اخبار اقتصادية

ما الذي يدعم اليورو/ دولار في سوق الفوركس ويمنعه من الانخفاض؟!

بعد يوم الجمعة العاصف الذي شهدته اسواق العملات في اعقاب القراءة الافضل من التوقعات التي جاء جاءت بها بيانات التوظيف الامريكية بغير القطاع الزراعي، بدأ التداول هذا الاسبوع بنغمة هادئة بعد حالة الإحبتط التي أصابت المستثمرين نتيجة للبيانات اليابانية والصينية المتدهورة.  وقد اظهرت البيانات الصينية التي تم الاعلان عنها خلال الاجازة الاسبوعية ان التضخم قد ارتفاع ومعدل النمو قد تباطأ.

ارتفع مؤشر اسعار المستهلك الصيني  الى 3.2% من 3.0% بينما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 12.9% مقابل التوقعات بنسبة 14.5%. كما انخفض الانتاج الصناعي  الى 9.9% مقابل التوقعات بنسبة 1.04%.  وكان الانخفاض في الاستهلاك يتصدره حملة التقشف الجديدة التي اطلقتها الحكومة الصينية، حيث شهدت المطاعم في شنغهاي وبيجن انخفاض في المبيعات بنسبة 30-50% بسبب تناقص الانفاق من البيرواقراطيين في الحكومة. كما عزا المحللون بعض هذا التباطؤ الى العوامل الموسمية بسبب السنة الصينية الجديدة في فبراير .

على الرغم من ذلك، ادى الضعف العام في البيانات الصينية الى انتشار بعض القلق بين المستثمرين ، مما ادى الى افتتاح تداول الدولار الاسترالي بفجوة سعرية هبوطية قدرها 30 نقطة في بداية الجلسة الآسيوية اليوم، حيث انخفض السعر الى ما دون مستوى 1.0200 قبل ان يتعافى قليلا خلال الجلسة الاوروبية. ويتحرك الدولار الاسترالي في الوقت الحالي داخل نطاق تداول ضيق للغاية بين 1.0150 و 1.0300، حيث ينتظر التجار المزيد من البيانات عن الاقتصاد الاسترالي.

من المحتمل ان يكون تقرير البطالة الاسترالية المقرر الاعلان عنه يوم الاربعاء من هذا الاسبوع هو المحرك الاساسي لتداول الدولار الاسترالي خلال هذا الاسبوع. وتتطلع اسوااق العملات الى قراءة مشابهة للقراءة التي سجلها هذا التقرير الشهر المضي والتي اقتربت من 10 آلاف. إذا جاءت هذه البيانات افضل من التوقعات فقد يخترق هذا الزوج اللحد العلوي من نطاق التداول المذكور اعلاه، حيث سيكون هذا معناه تراجع حدة المخاوف بشأن قطع سعر الفائدة من البنك الاسترالي. ولكن إن جاء تقرير البطالة الاسترالي بقراءة تل على انكماش عدد الوظائف، فقض ينخفذ هذا الزوج بسبب المخازق بشأن التباطؤ الاقتصادي واسع النطاق في استراليا وما قد ينجم عن ذلك من انخفاض في العملة الاسترالية.

تمكن اليورو/ دولار في الوقت ذاته من الصمود على الرغم من استمرار ضعف البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو. فقد انخفض الانتاج الصناعي الفرنسي اليوم بنسبة 1.2% مقابل التوقعات بالانخفاض بنسبة 0.10% فقط، بينما انكمش  الناتج المحلي الاجمالي الايطالي بنسبة 2.3% مقابل التوقعات بانخفاضه بنسبة 2.7%. وكانت بارقة الامل الوحيدة من بيانات منطقة اليورو اليوم هي نتيجة الميزان التجاري الالماني الذي سجل ارتفاع في فائض الميزان التجاري الى 13.7 مليار يورو من 12.1 مليار يورو التي سجلها الشهر الاسبق، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 1.4%.

وعلى الرغم من كل هذه البيانات الاقتصادية السيئة،  الا ان فروق الاسعار بين عوائد السندات الايطالية والالمانية تستمر في الاتساع وعلى الرغم من استمرار اسعار عوائد السندات الايطالية في الارتفاع الا ان اليورو يرفض الانخفاض. في يوم الجمعة، وجد هذا الزوج دعم عند مستوى 1.2950 مرتين واليوم كان تداوله فوق مستوى 1.3000 حيث ظل في حالة من التماسك.

السبب المحتمل لقوة اليورو هو افتراض الاسواق بأن أسوأ ما في منطقة اليورو قد انتهى، بحس مزاعم ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الاوروبي في المؤتمر الصحفي الاخير للبنك المركزي الاوروبي يوم الخميس الماضي. فقد قال محافظ البنك المركزي الاوروبي ان الاوضاع قد تتحسن علىا لمدى المتوسط، وأن أغلب المقتطعات من الميزانية المالية قد تم بالفعل. علاوة على ذلك، فإن قوة الاقتصاد الامريكي قد يُنظًر إليه على انه محرك للنمو الاقتصادي في منطقة اليورو، حيث يأمل المستثمرون أن ترتفع معدلات الطلب الأمريكية في قطاع التصدير في منطقة اليورو.

 وقد تكون مرونة اليورو/ دولالار من ناحية أخرى ليس أكثر من مجرد توقف مؤقت للاتجاه الهبوطي، ولكن كلما ظل هذا الزوج مدعوما لفترة اطول،  كلما زادت احتمالية بأن نرى رد فعل صعودي خلال هذا الاسبوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى