الصين تعود إلى مشهد التداول في الأسواق المالية
الصين تعود إلى مشهد التداول في الأسواق المالية
سادت موجة من كره المخاطر في الأسواق المالية العالمية يوم الخميس بعد الانخفاض الحاد في الصادرات الصينية التي دعمت المخاوف بشأن صحة ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقد تعرضت اسواق الاسهم الى الخسائر بعد الاعلان عن الميزان التجاري حيث واجهت اغلب القطاعات صعوبة للحفاظ على ارتفاعاتها حيث أدت المخاوف في السوق الى تشجيع المستثمرين على الابتعاد عن الاصول التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية. وقد تراجعت الأسهم الأوروبية إلى ادنى مستوياتها خلال شهرين يوم الخميس بقيادة الأسهم في قطاع التعدين بينما كانت هناك ضغوط على وول ستريت من ارتفاع معدلات كره المخاطر والمخاوف الصينية. وحصلت الاسهم الصينية على دعم يوم الجمعة مما أدى الى تعويض بعض الخسائر السابقة بعد الاعلان عن بيانات التضخم الصينية القوية لشهر سبتمبر مما ادى الى استمرار المخاوف بشأن صحة الاقتصاد.
وكانت الاسهم العالمية قد أظهرت بشكل متكرر أمثلة على حساسيتها المفرطة، حيث تتقلب الاسهم بين اعلى وادنى المستويات السعرية نتيجة لتقلبات أسعار النفد والمخاوف بشأن الاقتصاد العالمي والتوترات التي جعلت المستثمرين على الحافة. وقد ارتفعت الاسعار في سوق الأسهم وتصدرت هذه الاخبار العناوين الرئيسية هذا العام مما يعرض إشارات بالإرهاق نتيجة عوامل السوق الهابطة المسيطرة اليوم. وقد يبقى المستثمرون في وضع التأهب في حالة حدوث أي حدث غير متوقع لإطلاق شرارة عمليات البيع في السوق.
الصين تحت دائرة الضوء
تعرضت مستويات الثقة تجاه الاقتصاد الصيني الى الكثير من الضغط يوم الخميس بعد تدهور بيانات الميزان التجاري لشهر سبتمبر مما أشعل المخاوف بشأن تباطؤ التعافي الاقتصادي. وقد انخفض معدل الصادرات بنسبة 10% مسجلا قراءة أسوأ من التوقعات بينما انخفض معدل الوارات بشكل غير متوقع مما ادى الى رواج مناقشات حول إذا ما يمكن ان يحافظ ثاني اقتصاد في العالم على معدل النمو الحالي. وقد أثار ضعف الميزان التجاري شعور بعدم الارتياح في الأسواق يوم الخميس وجدد أيضًا مخاوف بشأن تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث المرتقب من الصين.
وحصلت الأسواق العالمية على مفاجئة خلال بداية التداول يوم الجمعة بعد الارتفاع الحاد في التضخم الصيني لشهر سبتمبر مما عوّض إلى حد ما ما أصاب السوق من توترات نتيجة ضعف الميزان التجاري. فقد ارتفعت أسعار المستهلك الى 1.9% كمعدل سنوي في شهر سبتمبر مما يدل على ان معدل طلب المستهلك يحصل على زخم في الصين وهو أمر داعم لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي. وفي ظل التطورات في الصين وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، قد يركز التجار بشكل إضافي على البيانات الصينية حيث تتحول الدولة من اقتصاد معتمد على الصناعات التحويلية الى اقتصاد معتمد على الخدمات.
مشترو الدولار مستمرين في السيطرة على السوق
هيمنت فكرة قوة الدولار الامريكي على الأسواق المالية هذا الاسبوع حيث انخفضت اغلب العملات مقابل العملة الأمريكية نتيجة التوقعات بشان رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة قبل نهاية العام. وتستمر البيانات المحلية من الولايات المتحدة الامريكية في إظهار إشارات بالاستقرار بينما كان محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الايجابي سبب في إلهام مشترو الدولار الامريكي. وزادت هذه الإشارات من وضوح احتمالية أن يكون البنك الاحتياطي الفيدرالي يقوم بإعداد الأسواق لرفع سعر الفائدة هذا العام مما قد يحافظ على ارتفاع الدولار.
وقد يوجه المستثمرون تركيزهم إلى بيانات مبيعات التجزئة يوم الجمعة مما قد يقدم بعض الوضوح حول قوة الاستهلاك. ومن المتوقع أن يعزز تقرير مبيعات التجزئة من التوقعات برفع سعر الفائدة من الولايات المتحدة الامريكية في شهر ديسمبر، في حالة قوة هذاا التقرير.