اخبار اقتصادية

تقرير الفوركس الأسبوعي: الدولار يحقق مكاسب بطبيعة الحال

تقرير الفوركس الأسبوعي: الدولار يحقق مكاسب بطبيعة الحال

مع تراجع النشاط بسبب حرارة الصيف خلال الأسبوع الماضي، سوف تزيد التوترات قبل شهر حاسم في سبتمبر. وسوف تطغى حدة المخاوف حول الاقتصاد العالمي على اهتمام المتعاملين، وبما يهدد بمزيد من الخسائر في عملات السلع، ويسمح للدولار الأمريكي بمقاومة الخسارة، خاصة وأن الاقتصاد الأمريكي برغم مواطن ضعفه الواضحة لا يزال قادرًا على أن يتفوق في أداءه على العملات الرئيسية المنافسة له. وسوف يكون ممكنًا العثور على مسار ناجح عبر أزمة ديون منطقة اليورو، ولكن أخطاء السياسة المتوالية، إلى جانب الأزمات السياسة، قد جعلت المهمة في غاية الصعوبة، وأدت إلى ضعف القيمة العادلة لليورو بشكل بالغ. هذا في الوقت الذي يحتاج فيه اليورو للارتفاع من قاعدة شديدة الانخفاض. ومن المرجح أن يؤدي ثقل الأنباء الصحفية السلبية دفاعًا عن المصالح الراسخة إلى إضعاف اليورو على مدار الأسبوع، خاصة وأن الخطة الحقيقية للأجندة الألمانية تقضي بدفع اليونان خارج منطقة اليورو كمقابل للموافقة على إجراءات جذرية للحيلولة دون انهيار كامل لمنطقة اليورو.

وسوف تتم عن كثب متابعة التعليقات الواردة من الزعماء الاقتصاديين والسياسيين لمنطقة اليورو، مع اقتراب المواعيد النهائية الرسمية وغير الرسمية. وقد رتب البنك المركزي الأوروبي ECB لوضع خطة موثوقة للتدخل في أسواق السندات الخاصة بدول أطراف منطقة اليورو، إلا أن مجال المناورة أمامه محدود للغاية في محاولته لإيجاد إجماع على الخطة. وكانت الأفكار السائدة خلال الأسبوع الماضي تميل إلى الغرابة مع شائعات بأهداف سرية لعوائد السندات. وستواصل البنوك المركزية والحكومة بحث الخيارات السياسية في محاولة يائسة منها لإيجاد إجماع، وستعلنها على الملأ لتقييم ردة فعل السوق المحتملة والتي ستثير المزيد من ارتفاعات اليورو.

كما ستكون التعليقات من الساسة الأسبان والإيطاليين شديدة الأهمية. وستكون المشروطية مشكلة كبيرة، فلن يقدم المركزي الأوروبي على التحرك ما لم تقم الدول المستفيدة المحتملة بطلب المساعدة وتلبي شروطًا صارمة. وتتعرض الحكومات الوطنية بالفعل لضغوط شديدة وستحتاج لضمانات من المركزي الأوروبي قبل الالتزام بمزيد من الإجراءات التقشفية مع ارتفاع تهديدات الإخفاق الكامل في التوصل إلى تسوية بما يؤدي إلى قرار بالخروج من منطقة اليورو. كما تواجه ألمانيا كذلك أسبوعًا محوريًا، حيث تعاني حكومة التحالف من توترات وخلافات داخلية. وحتى ولو التزمت المستشارة الألمانية ‘أنجيلا ميركل’ بمهمة إنقاذ اليورو، ستكون هناك شكوك كبيرة حول مدى قدرتها على إخماد المعارضة الداخلية وما الثمن الذي سيتحتم سداده مقابل ذلك. كما ستكون مزادات السندات الإيطالية يوم الخميس محور اهتمام وسط مخاوف باقتراب إيطاليا من الطرد من الأسواق الرأسمالية.

وستكون اليونان محور اهتمام في أعقاب التماس رئيس وزرائها ساماراس للحصول على المزيد من الوقت لتلبية تعهداته بفرض التقشف. وقد بذلت المستشارة الألمانية أقصى ما في وسعها لإبقاء القضية مفتوحة في المؤتمر الصحفي يوم الجمعة، ولكن تقرير وزارة المالية الذي صدر بعدها بساعة فقط والذي يفيد بإمكانية خروج اليونان مؤقتًا من منطقة اليورو كان استثنائيًا. فإما أن هذا النبأ قد أعلن بعلم من ميركل وهو ما يمكن أن يكون دليلاً على حالة من النفاق الكاتمة للأنفاس، أو أنه ينهض مؤشرًا أن ثمة معركة طاحنة تدور رحاها داخل الحكومة الألمانية. وكلا الاحتمالين لا يشجعان على استقرار منطقة اليورو على المدى القصير.

