الدولار الامريكي: هل ستُحبِط جانيت يلين الأسواق اليوم في مؤتمر قاعة جاكسون؟!
الدولار الامريكي: هل ستُحبِط جانيت يلين الأسواق اليوم في مؤتمر قاعة جاكسون؟!
كان تداول الدولار الأمريكي فاترًا خلال أغلب الوقت من هذا الاسبوع حيث ينتظر المستثمرون بأنفاس محبوسة حديث جانيت يلين محافظ البنك الفيدرالي في قاعة جاكسون اليوم الجمعة. ويعتبر هذا التجمع السنوي لرؤساء البنوك المركزية فرصة هامة لمشرعي السياسة النقدية لمناقشة أوضاع الاقتصاد العالمي و السياسة النقدية على الملأ بشكل رسمي. والحقيقة أن يلين لو تحضر اجتماع العام الماضي وبالتالي فإن مشاركتها في الاجتماع هذه المرة مرتقبة بدرجة كبيرة. ومن أحد المواضيع الأساسية المطروحة للنقاش هي التجربة العالمية لأسعار الفائدة السلبية و الوصول الى هدف التضخم. في الأسبوع الماضي ، تحدث “جون ويليامز” رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في “سان فرانسسكو” بشأن التخلي عن هدف التضخم، والحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول و احتمالية التفكير في أسعار الفائدة السلبية. وبينما قال لاحقًا أن رفع سعر الفائدة فريبًا يعتبر أمر مُبرَر، إلا أنه تناول بحديثه هذا قضيتين هامتين بالنسبة للعديد من البنوك المركزية. وسوف تكون هناك العديد من المناقشات عن المواضيع الهامة كتلك التي سيتم تناولها اليوم في المؤتمر، ولكن ما يهتم به السوق هو شيء واحد- إلى أي مدى تحرص جانيت يلين على رفع أسعار الفائدة في 2016.
وكما ذكرنا في بداية هذا الاسبوع فإن القيادة الفيدرالية هي من تقود السياسة النقدية الأمريكية ونحن نعلم أن كلا من “دادلي” و “فيشر” يعتقدان أن أسعار الفائدة قد يتم رفعها هذا العام. ويستعد المستثمرون لتصريحات مماثلة تميل الى رفع سعر الفائدة من جانيت يلين ولكن يبقى السؤال الأساسي- هل يكون هذا كافي. خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدنا كيف يتشكك المستثمرون بشأن وجود دليل من البنوك المركزية. وعلى الرغم من أن كلا من البنك المركزي الأوروبي (ECB) و البنك البريطاني و البنك الياباني و البنك الاحتياطي النيوزلندي قد أشاروا إلى خطط لتسهيل السياسة النقدية مرة أخرى، إلا أن تداول عملاتهم يسير بشكل جيد لأن البيانات لا تعتبر بشعة أو في حالة البنك الياباني يحافظ البنك المركزي على سعر الصرف. ويعتقد أغلب المسؤولين الفيدراليين أنه قد يتم رفع سعر الفائدة هذا العام ولكن يظهر من خلال العقود المستقبلية الخاصة بتحديد توقعات إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي أن المستثمرين غير مقتنعين بذلك.
وحتى يرتفع الدولار الامريكي، فسوف يحتاج المستثمرون أن تكون واضحة للغاية حول توقيت رفع سعر الفائدة القادم. وأي شيء غير ذلك سيكون اندفاع الدولار للاعلى قصير الاجل. تحتاج يلين أن تقول أن سعر الفائدة قد لا يتم رفعها قبل نهاية العام، وأن تشير بشكل واضح إلى أن هذا سيكون في الأشهر القليلة القادمة (أي في شهر ديسمبر) ولسوء الحظ فإننا لا نعتقد أنها ستقوم بالإدلاء بهذه التصريحات. وبينما من الواضح ما حققه سوق التوظيف من تعافي إلا أن اداء الأجزاء الاخرى من الاقتصاد لم يكن بهذا الشكل الجيد. وبالطبع إن كنا على خطأ وأرسلت يلين رسالى قوية الى السوق بشأن تضييق السياس في شهر ديسمبر أو أقرب من ذلك، فسوف يرتفع الدولار الامريكي بالإضافة إلى حديث يلين، سوف يتم الاعلان اليوم عن الميزان التجاري و مراجعة قراءة الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني و مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي من جامعة ميتشجان.
كان تداول اليورو عند مستويات مرتفعة مقابل الدولار الامريكي يوم امس على الرغم من ضعف بيانات ثقة رجال الاعمال في ألمانيا. وتعتبر هذه المرة الاولى من بين الأربع أياما لاخيرة من التداول التي نشهد فيها ارتفاع في اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD و بالتالي قد تكون حركة يوم أمس مجرد ارتداد صعودي بعد سلسلة من الخسائر. وقد أصبح المستثمرون أقل ثقة بشأن الأوضاع الاقتصادية الحالية و المستقبلية في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو مع انخفاض مؤشر IFO لمناخ العمل الى أدنى مستوياته خلال 6 أشهر. ويُرجِع العديد من التجار و المحللين هذا التدهور الى تأخر صدمة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) بالنسبة لرجال الأعمال في ألمانيا. ويبدو أن التأثير الأكبر من خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) يظهر على معدلات الثقة في ألمانيا حيث يبدو من الواضح ان هناك قلقًا بشأن احتمالية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) بين رجال العمال في ألمانيا الذين يرتبط عملهم بالصادرات بدرجة كبيرة. ووفقًا لمسح IFO، تراجعت معدلات الطلب من القطاعات الكيميائية و الإلكترونية، الأمر الذي قد يكون له تأثير سلبي على معدلات الثقة أيضًا. و تعتبر ألمانيا بصفتها القوة الأكبر في مجال الصادرات في أوروبا هي الخاسر الاكبر من قضية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، ولكن قد يكون الانخفاض الحاد في مؤشر IFO هو نتيجة مخاوف أكثر من كونه نتيجة لحقائق مؤكدة. ولكن لم يظهر تدهور مادي في معدلات الطلب من خلال البيانات البرطانية او بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) من منطقة اليورو
وعلى النقيض من ذلك، تراجع الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي يوم أمس على الرغم من ارتفاع نتيجة مؤشر اتحاد الصناعة البريطاني (CBI) لبيع التجزئة. وبينما لا يعتبر هذا المؤشر محرك قوي في السوق، إلا انه يعتبر مؤشر مهم بسبب ارتباطه القوي بمؤشر مبيعات التجزئة العام. ويدل هذا الارتفاع الحاد في مؤشر اتحاد الصناعة البريطاني أن تأثير خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) على انفاق المستهلك يعتبر محدودًا. ولكننا نعتقد أن تقرير يوم أمس كان متأثر بتقرير مبيعات التجزئة الرسمي لشهر يوليو الماضي و الذي كان قويًا للغاية. وسوف يتم الاعلان عن مراجعات الناتج المحلي الإجمالي البريطاني ولكن لا توجد تغيرات بشكل عام لأن البريطانيون يميلون إلى القيام بعمل جيد فيما يتعلق بتقييم بياناتهم؟ ومن المقرر أن يتحدث “شافيك” نائب محافظ البنك البريطاني اليوم في قاعة جاكسون.