اخبار اقتصادية

تقرير تحليلي عن اجتماع البنك الفيدرالي اليوم والتوقعات بحركة الدولار

تقرير تحليلي عن اجتماع البنك الفيدرالي اليوم والتوقعات بحركة الدولار

 

كانت المرة الاخيرة التي قرر فيها البنك الاحتياطي الفيدرالي تضييق السياسة النقدية هي ديسمبر 2015 ،  ولكن سيتغير ذلك اليوم أخيرًا مع استعداد البنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة للمرة الأولى خلال عام.    وقد تغيرت الكثير من الأمور خلال العام المنصرم فيما عدا اعلانات السياسة النقدية، وكان ذلك محرك كبير للأسواق خاصة عندما تظهر توقعات بإحداث البنك المركزي لتغيير كبير في السياسة النقدية.  وفي هذا الوقت من العام الماضي، كان البنك الاحتياطي الفيدرالي يستعد لأول رفع في سعر فائدة خلال عشر سنوات، وبينما يعتبر قرار هذا الشهر أقل أهمية تاريخيًا، إلا أنه قد يكون بداية لدورة تضييق في السياسة النقدية طولها 12 شهرًا.

 

السؤال الأساسي- يتوقع الجميع رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي، لكن عندما يحدث ذلك هل سيرتفع الدولار أم سينخفض؟

 

يعتبر أي رفع في سعر الفائدة أمر إيجابي للعملة ولكن في هذه لحالة كان الدولار الأمريكي قد سجل مستويات قياسية من الارتفاع قبل الاجتماع مع إظهار العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي لفرصة نسبتها 100% لصالح رفع سعر الفائدة.   وبمعنى آخر فإن الجميع يتوقع أن يرفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، وبالتالي فإن السؤال المطروح هو عندما يقوم البنك بذلك، هل سيرتفع الدولار أم سينخفض؟  للجواب  تشعبات واسعة في سوق الفوركس لان كل التحركات الأخيرة في العملات الرئيسية بما فيها الانخفاضال حاد في اليورو، والين الياباني والدولار الاسترالي كانت بدافع من قبل قوة الدولار الأمريكي.

 

وعندما رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر 2015،  كان هناك استمرار في الاتجاهات السعرية لفترة وجيزة قبل أن نشهد انعكاس حاد في  الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY أدى إلى انخفاضه من 123.57 إلى 116 خلال شهر واحد فقط وإلى 111 خلال شهرين. وفي ذاك الوقت كان السوق يضع فرصة نسبتها 75% لصالح رفع سعر الفائدة وليس 100%

 

نحن نرى ثلاث نتائج محتملة لاجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لشهر ديسمبر ولكن قبل أن نستعرض هذه السيناريوهات، من المهم أن نفهم لماذا البنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد لرفع أسعار الفائدة.   كان البنك الاحتياطي الفيدرالي يتحدث عن رفع أسعار لأشهر وصوّت عضوين من أعضاء لجنة تشريع السياسة النقدية (كيستر و جورج) لصالح رفع سعر الفائدة فورًا في نوفمبر.   ومن خلال متابعة التحسنات واسعة النطاق في الاقتصاد الأمريكية منذ اجتماع شهر نوفمبر،  نلاحظ أن انفاق المستهلك في ارتفاع وأن معدل نمو التوظيف في تزايد وأن معدل البطالة قد انخفض بينما ارتفعت أسعار المستهلك وظل النشاط في السوق العقاري مستقرًا. كان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث قوي للغاية، مما ساعد على دفع الأسهم الامريكية لتسجيل مستويات قياسية من الارتفاع. وأصابت هذه التحسنات البنك الاحتياطي الفيدرالي بالقلق بشأن ارتفاع التضخم بسرعة للغاية في المستقبل وعدم قدرته على كبحه، مما جعل جميع الأعضاء يشيرون إلى رفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام.

 

وعندما تم انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الامريكية وسط قلق تام، كان هذا ما غيّر اللعبة بأسرها بالنسبة للاسواق المالية.  فقد انعكس المسار الهبوطي للأسهم الأمريكية لتسجل مستويات قياسية من الارتفاع، بينما اخترقت عوائد سندات الخزانة الامريكية لأجل 10 اعوام مستوى 2% للأعلى للمرة الأولى خلال 11 شهرًا.  وارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 5% كرد فعل لذلك، وسوف تؤثر هذه الحركات السعرية على خطط السياسة النقدية في البنك الفيدرالي لأن ارتفاع عوائد السندات بشكل حاد وقوة الدولار يفرض أوضاع ضيقة على الاقتصاد بسبب ارتفاع تكاليف القروض وجعل الصادرات أكثر غلوًا.  وبمعنى آخر، تمثل التغيرات الاخيرة في الأسواق المالية جزء من عمل البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث أنها تقلل من الضغوط على البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في وقت قريب.   ويوضح هذا سبب عدم تجاوز فرصة رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي بعد شهر ديسمبر نسبة الـ 50% وفقًا إلى العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي حتى يونيو من عام 2017. كما ان هه تُعَد الفرصة الاخيرة لجانيت يلين والذي غالبًا ما ينتقدها دونالد ترامب وكان يقول قبل أن يكون رئيسًا أنه سيستبدلها ليتم تضييق السياسة النقدية في محاولة منه لفرض ضغوط عليها.

 

وفي الوقت الحالي سيكون قرار سعر الفائدة من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) مؤثر على الدولار الامريكي، ولكننا لا نتوقع ان يكون هناك رد فعل قوي من الدولار بعد الإعلان عن قرار سعر الفائدة إلا إذا كان القرار هو رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أو بعدم رفع سعر الفائدة على الإطلاق، والحقيقة أن كلا السيناريوهين غير مرجح على الإطلاق.  وبدلاً من هذا سيكون المحرك الأكبر في السوق هو الإرشاد المستقبلي من جانيت يلين وشارت التوقعات المستقبلية. وبالعودة إلى شهر سبتمبر، كان رؤساء البنك الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس العام القادم، وبالتالي إن جاءت التوقعات من البنك الفيدرالي برفع سعر الفائدة بما يزيد عن مرتين خلال 2017 فسوف يرتفع الدولار الامريكي.  وإن ظلت هذه التوقعات كما هي برفع سعر الفائدة مرتين، فقد ينخفض الدولار الامريكي.

 

ثلاث سيناريوهات لاجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لشهر ديسمبر وتأثيره على الدولار الامريكي

 

السيناريو الاول- رفع سعر الفائدة، ودعم تقديم إرشاد مستقبلي من جانيت يلين

 

إن رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ولم توفر يليين أي إرشاد مستقبلي حول  توقيت رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، فمن المتوقع انخفاض الدولار الأمريكي.  وفي ظل مدى السرعة والحدة التي ارتفع بها الدولار الأمريكي خلال الشهر الماضي، فقد طال بذلك اننظار عمليات جني الأرباح.  في حين أن جزءا من هذه الخطوة يمكن أن يعزى إلى خطط الإنفاق التي اعلن عنها دونالد ترامب، إلا أن الأسواق تتحرك كما لو انه قد طبّق بالفعل برنامج كبير للإنفاق المالي.  وقد يستغرق كل من هيكلة البرنامج وإمرار الكونغرس له وقتا أطول بكثير مما يتوقعه الرئيس الجديد وتتوقع، وقد تكون  الحزمة النهائية أقل  إثارة للإعجاب بسبب قلق أعضاء مجلس الشيوخ حول تكاليف التمويل.  وبالتالي إذا فشلت جانيت يلين في إقناع السوق بأنه سيتم رفع سعر الفائدة مرة أخرى في النصف الأول من العام القادم، يمكننا أن نرى بسهولة تصحيح في الدولار الأمريكي بنسبة 1-2%  في الأيام القادمة.

 

السيناريو الثاني- البنك الاحتياطي الفيدرالي يرفع سعر الفائدة، ويليين تشير إلى فترة توقف طويلة

 

إن رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة وتحدثت جانيت يلين عن تأثير ارتفاع عوائد السندات و/ أو أكدت على أن رفع سعر الفائدة في المستقبل سيكون معتمد على البيانات الاقتصادية، مما يعني أنها لن تكون ملتزمة بأي إجراءات مستقبلية، فسوف ينخفض الدولار الامريكي أيضًا بشكل أكثر حدة من انخفاضه في حالة السيناريو الأول.   وأمر طبيعي أن نشهد عمليات جني الأرباح في نهاية العام خاصةً بعد الحركات السعرية الكبيرة التي شهدناها خلال الشهر الماضي، ولكن في هذا السيناريو، سيكون هناك استمرارية في الاتجاهات السعرية وسيتعرض الدولار الامريكي للبيع بل سيكون انخفاض الدولار الامريكي سبب في تحقيق صفقات مُربحَة.   ونتوقع أن تكون الحركة السعرية الاكبر في زوجي العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY و اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD- وهما الزوجين الذين تأثروا بالدرجة الأكبر من قوة الدولار الامريكي، ولكن مع أخذ ذلك في عين الاعتبار، فسوف ترتفع جميع العمللات مقابل الدولار الأمريكي USD في هذا السيناريو.

 

السيناريو الثالث – البنك الاحتياطي الفيدرالي يرفع سعر الفائدة، ويليين تؤكد على الحاجة لمزيد من تضييق السياسة النقدية

 

إن رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة وعبرت جانيت يلين عن تفاؤلها بشأن الاقتصاد، وقلقها بشأن ارتفاع التضخم، والحاجة إلى المزيد من التضييق في السياسة النقدية، فسوف يرتفع الدولار الأمريكي.   وسوف نرى مستوى 115 بسهولة في الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY واختراق مستوى 1.05 في اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD  وسوف يتجع الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD إلى 73 سنت.   وتخبرنا العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي أن الميل الواضح لتضييق السياسة النقدية وقوة الإرشاد المستقبلي أمر غير محتمل .

 

ولمن في نهاية اليوم قد يكون اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لشهر ديسمبر مخيب للآمال يما يتعلق بمعدلات التذبذب في السوق.  فكل الأمور تؤدي إلى التوقع بالوصول إلى هذه المرحلة، وسيكون لدى المستثمرين فرصة للإستعداد. السيناريو الاول هو الاكثر احتمالية بسبب ارتفاع عوائد السندات ولأن البنك الاحتياطي الفيدرالي بحاجة إلى وقت لمعرفة  قدر التحفيز المالي الذي يمكن أن توفره إدارة ترامب.  لن تلتزم يلين بأي شيء وسوف يُصاب مشترو الدولار الأمريكي بخيبة أمل، مما سيكون سببًا جيدًا للمستثمرين لجني أرباحهم من صفقات شراء الدولار مع نهاية العام.   ولا يعني هذا أن ارتفاع الدولار قد انتهى ولكن علينا البحث عن اسباب أخرى ارتفاع الطلب عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى