هل يستمر تعافي الدولار الأمريكي هذا الاسبوع؟!
هل يستمر تعافي الدولار الأمريكي هذا الاسبوع؟!
للمرة الأولى منذ ديسمبر الماضي، مرً علينا أسبوعًا من التداول لم ينخفض فيه الدولار الامريكي. وقد أغلق مؤشر الدولار الامريكي الأسبوع الأخير من يناير على ارتفاع نسبي بعد انخفاضه بنسبة 6% خلال سبع أسابيع. وقد تعرضت جميع العملات الأساسية إلى عمليات جني الأرباح وكان أكبر الخاسرين هما الدولار الأسترالي و الين الياباني. وكان اليورو والاسترليني و الدولار النيوزلندي هي العملات الأفضل أداءً، ولكن توقفت ارتفاعات هذه العملات نتيجة تعافي الدولار الامريكي. وخلال هذا الاسبوع، قد لا تكون معدلات الرغبة في شراء الدولار ذات أهمية بالمقارنة مع معدل النمو الاقتصادي العالمي واجتماعات البنك المركزي. وليس من التوقع أن تقوم أيًا من كبرى البنوك المركزية بتغيير في السياسة النقدية، ولكن مع ارتفاع العملات بقوة خلال الشهرين الماضيين، ستتم مراقبة أي تصريحات من البنوك المركزية عن أسعار الصرف. سيكون الحدث الأكبر هذا الأسبوع هو تقرير التضخم ربع السنوي من البنك البريطاني، وكذلك قد يكون لقرارات أسعار الفائدة من البنك الاحتياطي الأسترالي و البنك الاحتياطي النيوزلندي تأثير هام على الدولار الاسترالي و الدولار النيوزلندي. .
لا يزال من السابق لأوانه إعلان النصر لمشتري الدولار الذين بدأوا لتوهم في انتزاع السيطرة من البائعين. وبالنسبة لبعض الأزواج التي تحولت فيما بعد مثل الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD، و الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD و الدولار النيوزلندي/ الدولار الأمريكي NZD/USD،، يمكننا أن نرى انعكاسا أكثر أهمية في بداية الأسبوع الجديد ولكن يمكن أن يكون هناك مكاسب أبطأ في الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY و الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD. وكانت اللهجة التي تميل الى تضييق السياسة النقدية من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) والنتائج القوية من تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي وارتفاع عوائد سندات الخزانة الامريكية لأجل 10 سنوات هي الأسباب وراء تعافي الدولار الأمريكي للأعلى. انتهت ولاية جانيت يلين في البنك الاحتياطي الفيدرالي وتركت السوق مع بيان متفائل من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) مع وجهة نظر اكثر تفاؤلا عن التضخم. وقد عزز من وجهة نظرهم الايجابية تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي الذي صدر يوم الجمعة وجاء بارتفاع في معدل نمو التوظيف إلى 200 ألف في شهر يناير، واستقرار في معدل البطالة وارتفاع في معدل نمو الاجور بنسبة 0.3%. وصاحب هذا قراءة معدلة صعودية لتقرير التوظيف الامريكي و معدل نمو الأجور لشهر ديسمبر . ولا شك في قوة سوق العمل وقوة معدل النمو فيه، وبالتالي قد ينخفض معدل البطالة أكثر في الأشهر القادمة. ويضع السوق في الوقت الحالي احتمالية نسبتها 100% لصالح رفع سعر الفائدة في شهر مارس، ولم تتغير ذه النسبة بعد بيانات يوم الجمعة. ويعتبر التقرير الاقتصادي الأكثر أهمية من الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الأسبوع هو مؤشر مؤسسة إدارة الدعم الامريكية (ISM) بغير قطاع الصناعات التحويلية . ونظرًا إلى أنه تم العلان بالفعل عن تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي، فلن يكون لهذا المؤشر سوى تأثير محدود على الدولار الأمريكي، ولكن في ظل قوة تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي، من المتوقع ان يكون نشاط قطاع الخدمات أكثر قوة.
