التقرير الاقتصادي الأسبوعي في سوق العملات الأجنبية
كان شهر سبتمبر شهرا قويا بالنسبة إلى الدولار الأمريكي. فقد ارتفع الدولار الأمريكي بأكثر من 2٪ مقابل الين الياباني، أكثر من 1٪ مقابل الفرنك السويسري والدولار الأسترالي، وبنفس المعدل مقابل اليورو. وكانت العملة الوحيدة التي شهدت ارتفاعات ملحوظة مقابل الدولار هي الجنيه الاسترليني، حيث حصل على معدلات قوية من الطلب بعد أن تحول البنك البريطاني هذا الشهر إلى بنك مركزي يميل الى تضييق السياسة النقدية. ولكن مع دخولنا شهر أكتوبر، فإن زخم الدولار الأمريكي يتلاشى وتتجاوز احتمالات التصحيح فرصة الاستمرار. ويتعلق جزء من هذا بتوقعات البيانات الأمريكية وجزء منه يتعلق باحتمال قيام البنوك المركزية الأخرى بتضييق السياسة النقدية على مدى الشهرين القادمين. سنقوم بالتحدث عن كل من هذه التفاصيل في المستقبل ولكننا نخشى ألا يكون شهر أكتوبر لن يكون جيد بالنسبة للدولار .
بالنسبة للدولار الأمريكي، سيكون أكتوبر هو عندما نبدأ في رؤية التأثير السلبي للأعاصير هارفي وإيرما على الاقتصاد الأمريكي. وقد حذر الجميع بداية من الاقتصاديين وحتى اعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي من أن هذه البيانات سوف تكون مشوهة بشكل مؤقت ولكن اعتمادًا على أداء الدولار الأمريكي والأسهم لأمريكية، قد لا يكون المستثمرون مستعدين لدرجة الضعف المحتمل في هذه التقارير. وعلى الرغم من ان البيانات ستتعافى الشهر القادم، إلا أنه من المقرر الإعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي الأسبوع المقبل، ويتطلع الاقتصاديون إلى قراءة 75 ألف، التي من شأنها أن تكون أضعف وتيرة نمو في ستة أشهر. ويأتي ذلك بعد اتجاه ثابت نحو تباطؤ نمو الوظائف في شهري يوليو وأغسطس، وهو ما يثير تالشكو حول ميل البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تضييق السياسة النقدية. وعندما اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في منتصف سبتمبر، أوضح أن تضييق السياسة النقدية سيستمر. وأظهرت توقعاتهم أن غالبية صناع السياسات يفضلون رفع آخر في سعر الفائدة في عام 2017 تليها 3 مرات من الرفع في عام 2018. ومع ذلك فإن عددا من مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي الذين تحدثوا هذا الأسبوع الماضي لم يبدو عليم الحماسة لرفع أسعار الفائدة كما أن البيانات جاءت بنتائج اقل من التوقعات بما في ذلك الدخل الشخصي، والإنفاق، ومعامل انكماش مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي. وسوف نسمع من المزيد من التصريحات رؤساء البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الاسبوع وربما ستكون وجهات نظرهم مختلفة ولكن حتى تعليقات يلين التي تمصل الى رفع سعر الفائدة فشلت في دفع العملة للارتفاع. جزء من المشكلة هو أنه بينما يخطط البنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة، فإن السوق لا يتوقع منهم القيام بذلك حتى ديسمبر ويمكن أن تتراوح تصريحاتهم بين الحين والآخر. وربما تتعافى البيانات الأمريكية بقوة وربما لا، ولكن في كلتا الحالتين هناك الكثير من الوقت أمام المستثمرين لإعداد صفقاتهم لصالح رفع سعر الفائدة مع اقتراب شهر ديسمبر. في الوقت الحالي سيكون التركيز على احتمالية ضعقف البيانات والوعيد بتضييق السياسة النقدية في أوروبا، وهو أمر سلبي بالنسبة لأزواج العملات الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY و الدولار الامريكي/ الفرنك السويسري USD/CHF، وأمر إيجابي بالنسبة لأزوج العملات اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD و الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD.
