المساعدة المالية لقبرص قد تحدد نغمة تداول العملات خلال هذا الاسبوع في سوق الفوركس Forex
تشير عمليات البيع المكثفة التي تعرضت لها العملات والاسهم الاوروبية اليوم الى ان المستثمرين قد اصابتهم صدمة من اخبار المساعدة المالية لقبرص، حيث ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ منطقة اليورو التي يتكبد فيها المودعين في البنوك خسائر. ارتد اليورو/ دولار من ادنى مستوياته بسبب التوقعات بظهور اتفاقية معدلة أقل حدة، ولكن بغض النظر عن إذا ما كان المودعين الذين لديهم حسابات تفوق او تقل عن 100 ألف يورو هم الذين سيدفعون ضرائب، فإن مجرد احتمال انهم سيدفعون ضرائب هو ما يحدد مصداقية النظام المصرفي. ويقول المتفائلون أن هذا الوضع خاص بقبرص وحدها، إلا اننا لا نعلم كيف ستكون اي اتفاقية مخففة مطمئنة بالنسبة لهم لأن هذه ستكون سابقة من نوعها للمنطقة بأسرها. ولن نطرق الى مدى الظلم من ان يكون المحتفظين بأموالهم تحت الوسادة سيكونوا آمنين بقدر اكبر من هؤلاء الذي يودعون اموالهم في البنوك. ما نعرفه هو ان خبر انمساعدة المالية لقبرص تحدد في الوقت الحالي نغمة التداول في سوق الفوركس وذلك خلال هذا الاسبوع الذي من المقرر ان يتم الاعلان فيه عنب يانتات غاية في الاهمية، حيث ان هذه الاخبار الجديدة من قبرص تجدد مخاوف العدوى الى الدول الاخرى في المنطقة. وقد تم تأجيل التصويت في البرلمان على المساعدة المالية حتى يوم الثلاثاء وهذا يعني ان نغمة كره المخاطر لا تزال هي السائدة على المدى المتوسط.
استفادت عملات الملاذ الآمن من هذه الاخبار- وهي الدولار الامريكي والين الياباني والباوند البريطاني والفرنك السويسري. وقد يستفيد الفرنك السويسري أكثر إن استثنى البنك السويسري في تعليقاته تخفيض سعر الفائدة. وكان البنك السويسري سريع الاستجابة لضعف اليورو مع امله بتجنب محاربة ارتفاع الفرنك وان يعتمد على القوة النسبية للباوند مقابل الفرنك السويسري. وفي الحقيقة، فإن الأمان المتصور في الايداعات في بريطانيا قد سمحت للمستثمرين التغاضي عن جميع مشاكل بريطانيا ومن بينها خطر ان ياتي محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية البريطانية بما يدعم السياسة النقدية الميسرة، وسلبية نتيجة تقرير الموازنة البريطانية خلال هذا الاسبوع. ولا نستطيع ان نرى عدم وجود مجموعة كبيرة من المودعين الذي سينتابهم الفزع من فرض الضرائب ويقوموا بسبب هذا بتحويل اموالهم من منطقة اليورو بكاملها الى اجزاء اخرى من اوروبا، وذلك إن لم تلغي قبرص تماما هذه الاتفاقية بسبب النقد الداخلي والخارجي الذي سيوجه اليها.
قد تكون البيانات الافضل من التوقعات التي جاءت عن الاقتصاد الامريكي في الآونة الأخيرة سبب في دعم تفاؤل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في اجتماعها هذا الاسبوع، ولكن في ظل ما تقوم به قبرص من اعادة تذكير العالم بالمخاطر التي تواجه الانظمة المصرفية، قد يختار بيرنانكي ان يكون اكثر حذرا. سوف يبدأ محافظ البنك الياباني الجديد مهام عمله خلال هذا الاسبوع ومن المقرر ان يعقد مؤتمرا صحفيا له يوم الخميس من هذا الاسبوع في الحادي والعشرين من مارس. وفي هذا المؤتمر الصحفي، نتوقع ان يؤكد المسؤولون في بنك اليابان على التزامهم بالتسهيل المفرط في السياسة النقدية، مما قد يساعد على احياء ارتفاع الدولار/ ين ياباني. ومع توقعاتنا بان البنك الياباني سوف يزيد من مشتريات الاصول في المستقبل القريب، نعتقد ان الانخفاضات في الدولار/ ين قد يُنظر اليها كفرصة للدخول شراء عند مستويات منخفضة. من المقرر الاعلان عن مؤشرات مديري المشتريات من منطقة اليورو من الصين خلال شهر مارس، ومع انخفاض اليورو فسوف تكون بيانات منطقة اليورو محور تركيز من المستثمرين حيث قد يؤدي ضعف البيانات إلى تعميق جرح اليورو.