وبدلاً من هذا المؤشر، سيكون شعور البنوك المركزية تجاه ارتفاع عملاتها في الآونة الأخيرة هو محور التركيز الاساسي في السوق. وسوف يبدأ الاسبوع بقرارات البنك الاحتياطي الأسترالي و البنك النيوزلندي ويليه اجتماع البنك البريطاني وتقرير التضخم الربع سنوي من البنك البريطاني. وستكون هناك بعض التقارير الاقتصادية الأساسية فيما بين هذه الأحداث. بدايةً من استراليا، كان أداء الاقتصاد قويًا منذ اجتماع السياسة النقدية الأخير. وبفضل قوة سوق العمل وارتفاع معدل نمو التوظيف، ارتفعت مبيعات التجزئة و ثقة المستهلك. ويشعر رجال الاعمال بالثقة أيضًا على الرغم من تباطؤ نشاط قطاع الخدمات وقطاع الانشاءات. ويبدو أن نشاط قطاع الصناعات التحويلية في تحسن بسبب أداء اقتصاد الصين الأفضل من التوقعات. كما ارتفع التضخم بقوة على اساس سنوي على الرغم من ضعف ارتفاعه على اساس ربع سنوي. وتدل هذه التقارير على انه ليس لدى البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) رغبة فورية لرفع اسعار الفائدة ولكنهم قد يتغاضوا عن ارتفاع الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD بنسبة 4.5% منذ اجتماعهم الاخبر. وعندما اجتمع البنك في المرة الأخيرة، عبر عن مخاوفه بشأن قوة العملة ومن أن تتسبب في تراجع معدل النمو والتضخم، وبالتالي سوف يتطلع المستثمرون لرؤية إذا ما سيستخدم البنك لهجة أقوى وإذا ما يمكن ان يمتد الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD في انخفاضه إلى 0.7750. وقبل اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA)، سوف يتم الإعلان عن مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات ومبيعات التجزئة والميزان التجاري من استراليا، مما سيساعد على تشكيل توقعات السوق بشان اجتماع السياسة النقدية. وفي مساء يوم الخميس، سيصدر البيان الربع سنوي عن السياسة النقدية. وقد يتعرض الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD إلى عمليات جني الأرباح إلا إذا جاء بيان البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA)أو البيانات الاقتصادية الاسترالية بنتائج إيجابية فوق العادة.
وبالنسبة إلى الدولار النيوزلندي، مرت ثلاثة أشهر منذ أن اجتمع البنك الاحتياطي النيوزلندي في المرة الأخيرة، ومنذ ذلك الحين ارتفع ارتفع الدولار النيوزلندي بنسبة 5.5% مقابل العمة وبنسبة 2% مقابل الدولار الأسترالي. وكانت البيانات الاقتصادية أقل من التوقعات حيث تباطأ معدل نمو مبيعات التجزئة بمقدار كبير، وتراجع معدل نشاط قطاع الصناعات التحويلية، وانخفض مؤشر ثقة رجال الاعمال وتباطأ معدل التضخم. وهناك بعض النقاط المضيئة فيقطاع المنازل والميزان التجاري الذي تحوّل بشكل غير متوقع إلى فائض في شهر ديسمبر في أعقاب قوة الصادرات. وفي آخر اجتماع للبنك النيوزلندي، كان تداول الدولار النيوزلندي/ الدولار الأمريكي NZD/USD قد ارتفع بعد ان غيّر البنك من توقعاته الخاصة برفع سعر الفائدة في المرة التالية إلى الربع الثاني من 2019 بعد ان كانت توقعاته تشير الى الربع الثالث من نفس العام. وبينا تدل البيانات على أن البنك الاحتياطي النيوزلندي قد يكون أقل تفاؤلاً وأكثر قلقًا بشأن قوة العملة النيوزلندية، سوف يعلن البنك الاحتياطي النيوزلندي عن محافظ جديد للبنك المركزي في شهر مارس (أدريان أور)، وبالتالي لن يرغب “جرانت سبنسر” في الوقت الحالي أن يقوم بإغراق القارب. بغض النظر عن ذلك، سوف يكون اجتماع البنك الاحتياطي النيوزلندي اجتماعًا هامًا ومن المهم مراقبته. وسوف يتم الاعلان عن بيانات التوظيف للربع الرابع في اليوم السابق لاجتماع البنك النيوزلندي، وقد تساعد هذه البيانات على تشكيل التوقعات الخاصة بقرار سعر الفائدة. وتعتبر عمليات البيع المكثفة التي تعرض لها الدولار النيوزلندي/ الدولار الأمريكي NZD/USD يوم الجمعة هي عمليات البيع المكثفة الاكثر قوة خلال يوم واحد منذ شهر أكتوبر، ومن المحتمل استمرار انخفاض هذا الزوج في سوق الفوركس خلال الأسبوع القادم.