اخبار اقتصادية

ما الذي سيقود حركة الأسعار في سوق العملات هذا الأسبوع؟!!

ما الذي سيقود حركة الأسعار في سوق العملات هذا الأسبوع؟!!

يبدو من الظاهر أن الأسبوع الماضي كان أسبوعا رائعا للدولار الأمريكي حيث كوّن زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD قمة سعرية عند 1.13، وارتفع زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY  من أدنى مستوى له عند 108.83 إلى أعلى مستوى له عند 111.40.   ولكن إذا نظرنا إلى ما بعد هذين الزوجين، نجد أن أداء الدولار كان متفاوتا مع تراجع الدولار مقابل الدولار الكندي والأسترالي وإغلاق الأسبوع دون تغيير تقريبا مقابل الجنيه الاسترليني والدولار النيوزلندي.   وهذا يخبرنا أن محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين، التي كانت تميل الى السياسة النقدية الضيقة بشدة قد فشلت في إقناع السوق بأن الاقتصاد في حالة وردية كما ترى هي من وجهة نظرها. ويعود تشكك المستثمرين إلى النتائج المخيبة للآمال التي صدرت في الآونة الأخيرة عن البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك ثقة المستهلكين وتقارير السوق العقاري يوم الجمعة.   ومع عدم وجود بيانات اقتصادية أمريكية هامة مرتقبة خلال هذا الأسبوع، سوف يراقب المستثمرون تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي  لمعرفة ما إذا كان سيؤكد مشرعو السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية على ميل يلين إلى السياسة النقدية الضيقة.  إذا فعلوا ذلك، فمن المتوقع أن يستأنف الدولار الأمريكي USD صعوده مع عودة زوج العملة الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني إلى ما فوق مستوى 111.  ومع ذلك إذا لم يكنوا واثقين جدا من موقف يلين المؤيد بشدة لتضييق السياسة النقدية، يمكننا أن نرى الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني وهو ينخفض إلى مستوى 110.20.

 

 كان لدينا 4 اجتماعات رئيسية للبنوك المركزية في الأسبوع الماضي وكان أهمها اجتماعات البنك الاحتياطي الفيدرالي و البنك البريطاني. وقرر كل من بنك اليابان والبنك الوطني السويسرية الحفاظ على  أسعار الفائدة دون تغيير ولم يصدر عنهما تعليقات خاصة على السوق.  رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الثالثة منذ الانتخابات، وواصل وجهة نظره المؤيدة لرفع آخر في عام 2017، ورفع توقعاته الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي وخفض توقعات التضخم.   وقللت يلين من شأن انخفاض مؤشر أسعار المستهلك من خلال إسناد الانخفاض في نمو الأسعار إلى عوامل مؤقتة، وفردت أجنحتها المؤيدة لتضييق السياسة النقدية.    فقد تحدثت بشجاعة عن التحسينات في سوق العمل والاقتصاد، وأعلنت عن خطط البنك المركزي للحد من ميزانيته العمومية عن طريق إلغاء شراء الأصول.    وارتفع تداول الدولار ارتفاعا حادا ردا على ذلك ولكنه لم يتمكن من مواصلة الارتفاع لأن البيانات الواردة تخبر السوق قصة مختلفة تمامًا.   لذلك ما لم يؤكد كل مسؤول في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هذا الأسبوع عن ميله الى تضييق السياسة النقدية، فسوف يتردد المستثمرون في مشاركة يلين تفاؤلها، مما يعني أن ارتفاعات الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني ستواجه بيعًا.

 

 ولم تكن أكبر مفاجأة الأسبوع الماضي هي تلك القادمة من  البنك الاحتياطي الفيدرالي، وإنما كانت من اجتماع البنك البريطاني حيث صوت 3 أعضاء لصالح رفع أسعار الفائدة فورا. وجاء تأييد تضييق السياسة النقدية أيضًا في مواجهة ضعف البيانات الاقتصادية.   وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المستهلك أكثر مما كان متوقعا، تباطأ نمو الأجور في حين انخفضت مبيعات التجزئة أكثر مما كان متوقعا في شهر مايو. والحقيقة أن الزيادة في معدل التضخم أدى إلى تعميق الانقسام داخل البنك المركزي، مما أقنع عضوين إضافيين بأن هناك حاجة إلى تضييق السياسة النقدية.   وقد أبدى كل من فوربس، سوندرز وماكافرتي قلقهم من أن التضخم سوف يتجاوز هدفه بشكل ملحوظ أكثر مما كان متوقعا في السابق.   والحقيقة أن هذا الوضع المؤيد لتضييق السياسة النقدية يثير الدهشة نظرا لنمو الأجور المتدني وتزايد المخاوف السياسية.   لذا فإن السؤال هو، ما هو الأكثر أهمية – مفاجأة البنك البريطاني أم المتاعب السياسية التي تسببت فيها تيريزا مايو.   من المتوقع أن تكون للعوامل السياسية تأثير أكبر على الجنيه الإسترليني هذا الأسبوع بالمقارنة مع العوامل الاقتصادية حيث ستبدأ محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.   وقد ضعف موقف ماي  بشكل كبير مما قد يسمح بالبدء في المحادثات بالبدء بشروط الاتحاد الاوروبي وهو ما يعني الاتفاق على تسوية الانفصال قبل التفاوض على اتفاق تجاري.   ومن المقرر ايضا ان يتحدث محافظ البنك البريطاني مارك كارني هذا الاسبوع، وقد يغتنم هذه الفرصة للتعبير عن قلقه اذ انه اقل ميلاً إلى تضييق السياسة النقدية بالمقارنة مع الذين صوتوا لصالح رفع سعر الفائدة فورًا.   وفي كلتا الحالتين، نعتقد أنالمخاطر تميل إلى الجانب الهبوطي لزوج العملة الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD هذا الأسبوع.  و إذا فشل الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD في اختراق مستوى 1.29 للأعلى، فمن المتوقع أن ينخفض مرة أخرى إلى مستوى 1.2650.

 

 من ناحية أخرى وجد اليورو مقاومة كبيرة عند مستوى 1.13.  وكانت البيانات مختلطة حيث  تقلص الميزان التجاري في منطقة اليورو وتراجعت معدلات الثقة في الاقتصاد الألماني.   وعلى الرغم من تدهور النظرة المستقبلية لاقتصاد ألمانيا، كان المستثمرون أكثر ثقة في الظروف الراهنة.   وقد أدى هذا التوازن بين السلبيات والايجابيات إلى منع اليورو من الامتداد في مكاسبه.   وبطبيعة الحال كان هذا بسبب ميل البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تضييق السياسة النقدية أكثر من كونه بسبب ضعف اليورو.   وبالنظر إلى المستقبل، فإن أهم جزء من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو هذا الأسبوع سيكون مؤشرات مديري المشتريات لشهر يونيو.  ووفقا لمسح ZEW  الألماني، ارتفع تقييم المستثمرين للظروف الحالية وارتفعت طلبات المصانع إلا أن الانخفاض في الإنتاج الصناعي وضعف بند الاوضاع المستقبلية في مسح ZEW  جعل االاقتصاديون يتوقعون أرقام أضعف من البيانات القادمة.   إذا كانوا على حق، سيتم تأكيد 1.13 كقمة سعرية لزوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD .   ووفقا ل CFTC، فإن عقود شراء اليورو وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2007، وبالتالي فإن المخاطرة الأكبر هي تحوله إلى الاتجاه الهبوطي وفقًا لهذا التقرير، حيث أن صدور أي شكوك تجاه اليورو قد يثير موجة من جني الأرباح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى