ارتفاع معدلات الطلب على الدولار الامريكي بعد قوة البيانات الامريكية
يقوم المستثمرون اليوم بشراء الدولار الامريكي بفضل البيانات الامريكية الأفضل من التوقعات. ووفقا لأحدث التقارير، فقد توسع الاقتصاد الامريكي بنسبة 2.5% في الربع الثاني من العام، بعد ان كان التقدير الاول له عند 1.7% وكانت قوة استثمار المخزونات وارتفاع الصادرات وتراجع الواردات سبب في معادلة تأثير انخفاض معدلات الانفاق. وتؤكد هذه البيانات على ان الاقتصاد الامريكي قد حصل على زخم للربع الثاني على التوالي. كما تراجعت المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية حيث سجلت قراءة 331 ألف فقط وكان هذا مقابل قراءة 337 ألف الاسبوع الاسبق. وفي ظل الانخفاض الحاد في اغسطس بشكل عام في المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية، من المتوقع ان يشهد تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي المقرر الاعلان عنه الاسبوع القادم ارتفاعا جيدا. وعلى الرغم من ان قلة عدد الشاكين من البطالة والمطالبين بتأمين من البطالة لا يترجم دائما الى قوة في التوظيف إلا أن بيانات البطالة تتوافق مع استمرار تعافي سوق العنل. وكل هذا يعتبر اخبار جيدة للبنك الاحتياطي الفيدرالي والذي أمامه قرار هام للغاية عليه البت فيه في اجتماع السياسة النقدية الشهر القادم.
كان اليورو هو العملة الأسوأ أداءًا هذا الصباح. وبينما قد يعود جزء من ضعف العملة الاوروبية الموحدة بشكل جزئي الى البيانات الأمريكية، إلا ان بيانات البطالة الالمانية قد جاءت بنتيجة هبوطية مفاجئة. وللمرة الاولى منذ 3 اشهر يرتفع معدل البطالة في ألمانيا. وكما أشارت نتائج مؤشر مديري المشتريات قبل ذلك، يتعادل معدل نمو التوظيف في قطاع الخدمات مع تراجع التوظيف في القطاع الصناعي. كما تراجعت اسعار المستهلك في ألمانيا خلال شهر اغسطس وقد يكون هذين السببين قد ساهما في الحد من مستوى التفاؤل من البنك المركزي الاوروبي والذي من المقرر ان يجتمع الاسبوع المقبل. وبالنظر جيدا الى حركة سعر اليورو خلال يوم التداول، نجد ان عمليات البيع المكثفة على اليورو مقابل الدولار الامريكي قد بدأت مع افتتاح جلسة لندن عندما قاد المستثمرون الأوربيون الدولار الامريكي الى الارتفاع مقابل جميع العملات الاساسية.
في الوقت ذاته، كان الارتفاع واسع النطاق في الاسهم العالمية وانخفاض اسعار السلع يشير الى أن قلق السوق بشأن سوريا يتراجع. فمن الملحلاحظ ان حكومة اوباما تأخذ وقتها في دراسة رد الفعل ومن المحتمل ان يقوموا بضربات عسكرية محدودة بدعم من الامم المتحدة. وقد يستغرق تأييد الأمم المتحدة وقتا طويلا لتحقيق ما ينتظره المستثمرين، يمكن أن يتحول انتباههم إلى نهاية الأسبوع الذي يعتبر آخر اسبوع في الصيف بشكل غير رسمي ، مما قد يؤدي بالتالي إلى تداول هادئ يوم الجمعة والاثنين.