يعتبر اليورو من أحد العملات المفضلة لدينا في الأسابيع المقبلة. واعتمادًا على العوامل الاساسية، فإن توقعات منطقة اليورو إيجابية. ووفقا لأحدث التقارير الاقتصادية، تحسن التضخم والإنفاق ونشاط مبيعات التجزئة في ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. ويزيد ارتفاع النشاط من عزم البنك المركزي على تطبيع السياسة النقدية في أكتوبر. وأوضح رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي في الأسبوع الماضي أن معظم قرارات التسهيل الكمي سيتم اتخاذها في هذا الشهر. على الرغم من أنه أضاف أنه ليس على البنك المركزي أن يكون حساسًا بشأن توقف التعافي الاقتصادي، إلا أنه إن استمرت البيانات في التحسن فسوف يرافق إعلانهم عن تقليل برنامج التسهيل الكمي خططًا لإجراء المزيد من التغييرات في الأشهر المقبلة. بدأ الأسبوع الماضي بعدم استقرار بسبب الانتخابات ولكن استقر اليورو أخيرا حيث أدرك المستثمرون أن أنجيلا ميركل سوف تستمر في قيادة البلاد. ولن يمر وقت طويل قبل تشكيل حكومة ائتلافية، ويمكن لمتداولي اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD أن يحتفلوا بهذا الإعلان عن طريق دفع العملة إلى الأعلى خاصة مع انتهاء المخاوف بشأن الانتخابات. من الناحية الفنية، وجد اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD الدعم هذا الأسبوع الماضي عند 1.1720. هذا المستوى مهم حيث أنه مكان أساسي لتكوّن القيعان السعرية كما يقع عند المتوسط المتحرك (SMA) لـ 200 أسبوع ويلتقي مع مستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6% لحركة الانخفاض من 2008 إلى 2016، بالإضافة إلى مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% لحركة الانخفاض من 2014 إلى 2016. ومن غير المتوقع صدور تقارير اقتصادية هامة من منطقة اليورو خلال الأسبوع المقبل.
في المقابل، من المقرر صدور الثلاث مؤشرات الخاصة بمؤشر مديري المشتريات من المملكة المتحدة، مما يجعله أسبوعا مهما للإسترليني. وقام البنك البريطاني بتحويل مسار العملة عندما اقترح رفع أسعار الفائدة. ومنذ ذلك الحين لم يكن لدينا الكثير من البيانات المحركة للسوق منذ أن تم تعديل الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني للقراءة منخفضة، وارتفعت الموافقات على الرهون العقارية بمقدار أقل في أغسطس. وستكون تقارير مؤشر مديري المشتريات الأسبوع المقبل مهمة للغاية. إذا تسارع قطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات وقطاع البناء والتشييد، فإن هذا سيؤكد على صحة دعوات البنك البريطاني لتضييق السياسة النقدية وتنشيط ارتفاع الجنيه الإسترليني. ولكن إذا تباطأ النشاط في قطاع الصناعة التحويلية و / أو قطاع الخدمات، فإنه هذا سيلقي ظلالا من الشك على خطط البنك المركزي ويجعل العملة تتخلى عن بعض الارتفاعات التي حققتها في سبتمبر مقابل الدولار واليورو. وتحدث محافظ البنك البريطاني كارني الاسبوع الماضي، وفي حين كان خطابه متوقعا للغاية إلا انه لم يلقي ضوءا جديدا على خطط السياسة النقدية للبنك المركزي. انخفض زوج العملة اليورو/ الباوند البريطاني EUR/GBP انخفاضا حادا في شهر سبتمبر. إذا جاءت تقارير مؤشر مديري المشتريات مخيبة للآمال، يمكننا أن نرى هذا الزوج وهو يكسر مستوى 89 للاعلى.