تقرير خاص من فوركس بلوج.. كيف يمكن لكل من المناسبات الثلاث للاحتياطي الفيدرالي أن تؤثر على الدولار
كيف يمكن لكل من المناسبات الثلاث للاحتياطي الفيدرالي أن تؤثر على الدولار
تدور الأحداث كلها حول الدولار الأمريكي USD اليوم، فقد ارتفعت معدلات الشكاوى من البطالة إلى أعلى مستوياتها في 8 أسابيع فيما قفزت أسعار المنتجين بنسبة 1.7% في شهر أغسطس. وتعكس بيانات سوق العمل الضعيفة والتضخم الأكثر سخونة حجم الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي. وفيما صعدت الضغوط التضخمية إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر، كانت هذه الزيادة تعزى بالكامل إلى ارتفاع أسعار الطاقة. إلا أن تقارير أسعار المنتجين ومعدلات الشكاوى من البطالة لهذا الصباح لم تكن بأكثر من عروض ثانوية أمام الحدث الرئيسي لهذا الأسبوع – ألا وهو إعلان السياسة النقدية الجديدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي هذا الشهر لدينا ثلاث فرص محتملة أمام الاحتياطي الفيدرالي لجذب انتباه الأسواق. وفي السابق، كان الاحتياطي الفيدرالي يصدر بيان سياسته النقدية في تمام الساعة 2:15 حسب توقيت الساحل الشرقي ويجعل الأسواق تفسر هذا البيان كما يحلو لها. ولكن مع تداعي الصدمات غير المسبوقة على الاقتصاد العالمي، صار الأمر يتطلب استجابات نقدية غير تقليدية، وقد أحس الاحتياطي الفيدرالي بالحاجة لأن يكون أكثر شفافية من خلال تلقي الأسئلة من الصحافة أربعة مرات على الأقل سنويًا.
ومن ثم، وفي مطلع 2011، قرر الاحتياطي الفيدرالي تغيير بنية اجتماعات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC، حيث صار البنك يصدر بياناته حسب الجدول التالي أربعة مرات في السنة:
– الساعة 12:30 مساءًا حسب توقيت الساحل الشرقي (16:30 بتوقيت جرينتش) – صدور بيان لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC
– الساعة 2:00 مساءًا حسب توقيت الساحل الشرقي (18:00 بتوقيت جرينتش) – صدور البيانات الاقتصادية وتوقعات أسعار الفائدة
– الساعة 2:15 مساءًا حسب توقيت الساحل الشرقي (18:15 بتوقيت جرينتش) – يعقد بيرنانكي مؤتمرًا صحفيًا تتضمن جلسة لتلقي الأسئلة والرد عليها
وفيما يتمثل هدف الاحتياطي الفيدرالي في تقوية ودعم رسالته في كل مرة، ففي الواقع فإن هذه المناسبات قد ينتهي الحال بها لخلق المزيد من الارتباك خاصة عندما تنحرف آراء بيرنانكي عن تنبؤات الاحتياطي الفيدرالي (وهو ما حدث في الماضي). وبالنسبة للمتاجرين في العملة، فإن ذلك يعطينا ثلاث فرص متمايزة للتقلب في سعر الدولار الأمريكي USD. وفيما يلي توقعاتنا بشأن كل من مناسبات الاحتياطي الفيدرالي الثلاث اليوم:
الفصل الأول: الساعة 12:30 مساءًا حسب توقيت الساحل الشرقي (16:30 بتوقيت جرينتش) – صدور بيان لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC
إذا اختار الاحتياطي الفيدرالي تغيير توجيهاته لأسعار الفائدة أو طرح جولة ثالثة من التيسير الكمي، فإن السوق سيعلم بمجرد صدور بيان لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC. وسيتم توضيح تفاصيل كلا القرارين في البيان وسيعرف المستثمرون على الفور مدى قوة التي اختار عليها البنك إجراءه. وسيكون المعيار الذي ستقارن على أساسه الجولة الثالثة هو آخر برنامج للتيسير الكمي، والذي كان بقيمة 600 مليار دولار على مدار فترة تراوحت بين 7 و8 أشهر. وعندما أعلن الاحتياطي الفيدرالي جولته الثانية للتيسير الكمي لأول مرة، كان هذا ما قاله:
إن اللجنة تعتزم شراء ما قيمته 600 مليار دولار إضافية من أذونات الخزانة طويلة الاجل بحلول نهاية الربع الثاني من 2011، وبمعدل 75 مليون دولار شهريًا. وسوف تراجع اللجنة بصفة دورية معدل مشترياتها من الأوراق المالية والحجم الإجمالي لبرنامج شراء الأصول على ضوء المعلومات الواردة وستعمل على ضبط البرنامج عند الحاجة بما يحقق أفضل وأكبر معدلات توظيف ممكنة وأفضل استقرار في الأسعار.
