اخبار اقتصادية

أربعة طرق قد تؤثر بها الانتخابات الأمريكية على الدولار

أخيرًا حان موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي ستكون من أهم السباقات خلال الأشهر الحالية. وسيذهب الناخبون إلى مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء وإذا كنا محظوظين، سنعرف بحلول مساء اليوم ما إذا كان الرئيس أوباما قد تم انتخابه لفترة رئاسية ثانية أم إذا كان ميت رومني سيصبح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة؟. وعشية يوم الانتخابات سنة 2008، كانت الرغبة في المخاطر قوية حيث شهدنا مكاسب في زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD وزوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY والأسهم. ولكن في اليوم الذي تلاه وجدنا زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD قد أصابه الفتور فيما هبط الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY ومؤشر مؤشر «ستاندارد آند بورز 500» بشكل حاد. ولم تعكس الحركة السعرية للعملات والأسهم في اليوم الذي تلا الانتخابات حالة إحباط الناس إزاء النتائج – حيث حدث العكس تمامًا. فقد صنعت أمريكا التاريخ لتوها من خلال التصويت لصالح أول رئيس لها من أصل أمريكي أفريقي. وبدلاً من ذلك، جاءت حالة الضعف في الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY ومؤشر مؤشر «ستاندارد آند بورز 500»، والتي بدأت في اليوم الذي أعقب الانتخابات واستمرت لمدة أسبوعين لتعكس مخاوف السوق بشأن أثر السياسات الديمقراطية. ويُعتبر الجمهوريون أقرب إلى قلوب رجال الأعمال والصناعة عن الديمقراطيين، ورغم أن هناك عددًا  من التقارير التي تزعم أن الديمقراطيين أكثر إيجابية عن الجمهوريين فيما يتعلق بالأسهم، سيظل المستثمرون يعتمدون في ردة فعلهم على مشاعرهم الغريزية.

وفيما يلي أربعة طرق قد تؤثر بها الانتخابات الأمريكية على الدولار:

1- السياسات الاقتصادية العامة – تناولنا بالفعل موضوع السياسات الاقتصادية العامة. ويُعتبر الديمقراطيين أقل تشجيعًا لعالم الأعمال والمشروعات، ويستهدف الرئيس أوباما بصفة خاصة سد فجوة الميزانية من خلال زيادة قيمة الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات التي تقوم بشحن الوظائف إلى الخارج، وصناعة النفط والغاز، والأفراد ذوي الدخول المرتفعة، والمكاسب والأرباح الرأسمالية. أما رومني على الجانب الآخر فيدعو لخفض الضرائب على نطاق واسع. أما ماهية الخطة التي ستؤدي بشكل كفء لتحسين حالة الاقتصاد والعجز فهي مسألة مختلفة تمامًا بيد أن مجرد وجود إمارات على تسبب سياسات أوباما في إيذاء الأعمال قد يكون سببًا كافيًا لإحداث ردة فعل تشبه ما حدث سنة 2008 عندما هبطت الأسهم وزوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY.

2- التعامل مع المنحدر المالي– بينما ستكون السياسات الاقتصادية للفائز في الانتخابات أثر كبير على التعامل مع المنحدر المالي، ستكون القضية التي نرغب في التطرق إليها هي أي من الفائزين سيكون أكثر كفاءة في حض الكونجرس على التوصل لتوافق على حل لهذه المشكلة. ونظرًا لأن الجمهوريون كانوا يقاومون خطط الرئيس أوباما للتعامل مع المنحدر المالي، قد يلقى ميت رومني سهولة أكبر في كسر هذه العقدة السياسية، وهو أمر ستكون له تبعاته الإيجابية على الدولار.

3- الاحتياطي الفيدرالي – إذا تمت إعادة انتخاب الرئيس أوباما، فإنه سيقوم على الأرجح بالإبقاء على بن بيرنانكي كرئيس للاحتياطي الفيدرالي. أما رومني على الجانب الآخر فقد تعهد بإحلال بن بيرنانكي كرئيس للبنك، الأمر الذي قد يتسبب في موجة من التقلبات الكبيرة في الأسواق المالية. وستكون حالة عدم اليقين المرتقبة ذات أثر سلبي كبير على الأسواق المالية وستسدد ضربة قاصمة للعملات والأسهم. كما أنه من المرجح أن يكون البديل الذي سيعينيه رومني شخصًا أقل تأييدًا لتسهيل السياسة النقدية عن بيرنانكي، وهو ما سيكون له أثره الإيجابي على الدولار.

4- التعامل السياسي مع الصين – كانت إدارة أوباما تتعامل بأسلوب أكثر لطفًا خلف الأبواب المغلقة في حض الصين على رفع عملتها. أما ميت رومني فقد أعلنها صراحة أنه سيصم الصين كدولة تتلاعب بالعملة بعد توليه المنصب مباشرة. فإذا تم له ذلك، فقد يشعل ذلك حربًا تجارية قد تدفع الصين للتهديد بالتخلص من احتياطيها الهائل من الدولار الأمريكي USD وسندات الخزانة الأمريكية، الأمر الذي قد يؤدي لمخاطرة كبيرة للتعافي الاقتصادي الأمريكي.

وإجمالاً، تأتي سياسات الرئيس أوباما أكثر سلبية على الدولار من سياسات ميت رومني حتى ولو ثبت كونها أكثر فعالية في إعطاء دفعة للاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل. ويمنح موقع InTrade الرئيس أوباما احتمالاً نسبته 67% بالفوز بالانتخابات ولكن هذا الانتصار غير مؤكد بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى