ارتفاع النفط مع تجدد آمال تجميد معدلات الإنتاج النفطي
ارتفاع النفط مع تجدد آمال تجميد معدلات الإنتاج النفطي
أظهر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ارتدادًا صعوديًا مفاجئًا يوم الاثنين حيث ارتفعت الأسعار إلى ما فوق مستوى 46 دولار للبرميل بعد أن تعهدت روسيا والمملكة العربية السعودية بتحقيق الاستقرار في أسواق النفط المشبعة. ونظرًا إلى أن كلاً من روسيا والمملكة العربية السعودية هما أكبر منتجي النفط في العالم، فإن احتمالات التوصل الى اتفاق محتمل بين هاتين القوتين قد أدت إلى هذا الارتفاع الحاد في الأسعار. وعلى الرغم من أنه توجد مناقشات عن كونه هذا التعاون يمثل “حقبة جديدة” قد يكون لها “أهمية حاسمة”، إلا أن هذا لم يغير من المخاوف المتعلقة بفرط العرض والتي تدفع النفط إلى الاتجاه الهبوطي. وبينما كانت الارتفاعات قصيرة الاجل في أسعار النفط والتي نتجت عن التوقعات بتجميد الإناتج النفطي ارتفاعات مدهشة، إلا ان هذه السلعة لا تزال تحت الضغط مع وجود توقعات بمزيد من الخسائر إن انتهى الاجتماع غير الرسمي لـ “منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)” في شهر سبتمبر بدون التوصل إلى اتفاق فعّال.
ولا تزال المخاوف بشأن الفرط في العرض النفطي مستمرة ، مما يضر بجاذبية النفط لدى المستثمرين، وقد لا يكون تجميد الإنتاج عن هذه المستويات القياسية الحالية من الإنتاج تأثير كبير للحدّ من هذه المخاوف، مما قد يضغط بالتالي سلبًا على معدلات ميل المستثمرين إلى المخاطر. وحتى يكون لاجتماع شهر سبتمبر تأثير ذو قيمة على أسعار النفط، فسوف يتطلب الأمر التوصل إلى حل لإزالة هذا الفرط في العرض النفط، ولكن السؤال المطروح بهذا الشأن هو: هل لدى الأعضاء الأخرين في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) الرغبة في ذلك؟ لابد من الأخذ في الاعتبار أن معدلات إنتاج النفط الخام من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) قد ارتفعت إلى مستوى قياسي في شهر أغسطس بينما لا تزال إيران تسعى بقوة لاستعادة حصتها السوقية التي كانت قد فقدتها. والحقيقة أن المنظمة تواجه معضلة واضحة من قطع معدل الإنتاج، حيث قد يغري هذا الولايات المتحدة الامريكية مرة أخرى للدخول بالنفط الصخري إلى الأسواق مرة اخرى.
ومن الناحية الفنية، لا يزال خام غرب تكساس الوسيط (WTI) في اتجاه هبوطي على الرسم البياني اليومي، حيث يقع تداول الاسعار تحت المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لـ 20 يوم بينما يتحرك الماكد في الاتجاه الهبوطي. ومن المتوقع أن يعمل مستوى 46 دولار للبرميل كمستوى مقاومة مما قد يشجع البائعين على دفع الأسعار للأسفل تجاه مستوى 44 دولار. وفي حالة اختراق مستوى 44 دولار للأسفل، قد يشجع هذا على الانخفاض الحاد تجاه مستوى 40 دولار.
الذهب
ارتفعت أسعار الذهب للأعلى خلال الأسبوع الماضي حيث تتجه هذه السلعة إلى مستوى 1330 دولار أمريكي بعد ضعف تقرير التوظيف الامريكي، والذي أبطل التوقعات بشأن رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الامريكية خلال 2016. ولا يزال الذهب حساسًا للغاية تجاه التوقعات الخاصة برفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة الامريكية، ومع تلاشي الآمال الحالية برفع سعر الفائدة الامريكية، قد تتراكم المزيد من الارتفاعات على المد=ى القصير في اسعار الذهب. ومع استمرار المخاوف بشأن صحة الاقتصاد العالمي، قد يستعيد الذهب بعض قوته لاعتبار المستثمرين له بأنه ملاذ آمن. وعلى الرغم من أن أسعار الذهب لا تزال هبوطية من الناحية الفنية على الرسم البياني اليومي، إلا أن ضعف الدور الامريكي قد يدفع الأسعار مرة أخرى الى 1345 دولار وبالتالي تصبح السيطرة في سوق الذهب بين يدي المشترين مرة أخرى. ومن المنظور الفني يحتاج الذهب إلى اختراق مستوى 1330 بقوة للأعلى لتمهيد الطريق إلى مستوى 1345 دولار أمريكي للأوقية