ارتداد في الاسعار في سوق الفوركس بعد قوة البيانات البريطانية

قضت العملات التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية اغلب الوقت من الجلسة الاسيوية اليوم في حذر وتوتر بعد الاعلان عن نتيجة الميزان التجاري الصيني، الا ان معدلات الثقة قد تحسنت بشكل ملحوظ في بداية الجلسة الاوروبية بسبب انخفاض عوائد السندات، ناهيك عن تعافي البيانات الاقتصادي بشكل مفاجئ من بريطانيا، الأمر الذي ساعد على ارتفاع معدلات تغطية عمليات البيع، مما ادى الى ارتداد صعودي في اليورو/ دولار فوق مستوى 1.2300 وارتفاع الدولار الاسترالي مقابل الدولار الامريكي فوق مستوى 1.0200.

سجل الميزان التجاري الصيني ارتفاع اقوى من التوقعات الى 1.7 مليار مقابل التوقعات بقراءة 24 مليار، الا ان المستثمرون قد أصابهم القلق بسبب انخفاض معدل الورادات،  والتي ارتفعت بنسبة 6.3% مقابل التوقعات بقراءة 11.1%.  ادت هذه الاخبار في بادئ الامر الى عمليات بيع مكثفة على الدولار الاسترالي والذي انخفض بما يزيد عن 30 نقطة في اعقاب الاعلان عن نتيجة هذه البيانات، حيث توقعت الاسواق ان انخفاض الواردات بمثابة اشارة الى التدهور الحاد في الطلب من الصين.

على الرغم من ذلك فإن القراءة العامة للميزان التجاري الصيني كانت الاافضل خلال 4 اعوام تقريبا، حيث تجاوز معدل نمو الصادرات التوقعات،  وذلك نتيجة لاستمرار قوة الطلب على المنتجات الصينية على الرغم من الركود العميق في اوروبا. ويظهر من خلال هذه البيانات الصينية ان الاقتصاد رقم 2 في العالم يستمر في التويع بمعدل اكثر او اقل من المتوقع، مما يخفف من وطأة المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي  العالمي بسبب ازمة الديون في منطقة اليورو.

ومع افتتاح الجلسة الاوروبية، بدأت الفروق بين العوائد في الضيق مما قدم دعم افضل لاسعار الفوركس، كما ادت البيانات البريطانية الى ظهور موجة من عمليات تغطية صفقات البيع بنشاط، مما ادى الى ارتفاع اسعار العملات التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية على كافة القطاعات، ففي بريطانيا، تفوقت ارقام الانتاج الصنايع والتصنيعي التوقعات، حيث ارتفع الاول بنسبة 1.2% وانخفض الثاني بنسبة 0.1%، مقابل التوقعات بقراءة 1.0% للاول و -0.1% للثاني. وجزئيًا، يعود الارتفاع في بيانات القطاع الصناعي البريطاني الى وجود يوم عمل اضافي في مايو،  ولكن على الرغم من ذلك، فإن هذه البيانات قد عكست النغمة الايجابية في نشاط العمل. والاكثر اهمية من هذه البيانات هو ما جاء عن الميزان التجاري البريطاني الذي تقلص العجز فيه الى -8.4 مليار مقابل التوقعات بقراءة -9 مليار ، وكانت معدلات التصدير المرتفعة هو ما ساعد على تضييف فجوة هذا العجز.

ارتد الباوند البريطاني بشكل جيد ليسجل اعلى مستوى له عند 1.5547 قي اعقاب الاعلان عن نتيجة هذا التقرير وقد يظل على مستوى جيد من الطلب في الجلسة الامريكية إن استمرت التدفقات المالية المفضلة للمخاطر في أن تكون داعمة. وفي الجلسة الامريكية، نلاحظ ان جدول البيانات الاقتصادية فارغ تقريبا كما كان الحال يوم امس، حيث لن يتم الاعلان اليوم سوى عن مسح ثقة المستثمر من IBD، وبالتالي فإن سوق العملات وسوق الاسهم سوف يعتمدان في حركة الاسعار فيهما على اي اشارات من اوروبا، وقد يمتد الارتفاع في معدلات الرغبة في المخاطرة إن جاءت اي اخبار غير متوقعة ومُصدِمَة.  وبينما لا تزال ثقة المستثمر قاتمة بشكل مستمر،  الا ان مجموعة البيانات الاقتصادية العالمية التي صدرت في الآونة الأخير تُظهِر  تباطؤ اقل وضوحا في نشاط العمل عما كان متوقع، وهذا الاختلاف بين النتيجة الفعلية والنتيجة المتوقعة قد يقدم دعم للمشترين، حيث ان عمليات تغطية صفقات البيع تدفع بالعملات ذات المخاطر الاعلى الى الارتفاع.