الجلسة الأسيوية: اليورو والهدوء الذي يسبق العاصفة
الجلسة الأسيوية: اليورو والهدوء الذي يسبق العاصفة
جاءت التدفقات المالية في آسيا خفيفة نسبيًا بعد الاندفاع القوي باتجاه الدولار الأمريكي USD في جلسة نيويورك. وعليه سارت حركة تداولات الزوج الدولار الأسترالي /الدولار الأمريكي AUD/USD والدولار النيوزلندي /الدولار الأمريكي NZDUSD ضمن نطاق ضيق خلال معظم الجلسة، وكان غياب الاقتناع في السوق يرجع إلى الغياب شبه الكاملة لأي بيانات أو مناسبات اقتصادية. وفي الحقيقة، كانت البيانات الوحيدة الجديرة بالذكر هي القادمة من نيوزيلندا والخاصة بقراءة الميزان التجاري.
صفقات اليورو تطلق شرارة في سوق الفوركس
ومع ذلك، فلم يحُل ذلك دون هبوط زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD بنحو 35 نقطة في آخر الجلسة. وقد دفعت حالة الإفراط السريعة في البيع بكم وافر من الأوامر عند مستوى 1.2880، وهو ما زاد الاندفاع إلى الأسفل وأرسل الزوج إلى أقل مستوياته قرب 1.2860. كما جاء الزوج يورو/ين ياباني EUR/JPY كأحد كبار الخاسرين، حيث اخترق الزوج مستوى 100.00 قبل أن يصطدم بجدار صلب. وكلا الزوجين السابقين يدخلان مناطق لزجة تاريخيًا والتي قد نشاهد فيها بعض الحركات السعرية المثيرة. ومع ذلك، فإن المناسبة الرئيسية التي يجب أن نترقبها فيما يتعلق باليورو ستكون صدور الميزانية الأسبانية في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وكان البيع المفرط في اليورو قد دعّم الدولار الأسترالي AUD، حيث دفع الزوج الدولار الأسترالي /الدولار الأمريكي AUD/USD إلى النهاية السفلى من حزامه التداولي. وربما تكون الحركة السعرية الأخيرة قد أفسحت المجال للاندفاع نحو مستوى 1.0300، ثم تحول إلى 1.0160 – ولا يبدو مؤشر القوة النسبية (RSI) في حالة إفراط للبيع على أساس الساعة ويبدو بعيدًا تمامًا عن هذه الحالة في الإطار اليومي. ومع ذلك، فإن مكمن خوفنا الوحيد هو أن اليورو لا يبدو مرتفع الثمن في سوق الخيارات، وهو ما يمنع بعض الأطراف من المؤسسات من بيع أكبر عملات السلع تداولاً في العالم.
العجز التجاري في نيوزيلندا وقراءة أعمق من المتوقع
في الوقت الذي طالعتنا فيه الواردات متماشية مع توقعات السوق، لم يكن يتوقع المستثمرون أن تشهد الصادرات هذا القدر من الهبوط. فقد تواصل الهبوط البطيء في الصادرات إلى أوروبا في أغسطس وجاوبه هبوط مماثل في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأمريكا. ومن الزاوية الإجمالية، قد تتسبب الواردات الضعيفة نسبيًا واحتمال ضعف أسعار السلع في جعل الميزان التجاري النيوزيلندي في حيز العجز خلال بقية العام.
وإذا نظرنا إلى البيانات، سنجد هناك هبوطًا في الميزان التجاري إلى -789 مليون من 97 مليونًا المنقحة، والتي كانت تفوق من رقم الـ -630 مليونًا التي توقعها السوق. وقد هبطت الصادرات إلى 3.32 مليار من 4.00 مليار، فيما ارتفعت الواردات إلى 4.10 مليار من 3.99 مليار. وكما ذكرنا في السابق، فإن رقم الواردات كان متوقعًا، بيد أن درجة الخطورة التي جاء عليها الهبوط في الصادرات لم تكن متوقعة (حيث كانت القراءة المتوقعة 3.55 مليار).
الدولار النيوزلندي /الدولار الأمريكي NZDUSD
يقف الزوج فوق مستوى دعم أساسي، ولكنه لم يتبع اليورو/دولار أمريكي EURUSD أو الدولار الأسترالي /الدولار الأمريكي AUD/USD في اندفاعه الأخير إلى أسفل، الأمر الذي يخلق فرصة لإجراء تصحيح هبوطي. وعلاوة على ذلك، فإن تجاهل الدولار النيوزلندي لبيانات الميزان التجاري يفتح مجال الاحتمالات أمام حركة هبوطية. ورغم أن بيانات الميزان التجاري ليست كافية في حد ذاتها لخفض الدولار النيوزيلندي، إلا إنها إذا جاءت مدعومة ببيانات ضعيفة في ثقة الأعمال غدًا، فإن الزوج قد يتراجع بشكل أكثر قوة عما يمكن أن يفعله في العادة.