ارتفاع معدلات التذبذب في حركات اسعار سوق الفوركس
ارتفاع معدلات التذبذب في حركات اسعار سوق الفوركس
لم يكن هناك اي نقص في العوامل التي تؤدي إلى انخفاض الدولار الامريكي. فقد جعلت قوة معدلات النمو العالمية من الاصول الامريكية أقل جاذبية خاصةً خلال الاوقات التي شعر فيها التجار بالقلق من الحروب التجارية والجوانب المالية للبلاد. وفي آخر أسبوع، انخفض الدولار الأمريكي بعد حديث البنك الياباني عن التضخم وقوة البيانات الاقتصادية على نطاق واس، و فرض التعريقة الجمركية على استيراد السولار،وتعليقات وزير الخزانة الأمريكية عن الفوائد من ضعف الدولار الأمريكي وضعف البيانات الاقتصادية الامريكية. وفي نهاية الاسبوع، حاول الرئيس الامريكي تراكب التراجع عن تلك التعليقات بقوله أنه تم اعتبار ان هذه التعليقات خارج السياف وأن الولايات المتحدة الامريكية تدعم سياسة الدولار القوي، وقام كورودا محافظ البنك الياباني بنفس الامر عندما قال في دافوس أنه لن يعكس النظرة المسقبلية للتضخم. فالارتباك بشأن السياسة يضاعف فقط من التقلبات السعرية. أضف إلى ذلك ضعف معدلات الشكاوى من البطالة وبيانات الإسكان والميزان التجاري والناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع، وليس من المستغرب أن المستثمرين يترددون في الثقة في انتعاش الدولار.
من الناحية الفنية، من المتوقع أن يرتد الدولار للاعلى ولكن على أساس أساسي، هناك حاجة لوجود حافز. ويمكن أن يكون هذا الحافز حديث البنك المركزي عن التدخل، او تعليقات أخرى من المسؤولين الحكوميين أوالبيانات أو التصحيح المفاجئ في الأسهم الأمريكية. وكل هذه الاحتملات قد تحدث نظرا للتحركات الحادة في العملات والأسهم ولكنها تعتبر تكهنات أيضا لأنه حتى يحدث ذلك، ستبقى السيطرة بين يدي البائعين. وبالنظر إلى الأمام، هناك بالتأكيد أي نقص في المحفزات لعكس الدولار. وسيعقد مجلس الاحتياطي الاتحادي أول اجتماع للسياسة النقدية لهذا العام، ومن المقرر الاعلان عن تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي، وسيلقي ترامب خطاب عن حالة الاتحاد. ولا نتوقع الكثير من التقلبات السعرية من اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لأن الجزء الأكثر أهمية من هذا الاجتماع هو أنه سيكون الاجتماع الأخير برئاسة جانيت يلين. ونظرًا إلى انه لم يكون هناك مؤتمر صحفي، فسوف تخرج جانيت يلين في هدوء لتترك بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) بدون تغيير. ومنذ الاجتماع الأخير للسياسة، كان هناك تدهور طفيف أكثر من التحسن في الاقتصاد الأمريكي لذلك ليس هناك سبب يذكر حتى تقوم يلين بتغيير لهجة الاحتياطي الفدرالي قبل أن تمرر كرسي الرئاسة لباول. مع أخذ ذلك في الاعتبار، كانت هناك تغييرات كبيرة في ديناميات السوق مع تراجع الدولار ، وارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 25 نقطة أساس وارتفاع مؤشر ستاندرد آند بور بنسبة 7٪ إلى مستويات قياسية جديدة. ومن الصعب التنبؤ بإذا ما سيكون خطاب ترامب عن حالة الاتحاد محركًا للسوق ام لا- ولكن من المؤكد أنه سيتحدث عن ارتفاعات الأسهم وأداء الاقتصاد، ولكن قد يشير أيضًا إلى التوترات التجارية و ويتحنب الحديث عن محادثات التمويل في الولايات المتحدة الأمريكية. وسيكون تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي محركًا كبيرًا للسوق. وكان معدل نمو التوظيف قد تباطأ بدرجة كبيرة الشهر الماضي ولكن كان معدل نمو الأجور قويًا- ويتطلع رجال الاقتصاد لتسارع معدل نمو التوظيف وان يبقى معدل الاجور مستقرًا ولكم من غير المحتمل أن يكون هذا هو الوضع. ولكن إذا تحول الدولار ، وتحولت العملات إلى جني الأرباح، فقد تكون التصحيحات السعرية حادة وقوية.
وبينما لم يكن اليورو هو الأفضل أداءً هذا الأسبوع )كان الفرنك السويسري هو الأقضل) إلا أنه كان أحد العملات التي ارتبطت بها أكبر القصص في السوق، حيث شجع البنك المركزي الأوروبي انخفاض العملة بالتركيز على قوة الاقتصاد. وكانت البيانات الاقتصادية جيدة على كافة القطاعات حيث جاءت مؤشرات مديري المشتريات و تقرير ZEW وتقرير IFO بنتائج تفوق التوقعات. وعلى الرغم من أن ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) قال أن تقلبات اليورو تخلق حالة من المخاوف، والخلاصة من اجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB) هو ان البنك المركزي الأوروبي (ECB) متفائل وراضي عن اداء الاقتصاد. ووفقًا لدراجي، لا يزال الزخم الاقتصادي قوي وواسع النطاق، مما قد يؤدي إلى مفاجآت ايجابية عن معدل النمو الاقتصادي وارتفاعات تدريجية في معدل التضخم باستثناء الغذاء والطاقة على المدى المتوسط. وكرد فعل لذلك اخترق اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD مستوى 1.25 مرتفعا الى اقوى مستوى له منذ شهر ديسمبر 2014. وبينما تدعم البيانات الاقتصادية وغياب المخاوف لدى البنك المركزي من احتمالية تحقيق اليورو المزيد من الارتفاعات، إلا انه على الأساس الفني فإن عدم قدرة هذا الزوج على الصمود فوق مستوى 1.25 تدعو الى عمليات جني الأرباح. وإذا فشل اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD في العودة الى نستوى 1.2470 فقد يتراجع الى مستوى 1.22 كنصحيح فني ليس إلا. وخلال هذا الاسبوع سيتم الاعلان عن مؤشر التضحم ومؤشر الثقة والتوظيف من ألمانيا ولكن قد يكون لرغبة السوق في شراء الدولار الامريكي تأثير اكبر على تداول العملة.