اخبار اقتصادية

ارتفاع حاد للدولار الامريكي بعد حديث البنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع سعر الفائدة

ارتفاع حاد للدولار الامريكي بعد حديث البنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع سعر الفائدة

 

تحوّل يوم الجمعة من الاسبوع الماضي إلى يوم عظيم بالنسبة للدولار الامريكي.  فقد ارتفعت العملة الأمريكية للأعلى مقابل جميع العملات الاساسية بعد حديث جانيت يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي في قاعة جاكسون.  ومن المثير للاهتمام أن كلماتها لم تكن وراء ارتفاع الدولار الامريكي.   فبينما قالت يلين أن قضية رفع أسعار الفائدة قد زادت قوة في الأشهر الأخيرة، إلا أن تصريحات “فيشر” نائب محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي هي التي أطلقت شرارة ارتفاع العملة الأمريكية.  فقد كان أكثر وضوحا أكثر بكثير عندما قال ان تصريحات ييلن كانت ثابتة فيما يتعلق بموضوع احتمالية  رفع سعر الفائدة في شهر سبتمبر  ، وأنه من المحتمل رفع أسعار الفائدة  مرتين خلال هذا العام.  وخلال الأسبوع الماضي، كنا قد سمعنا تصريحات مستمرة تميل الى تضييق السياسة النقدية من مشرعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية والذين يبدو انهم متفقين على أن أمريكا تقترب من التوظيف الكامل  وأن التضخم في ارتفاع.  وبينما لا يزال بعض الأعضاء مثل “باول” رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي يعتقدون أن البنك المركزي يمكنه التحلي بمزيد من الصبر، إلا أنه إن جاء تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي يوم الجمعة القادمة بنتيجة قوية، فسوف تزيد فرص رفع سعر الفائدة خلال شهر سبتمبر بقوة.

 

  وقد كانت تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة بمثابة تذكير قوي للسوق بأنه ليس هناك بنك يقترب من تضييق السياسة النقدية مثل البنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن تضع العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي احتمالية في الوقت الحالي بنسبة 63% لصالح رفع سعر الفائدة في شهر ديسمبر, إن جاءت أرقام التوظيف والأجور بنتائج صعودية مفاجئة فسوف ترتفع هذه الاحتمالية إلى ما فوق 75%.   وقد لعب كلا من “يلين” و “فيشر” دورًا كبيرًا في تكوين قاع سعري للدولار الامريكي، ونتوقع المزيد من الارتفاعات خلال هذا الاسبوع.   وقد ادت الحركة السعرية القوية في سوق الفوركس خلال يوم الجمعة إلى دفع أزواج العملات إلى مستويات فنية أساسية – وصل اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD إلى 1.12 و الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY إلى 102 و الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD إلى 1.30. وقد تم اختراق بعض هذه المستويات بينما تم اختبار البعض الآخر- وفي كلتا الحالتين من المتوقع أن يتجه التجار إلى شراء الدولار الامريكي عند أي تصحيحات بسيطة. ونتوقع أن يسجل الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY مستوى 104، وان ينخفض اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD إلى ما دون مستوى 1.11 و أن يختبر الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD مستوى 1.30.

 

 وبعد تكوين قمة عند مستوى 1.1367 يوم 18 أغسطس، أغلق اليورو الأسبوع الماضي على انخفاض حاد مقابل الدولار الأمريكي.   وقد لعب تعافي الدولار الأمريكي دورًا أساسي في انعكاس العملة الأوروبية، ولكن كانت للبيانات الاقتصادية الضعيفة من منطقة اليورو دورًا أيضًا في دفع هذا الزوج إلى مستويات أقل. فقد سجل النشاط الاقتصادي في قطاع الخدمات و قطاع الصناعات التحويلية تباطؤًا خلال شهر أغسطس وبينما عوّضت التحسنات في فرنسا ذلك الضغط في  ألمانيا، إلا أن تباطؤ النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو قد رفع الأعلام الحمراء التحذيرية أمام كل ما يفكر في شراء العملة الأوروبية.   كما انخفض معدل ثقة رجال الاعمال  في ألمانيا حيث انخفض مؤشر IFO لمناخ العمل إلى ادنى مستوياته  خلال 6 أشهر.   ويبدو أن التأثير الأكبر من خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) يظهر على معدلات الثقة في ألمانيا  حيث يبدو من الواضح ان هناك قلقًا بشأن احتمالية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) بين رجال العمال في ألمانيا الذين يرتبط عملهم بالصادرات بدرجة كبيرة، إلا أنه يبدو ان نتيجة مؤشر IFo هي نتيجة للمخاوف أكثر منها نتيجة للأمر الواقع.  خلال هذا الأسبوع سوف تقدم التقارير الاقتصادية صورة أكثر وضحًا لنا، حيث سيتم الاعلان عن مبيعات التجزئة و معدل البطالة و أسعار المستهلك من ألمانيا.   وأي ضعف في اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD قد يؤدي الى سحب هذا الزوج إلى ما دون مستوى 1.11.

