الاسواق المالية تترقب الأضرار الناجمة عن الإعصار ساندي في أجواء متوترة
شهدت العملات التي ينطوي عليها مخاطر عالية في سوق الفوركس ارتفاع بسيط في بداية الجلسة الاوروبية الصباحية وذلك بدعم من التدفقات المالية الأفضل في سوق الاسهم، بينما تراجع الدولار الامريكي/ الين الياباني متجاوزًا مستوى 79.50 متخلصًا من جميع نقاط وقف الخسارة في طريقه الى مستوى 79.30 وذلك في اعقاب اعلان البنك الياباني بزيادة برنامج التسهيل الكمي بمقدار 11 تريليون ين ياباني كما كان متوقعًا حيث يأمل العديد من التجار أن يقدم مسؤولي السياسة النقدية اليابانية أكبر قدر من الدعم. وقد أعلن البنك الياباني أنه سيقوم بتوسيع برنامج التسهيل الكمي من 80 تريليون ين ياباني الى 90 تريليون ين ياباني وذلك مع برنامج سيتضمن شراء السندات الحكومية وأذون الخزانة وشريحة صغيرة من تلك المخصصة للاصول ذات المخاطر العالية مثل صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs).
وعلى الرغم من ان تمديد برنامج التسهيل الكمي بمقدار 10 تريليون ين ياباني يعتبر إجراء هام من البنك الياباني، إلا أنه كان متوقعًا بدرجة كبيرة في السوق بعد ان قامت صحيفة “نيكي” الياباني بتسريب تفاصيل هذا الخبر الاسبوع الماضي. وبالتالي خلق اعلان اليوم من بنك السابان آلية “بيع الخبر” الكلاسيكية. وكان هناك بعض المشاركين في السوق الذين كانوا يتوقعون تمديد برنامج التسهيل الكمي بما يصل الى 20 تريليون ين ياباني واعتبروا بالتالي ان إجراء اليوم كان ضعيفُا جدًا ومتأخرًا جدًا.
وكان الإجراء الذي اتخذه البنك المركزي الياباني تفاهًا بالمقارنة مع التطورات التي حدثت في أمريكا عندما أحدثت “ساندي” العاصفة الرملية الاستوائية ضررًا اقتصاديًا بالغًا في الساحل الشرقي، مما قد يجبر البنك الفيدرالي على إدخال المزيد من السيولة في النظام المالي، حيث تحاول اسواق رؤوس الاموال الامريكية التعافي من أكبر الكوارث الطبيعية في الذاكرة الحديثة. وبالتالي لا يزال المسؤولين في اليابان خلف المنحنى الذي يأملون في الوصول اليه، حيث غلب أثر الاحداث العالمية على كل ما وضعوه من خطط لتحفيز الاقتصاد، ويظل الين قويًا بشكل غير طبيعي، محبطًا جهودهم لتحفيز قطاع التصدير في اليابان.
وكان العمل الذي قام به البنك المركزي الياباني تافهًا لا سيما في ضوء التطورات في الولايات المتحدة حيث الاستوائية العاصفة الرملية عاثت فسادا اقتصادية هائلة على الساحل الشرقي التي قد تجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على ضخ سيولة أكثر بعد في النظام المالي الأمريكي وأسواق رأس المال تحاول التعافي من واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث. وبالتالي تبقى المسؤولين اليابانيين يائس وراء منحنى كما وضعت خططها في تحفيز أفضل وتجاوزتها الأحداث في جميع أنحاء العالم والين لا يزال قويا بصورة غير طبيعية محبطة جهودها لتحفيز القطاع صادرات البلاد.
وفي الوقت الحالي، تمكن الدولار/ ين ياباني في الصمود فوق مستوى 79.00 ولكن إن تسارعت التدفقات المالية الداعمة لكره المخاطر مع مرور الاسبوع، فسيكون هذا الزوج في موجهة خطر اختراق مستوى الدعم الاساسي والتخلي بالكامل عن ارتفاعه الاخير.
وفي الوقت ذاته، سجل معدل البطالة الالمانية قراءة اسوأ من التوقعات حيث ارتفعت البطالة بمقدار 20 ألف مقابلا لتوقعاتب قراءة 10 آلاف، بينما ارتفع معدل البطالة الى 6.9%- وهو الارتفاع الأول في معدل البطالة خلال 3 اعوام. ويظهر من خلال الأخبار الخاصة بسوق العمل أن هناك تباطؤ في سوق العمل الألماني مما قد يؤول الى المزيد من الضعف في ألمانيا إن ظل وضع الديون السيادية بدون حل. وفي الوقت الحالي تستمر حالة من التداول الحذر حيث ينحصر تداول اليورو/ دولار أمريكي بين 1.3000 و 1.2900.
وفي الجلسة الامريكية اليوم سيكون التركيز على تقييم الأضرار الناجمة عن الإعصار ساندي والذي دمر الحي المالي واغلب وسط مدينة نيويورك الليلة الماضية. ولا يزال المسؤولون يشعرون بالتفاؤل بشأن فتح بورصة نيويورك الإلكترونية يوم غد، إلا أن هذا سيعتمد في الغالب على حالة الضرر التي اصابت البنية التحتية للمواصلات، والتي يبدو من خلال التقارير الأولية أنها في غاية الخطورة. وفي الوقت الحالي لا يزال هناك ضغط في تذبذبات الاسعار ولكن إن انبثق ضوء النهار من نيويورك وراجت المزيد من الأخبار عن الوضع هناك، فقد تكون هناك ردود أفعال في سوق الفوركس لذلك.