان بنك كريدي سويس قد نشر تنبؤاته بالفعل يوم الاثنين، حيث توقع انخفاض بمعدل 25نقطة أساس في معدل الإقراض، ولكن بدون توقع أي انخفاض في قيمة الإيداع. ومن المتوقع فضلاً عن ذلك أن ينتعش الإقراض مرة أخرى في يونيو ويوليو إلى 1 تريليون يوان صيني قبل أن يتراجع مرة أخرى في 2012. وجاءت تنبؤات النمو لسنة 2012 الخاصة بكريدي سويس عند مستوى 8.0%.
ورغم ذلك، فقد صرحت وكالة الأنباء الصينية (زينهوا) في وقت متأخر بأن نية الحكومة الصينية “واضحة للغاية” وأنها “لن تستبعد احتمال وضع خطة حوافز كبرى إضافية لتحقيق معدل أعلى في النمو الاقتصادي”. وأن “الجهود الراهنة لتحقيق استقرار النمو لن تكرر الطرق القديمة التي استخدمتها الحكومة منذ 3 أعوام مضت”. وقد أشار بعض المحللين الصينيين أن برنامج الحوافز الصيني سيكون صغيرًا، أو متواضعًا في أفضل الظروف.
وفي هذه الأثناء، أعلنت الحكومة الصينية أن التداول المباشر لليوان الصيني في مواجهة الين الياباني سيبدأ يوم الجمعة، وبذلك تكون هذه المرة الأولى التي تسمح فيها الصين بالتداول المباشر لعملة كبرى أخرى بخلاف الدولار الأمريكي مع مواجهة اليوان. وسيكون معدل زوج العملة اليوان الصيني/الين الياباني RMB/JPY قائمًا على السعر المتوسط للعروض التي يقدمها المتداولون المسجلون قبل افتتاح سوق الأوراق المالية في أيام العمل الرسمية. وينهض هذا التحرك كمؤشر على أن الحكومة الصينية قد اتخذت خطوة إضافية نحو تحويل اليوان صيني إلى عملة عالمية.