السوق يترقب الاعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي اليوم
كان تداول الدولار الأمريكي عند مستويات منخفضة مقابل العملات الاساسية قبل تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي. وكان أضعف في الجزء الاول من جلسة التداول الامريكية يوم أمس ولكنه ارتد قليلا للاعلى مع نهاية اليوم. ويدل هذا على انه لدى المستثمرين بعض من الامل الحذر بأن تقرير العمل قد ينقذ الدولار الأمريكي ، مع اعتبار ان هذا القطاع هو الوحيد تقريبا الذي يمثل نقطة قوة في الاقتصاد الامريكي. ولسوء الحظ نعتقد ان مشترو الدولار ستصيبهم خيبة امل مع الاعلان اليوم عن قراءة التوظيف الامريكي.
أولا، يعتبر تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي هو التقرير الوحيد الهام في لعبة تغيير السياسة النقدية لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن أوضحت جانيت يلين تماما ان البنك لن يفكر في رفع أسعار الفائدة في اجتماع شهر أبريل، وأن أسعار الفائدة ستبقى دون تغيير في شهر يونيو أيضًا إلا أذا ظهرت تحسنات قوية جدا. وإن جاء تقرير التوظيف الامريكي اليوم بقراءة ضعيفة فسوف يكون هذا تأكيد على قرار البنك الفيدرالي بإبطاء معدل السير في تضييق السياسة النقدية ويعزز هذا بالتالي من خسائر الدولار. أما إذا جاء هذا التقرير بقراءة قوية فسرعان ما سندرك أيضًا أن هذا الامر لم يكون له تأثير على سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي. وسوف تكون هناك نقاط ضعف سيتناولها المحللون ليقولوا أنه لا يوجد سبب لتغيير سعر الفائدة، إلا إذا سجل تقرير التوظيف الأمريكي اليوم قراءة تتجاوز الـ 300 ألف، وانخفض معدل لبطالة، و ارتفع متوسط الاجور في الساعة بما يزيد عن 0.4% وأن تكون القراءات المعدلة للشهر السابق عند حدها الادنى. وثانيًا، سيكون من الضعب تحقيق ارتفاع في معدل التوظيف بعد المفاجئة الصعودية التي جاءت الشهر الاسبق، خاصة في ظل التدهور الذي شهدته التقارير الاخرى. وثالثا، يحتاج متوسط الاجور في الساعة الى الارتفاع بقوة لانعاش الامل في السوق بأنه يوجد تعافي في الاقتصاد ولن يكون توافق هذا المتوسط مع التوقعات عند 0.2% أمر كافي.
وبالنظر الى مؤشرات الولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بشاط سوق العمل، توجد العديد من الادلة التي تدعم احتمالية ضعف تقرير التوظيف الامريكي اليوم. فوفقا الى تقرير التوظيف الأمريكي بالقطاع الخاص ADP، تباطأ معدل النمو بالقطاع الخاص مع ارتفاع التوظيف بمقدار 200 ألف مقابل 205 ألف، وارتفع معدل تسريح العمالة بنسبة 31.7% في مارس وفقا لتقرير تشالنجر، و ارتفعت معدلات الشكاوى من البطالة الاسبوعية وتدهور معدل ثقة المستهلك وفقا لجامعة ميتشجان. ولكن عادل تأثير الانخفاض في الثقة التحسن في المؤشر الصادر عن كونفرنس بورد . وانخفض معدلات الشكاوى المستمرة من البطالة الى ادنى مستوياته منذ اكتوبر ولكننا نعلم ان قلة الخسائر في الوظائف لا تعني دائما قوة في معدل التوظيف. وفي ظل عدم الاعلان عن قراءة التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي في مؤشر مؤسسة إدارة الدعم الامريكية (ISM) إلا بعد الاعلان عن تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي، فسيكون من الصعب التنبؤ بقراءة هذا الشهر.