وسوف يكون خطاب رئيس الاحتياطي “بيرنانكي” في مؤتمر “جاكسون هول” يوم الجمعة مهمًا للغاية على معنويات السوق، خاصة مع عقد البنك لاجتماع هام في 12-13 سبتمبر. وقد جاءت آخر مجموعة من محاضر لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC أكثر أريحية من المتوقع ودفعت تكهنات السوق بإجراءات إضافية في اجتماع سبتمبر. بيد أنه لا زال هناك قدر من الشكوك بخصوص المحاضر، خاصة أنها حررت في مطلع أغسطس قبل سلسلة من البيانات الاقتصادية الأكثر تفاؤلاً. وفي جوهرها، نصت المحاضر على إمكانية بحث المزيد من التيسير وذلك ما لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير.

ومن ثم، فهناك سؤالين هامين بالنسبة للأسواق. أولاً، هل تحسنت الأوضاع بما فيه الكفاية منذ مطلع أغسطس بحيث تحول دون اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي لقرار بطرح المزيد من التيسير الكمي في سبتمبر. ثانيًا، إذا كان البنك قد عزم على اتخاذ المزيد من الإجراءات، فهل سيختر طرح المزيد من التيسير الكمي أم سيتطلع إلى إجراءات بديلة. ويبدو لنا أن النتيجة الأرجح هي إقدام البنك على إجراء محدود لا يرقى لدرجة تيسير كمي مكتمل.

وبالإضافة إلى خطاب بيرنانكي، سوف تراقب الأسواق كذلك عن كثب رئيس الاحتياطي الفيدرالي «دراجي» والذي من المقرر أن يشارك في اجتماع لهيئة البنك يوم السبت. كما سيعقد البنك المركزي الأوروبي ECB اجتماعًا مهمًا يوم 6 سبتمبر، وأي تعليقات جديدة من «دراجي» ستكون في غاية الأهمية وسط شكوك حول قدرته على دعم مجلس المركزي الأوروبي وتخطي اعتراضات المركزي الألماني. وسوف تكون الأسواق مغلقة عندما يلقي خطابه، وسوف يسهم هذا ولا شك في تذبذب التداولات خلال جلسة الجمعة، حيث سيؤدي إلى مضاعفة ردة الفعل إزاء بيرنانكي التعديلات العنيفة في المراكز على ضوء الخوف من فتح فجوات عند إعادة افتتاح السوق في الاثنين القادم.

وسيكون أهم البيانات الاقتصادية الأمريكية على الأرجح هو أحدث معدلات الشكاوى من البطالة المقرر صدورها يوم الخميس، على ضوء أنها الوحيدة التي قد تقدم نظرة متبصرة واقعية حول حقيقة الأوضاع. وكان الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعاته هذا العام قد أشار أكثر من مرة إلى نزعات سوق العمل باعتبارها ذات أهمية كبيرة في التفكير السياسي وأنه لا شك بأن مجموعة البيانات الأسبوعية الخاصة بالتوظيف في الفترة من إبريل إلى يوليو كانت حاسمة في دفع الاحتياطي نحو طرح المزيد من الحوافز. وفي هذا السياق، قد يكون لأي دليل بخصوص أوضاع سوق العمل تأثير في غاية الأهمية على فكر الاحتياطي في سبتمبر.

أما أهم البيانات الأوروبية المعروضة هو مؤشر IFO لمناخ الأعمال الألماني يوم الاثنين، وأي هبوط أكثر حدة من المتوقع في هذا المؤشر قد يعزز المخاوف بأن تنزلق ألمانيا نحو حالة من الركود. فأي رقم أدنى من مستوى 100 سيعزز المخاوف المحيطة بالنظرة المستقبلية لمنطقة اليورو. ولا توجد بيانات بريطانية مهمة خلال الأسبوع، والتساؤل الأساسي الذي يشغل بال الأسواق حاليا هو أيهما سيأتي أولاً: هل هو فقد وزير المالية “أوزبورن” لوظيفته، أم فقدان التصنيف الائتماني “إيه إيه إيه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى