توترات سياسية أوروبية وأمريكية تزيد من الضغط الهبوطي على اليورو والدولار الامريكي
بدأ التداول هذا الأسبوع في سق الفوركس بنوع من الحذر بين التجار حيث كانت بوادر وجود أزمات سياسية على كلا الجانبين من المحيط الاطلنطي سبب في الضغط السلبي على اليورو والدولار الامريكي على حد سواء، بينما تأرجحت حركة بقية عملات مجموعة الدول العشرة في سوق الفوركس بدون اتجاه واضح.
في ايطاليا، كانت هناك استقالة بالجملة من حزب PDL الإيطالي بقيادة سيلفيو برلسكوني مما جعل حكومة “ليتا” في حرج، حيث تهدد هذه الاستقالة الجماعية بإسقاط الائتلاف الحاكم الهش. قال ليتا أنه سوف يطلب تصويت ثقة يوم 2 أكتوبر للحفاظ على الاغلبية الحاكمة بينما سيسعى جاهدا الى الحصول على دعم بين المشرعين المستقلين في حزب PDL. يحتاج ليتا الى 24 صوت لضمان الحصول على اغلبية جديدة ومن المرجح أن يجد دعم من حزب بيبي جريللو وهو حزب المعارضة الرئيسي في البرلمان.
كان لهذه الاضطرابات في ايطاليا ضريبة على سوق السندات السيادية في البلاد، حيث اتسع السبريد بين عوائد السندات الايطالية والألمانية الى 280 نقطة اساس تقريبا. وقد لا يتمكن ليتا من تجنب غجراء انتخابات مبكرة ولكن حتى يتم حل الوضع، من المحتمل ان تبقى الديون السيادسة في البلاد وسوف يجعل هذا حركة اليورو/ دولار أمريكي محدودة دون اعلى مستوى له عند 1.3570.
وقد يكون هناك ضغط على البنك المركزي الاوروبي لاتخاذ إجراء ما بسبب هذا المزيد من التوترات السياسة الجديدة في ايطاليا وعدم وجود حل الى الآن فيما يتعلق بالانتخابات الألمانية. واليوم سجل مؤشر اسعار المستهلك من منطقة اليورو قراءة 1.1% مقابل التوقعات بمدل 1.3% مما يدل على انه لا يوجد تهديد من التضخم في المنطقة ويسمح هذا لمشرعي السياسة النقدية في أوروبا لتسهيل الأوضاع أكثر إذا ما قرروا القيام بهذا فعلا. وفي ظهوره الشعبي الاخير، أشار دراجي أن البنك المركزي الاوروبي يرغب بشكل كامل في التفكير في قطع اسعار الفائدة بالاضافة الى فرض دورات جديدة من برنامج LTRO، وإن لم يتحسن الوضع السياسي في منطقة اليورو، فقد يلجأ البنك إلى اتخاذ أساليب جديدة في اجتماع البنك المركزي الاوروبي هذا الاسبوع.
في الوقت ذاته، وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، تشير كل الاشارات الى تعطيل عمل الحكومة الامريكية، حيث يستمر الجمهوريون في مجلس النواب في الربط بين قانون الرعاية الصحية وتمويل الموازنة الامريكية. وبسبب عدم وجود اي حل في الدقيقة الاخيرة الى الآن، فقد تغلق الحكومة الامريكية بعض عملياتها غير الاساسية الليلة. وبعيدا عن التكاليف الاقتصادية والسياسية الكبيرة من هذا التعطيل، فسوف يجعل مثل هذا التعطيل لبعض اجزاء الحكومة الاسواق المالية في ظلام.
ففي هذا الاسبوع من المفرتض ان يلقي السوق نظرة على بيانات العمل الخاصة بالشهر الماضي لتحديد احتمالية تقليص البنك الاحتياطي الفيدرالي لمشتريات الاصول. ولكن غن تعطل عمل مكتب احصائات العمل الذي يصدر عنه أكثر البيانات الاقتصادية أهمية، فقد يزيد هذا من الارتباك في السوق هذا الاسبوع.
ومع عدم وجود اي اشارات من واشنطن لوجود حل يزداد الدليل على ان البنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يفكر في تقليص مشتريات الاصول حتى نهاية العام. وكن المحتمل ان يفرض هذا بدوره ضغط هبوطي على الدولار الامريكي/ ين ياباني خاصة إذا جاءت بيانات ISM بنتائج مخيبة للآمال هذا الأسبوع. يقع تداول هذا الزوج عند مستوى دون 98.00 خلال أغلب التداول وقد يختبر مستوى الدعم 97.50 إذا جاء مؤشر مديري المشتريات اليوم بنتيجة مخيبة لآمال السوق.