البنك المركزي السويسري يصيب أسواق العملات بصدمة
ارسل البنك السويسري عدة صدمات الى الأسواق المالية عندما قطع إلتزامه بالحفاظ على قاعدة التداول 1.20 لزوج العملة اليورو/ فرنك سويسري EURCHF يوم الخميس أي بعد أيام من التأكيد على أن قاعدة التداول هذه هي حجر الاساس الهام في السياسة النقدية للبنك السويسري. وادى هذا الى ارتفاع معدل تذبذب الاسعار في كافة الأسواق المالية.
إذن ما هي الحركة المستقبلية المتوقعة في هذه الاسواق؟ لا بد من الأخذ في الحسبان ان البنك السويسري استمر في دفاعه على مستوى 1.20 لزوج العملة اليورو/ فرنك سويسري لفترة طويلة من الوقت. ومتنازلا عن التزامه تجاه الدفاع عن قاعدة التداول، قدم البنك السويسري بهذا اشارة اخرى الى السوق بأن السوق سوف يستمر في انخفاضه الذي شهدناه بالفعل من مستوى 1.39 الى 1.15 مقابل الدولار الأمريكي USD خلال التسع أشهر الماضية.
هل أكد هذا القرار من البنك السويسري ان البنك المركزي الأوروبي (ECB) على استعداد لتقديم التسهيل الكمي يوم الخميس القادم؟ ليس بالضرورة. وكان الحكم الصادر من محكمة العدل الاوروبية بأن التسهيل الكمي من البنك المركزي الأوروبي (ECB) قانوني، وبالتالي أثر هذا سلبًا على التوقعات بهذا الاتجاه وحذر هذا البنك السويسري من ان التسهيل الكمي الذي سيتم تقديمه من البنك المركزي الأوروبي (ECB) سيكون أكثر من ذي قبل. وقد يؤدي مثل هذا الاجراء الى المزيد من الضغط على اليورو مقابل الدولار الامريكي.
ومنذ أن سجل الناتج المحلي الإجمالي من الولايات المتحدة الامريكية معدل سنوي عند 5% قبل أيام من أجازة الكريسماس، أصبح اليورو/ دولار أمريكي EURUSD في طريقه للهبوط. وفي الحقيقة، منذ أن سجل الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي معدل 5% يوم 23 ديسمبر 2014، انخفض اليورو/ دولار أمريكي EURUSD من 1.22 الى 1.15. وسوف ترتفع معدلات التفاؤل بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يرفع من أسعار الفائدة في وقت ما هذا العام بسبب تحسن الاداء الاقتصادي الظاهر من خلال معدل الناتج المحلي الإجمالي الامريكي وتقرير الوظائف الأمريكية التي سجلت 250.000 الشهر الماضي، بالاضافة الى التعليقات المتكررة التي تشير الى إلتزام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة الامريكية. وكان هذا بمثابة دعم مستمر للدولار الأمريكي، بينما من ناحية أخرى ازداد التدهور تجاه الثقة الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي وازداد الضغط على البنك المركزي الأوروبي (ECB) لتقديم التسهيل الكمي.
وقد أدت التوقعات الهبوطية المستمرة لليورو الى توقع العديد منا لتجار ان العملة سوف تنخفض الى السعر المتعادل مقابل الدولار الأمريكي USD مع نهاية عام 2015. وبينما من المتوقع ان نتجه الى هذا الاتجاه، لا يزال من المحتمل ان يتم يتم تحقيق هذا إن جاء مزيد من التسهيل الإضافي في السياسة النقدية من البنك المركزي الأوروبي (ECB) و رفع أسعار الفائدة الامريكية من البنك الاحتياطي الفيدرالي في الوقت ذاته. كما أن تقديم البنك المركزي الأوروبي (ECB) للتسهيل الكمي سوف يقدم صحة لهذه التوقعات، ولكن سيكون التسهيل الكمي كافي لتقديم فرصة لمشتري اليورو لمحاولة الارتفاع مرة اخرى.