وسوف ننتظر نفس اللهجة في بيان لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC اليوم أو على الأقل نقارن اللهجة الجديدة باللهجة عاليه. فإذا أراد الاحتياطي الفيدرالي إعلان جولة ثالثة من التيسير الكمي، فلا شك أن برنامج شراء الأًصول سيتم تمديد العمل به إلى يناير، أي بعد الانتخابات وعند بداية السنة المالية الجديدة. وفي ذلك الوقت، سوف يقوم البنك على الأرجح بإجراء إعادة تقييم والنظر فيما إذا كانت هناك حاجة لتمديد العمل بالبرنامج. وكلما قصر الحجم والمدة الزمنية التي يغطيها البرنامج، كلما كان ذلك أفضل بالنسبة للدولار، أما التيسير الكمي مفتوح النهاية، وهو من أقل السيناريوهات المطروحة احتمالاً، فسيؤدي للهبوط الشديد للدولار. وإذا قام الاحتياطي الفيدرالي بالتخلي عن طرح التيسير الكمي وأجرى فقط تغييرات في توجيهات سعر الفائدة، فإن الدولار سترتفع أسعاره بشدة حيث سيقوم المستثمرون بعكس مراهناتهم على الجولة الثالثة للتيسير الكمي. وبعيدًا عن التيسير الكمي، فإننا ننتظر أيضًا قيام البنك المركزي بتغيير توجيهاته بخصوص أسعار الفائدة في بيان لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC من خلال تمديد تعهداته بخفض أسعار الفائدة من نهاية 2014 إلى منتصف 2015. فإذا ما ذهب البنك لأبعد من منتصف عام 2015، فإن هذا سيؤدي لهبوط سعر الدولار.
الفصل الثاني: الساعة 2:00 مساءًا حسب توقيت الساحل الشرقي (18:00 بتوقيت جرينتش) – صدور البيانات الاقتصادية وتوقعات أسعار الفائدة
فيما يتعلق بالتنبؤات الاقتصادية، من المهم أن نعلم أنه اعتبارًا من هذا الشهر، سوف يطرح الاحتياطي الفيدرالي توقعات تتعلق بآماد طويلة تصل حتى 2015. وعلى ضوء الأداء المتردي للاقتصاد الأمريكي، فإننا نتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي لهذا العام وما يليه، وتثبيت أو رفع توقعاته بخصوص معدلات البطالة بشكل طفيف وتخفيض توقعاته للتضخم. وسوف يعود تخفيض توقعات النمو ورفع توقعات معدلات البطالة بنتائج سلبية على الدولار الأمريكي.
الفصل الأخير: الساعة 2:15 مساءًا حسب توقيت الساحل الشرقي (18:15 بتوقيت جرينتش) – يعقد بيرنانكي مؤتمرًا صحفيًا تتضمن جلسة لتلقي الأسئلة والرد عليها
سيكون المؤتمر الصحفي لبيرنانكي هو أكثر الأحداث إثارة. حيث سيتابع المستثمرون حديثه عن قرب ليروا إن كان البنك المركزي يرسل تلميحات بأي خطط مستقبلية تتعلق بالسياسة النقدية. وبرأيينا، ومع اقتراب موعد انتخابات نوفمبر بعد شهرين فقط، لن يرغب البنك المركزي في الالتزام بأي إجراءات إضافية تتجاوز ما أعلنه في وقت لاحق اليوم، حيث سيرى أنه من الأفضل التمهل والنظر في طريقة تعامل الإدارة الجديدة مع المنحدر المالي قبل أن يقرر إجراءاته الجديدة. وبوضع هذا في الاعتبار، سيكون من الصعب على بيرنانكي أن يسلك طريق التملص والمراوغة. إن رئيس الاحتياطي الفيدرالي مشهور بأنه إما يفرط في إعطاء التلميحات أو في إغفالها حول تحيزاته بخصوص السياسة النقدية، لذا فلن يكون من قبيل المفاجأة إذا فعل ذلك غدًا أيضًا. وفي كل الحالات، ابق أذنيك مفتوحتين لسماع أي تلميحات حول خططهم لأكتوبر وما بعدها.
وقد واصل الدولار الأمريكي USD ضعفه في مقابل الين الياباني JPY والعملات الرئيسية الأخرى، وهو ما ينهض كمؤشر على استعداد المستثمرين لجولة التيسير الكمي الثالثة من الاحتياطي الفيدرالي. وعلى ضوء ذلك، سوف يتساءل المتاجرون المحنكون على الفور عن حجم التأثير الذي يمكن أن تحدثه جولة ثالثة من التيسير الكمي إذا ما أغفل السوق بالفعل هذا الإعلان. ورغم أنه من الصحيح أن معظم الاقتصاديين والمستثمرين يتوقعون قرار البنك المركزي بالتيسير الكمي غدًا، إلا أننا نرى أن الدولار قد يهبط بشكل أكبر إذا ما أطلق الزناد على الجولة الثالثة للتيسر الكمي. ولا يزال هناك بعض المتشككين القلقين من أن تتسبب الانتخابات في تقييد أيدي مسئولي الاحتياطي الفيدرالي، أو من أن البنك المركزي ببساطة لا يملك الشجاعة الكافية لاتخاذ قرار بهذه الضخامة في وقت تطالعنا فيه البيانات الاقتصادية متردية ولكنها لم تصل للحضيض بعد. كما أن هناك فئة من المستثمرين تؤمن بقيام البنك بطرح التيسير الكمي ولكنها لا ترغب في اتخاذ أي مراكز جديدة لحين صدور الإعلان فعليًا. وربما يكون ذلك أكثر الإجراءات ذكاء على ضوء أننا لازلنا نجهل حجم ونطاق الجولة الثالثة للتيسير الكمي.