 

 كان الاسترليني هو العملة الوحيدة التي أغلقت الأسبوع الماضي على ارتفاع مقابل الدولار الأمريكي ولكننا نعتقد أنه سيكون هذا تصحيح قوي هذا الاسبوع.  وبعد أن قرر البريطانيون الرحيل عن الاتحاد الأوروبي، استعد المستثمرون حول العالم لكارثة اقتصادية في بريطانيا، وبينما جاءت مؤشرات مديري المشتريات بنتائج هبوطية مفاجئة، إلا أن بقية البيانات لم تكن بهذا السوء.   ووفقًا لجمعية البنوك البريطانية، ارتفع ائتمان المستهلك في بريطانيا بأقوى معدلاته خلال ما يقرب من 10 أعوام، حيث زاد إقبال المتسوقين على  المتاجر ليستفيدوا من القروض ذات الفائدة المنخفضة. ويظهر من خلال ذلك أنه بينما أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) قد يكون مؤذي للسوق العقاري، إلا أنه قد لا يكون له تأثير على الاستهلاك.    وقد تكون الحركة السعرية للباوند خلال الأسبوع الماضي دلالة على عمليات جني الأرباح.   وفي هذا الاسبوع سيتم الإعلان عن مؤشرات مديري المشتريات من قطاع الإنشاءات و قطاع الصناعات التحويلية.  وبينما قد يتباطأ قطاع الإنشاءات، إلا أن التحسناتا لأخيرة من اتحاد الصناعية البريطانية تدل على أن نشاط الصناعات التحويلية قد يبقى جيدًا.   ومع أخذ هذا في عين الاعتبار، سيستمر الاستريلني في إيجاد مقاومة تحت مستوى 1.33.  والحقيقة أن  التأثير الاقتصادية من خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) يعتبر محدودًا ولكن إن جاءت المزيد من الأخبار عن تفعيل رئيس الوزاء للمادة 50 في بداية العام القادم، فقد يمتد الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD في انخفاضاته سريعًا.

 

أغلقت  عملات السلع الثلاثة الأسبوع الماضي على انخفاض مقابل العملة الأمريكية.  فقد حص الدولار الكندي CAD على إشارات تداوله من النفط ولكن حتى على الرغم من ارتفاع أسعار النفط الخام يوم الجمعة، إلا أن الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD لم يتمكن من تجاهل تأثير ارتفاع الدولار الأمريكي USD.  ةكانت العملة الوحيدة التي لم يكن هناك أي تطورات اقتصادية تتعلق بها هي الدولار النيوزلندي حيث قال “ويلر” محافظ البنك الاحتياطي النيوزلندي أنه لم يكن هناك حاجة لتسهيل السياسة النقدية بشكل سريع.   وقد زاد هذا من الطلب على الدولار النيوزلندي/ الدولار الأمريكي NZD/USD، والذي ارتفع إلى أعلى مستوياته خلال 18 شهر قبل شهادة يلين يوم الجمعة.   وقد غيّرت تصريحات يلين من الصورة الفنية لعملات السلع الثلاثة تمامًا، والآن  نتوقع تصحيحات سعرية أكثر حدة. ومن الناحية الأساسية، لم تصدر أي بيانات اقتصادية من نيوزلندا، ولكن من المقرر الاعلان عن مبيعات التجزئة و تقرير مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الصناعات التحويلية من استراليا بالإضافة إلى مؤشرات مديري المشتريات من الصين.  ومن كندا ، من المقرر الإعلان عن الحساب الجاري و الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني و الميزان التجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى