انخفاض حاد في اليورو الباوند بعد قرارات السياسات النقدية
كان اغلب التجار الأمريكيين في اجازة خلال التداول يوم امس، وكانت هناك حركات سعرية كبيرة في سوق الفوركس. وقد انخفض كلا من اليورو والباوند البريطاني الى ادنى مستوى خلال 5 اسابيع مقابل الدولار الامريكي، متجاوزين عن المستويات الاساسية. وكان غياب التجار الامريكيين سبب في ارتفاع معدلات التذبذب في سوق العملات. وقد قرر كلا من البنك البريطاني والبنك الأوروبي الحاظ على السياسة النقدية بدون تغيير، إلا أن كلا من ماريو دراغي وماركل كارني قد أوضحا ان كلا البنكين المركزيين لديهما ميل للسياسة النقدية الميسرة. وكانت التصريحات الداعمة للسياسة النقدية الميسرة من اعضاء البنك المركزي الاوروبي حافز للتذبذب الأخير في اسعار الفائدة ورغبة منهم في إقصاء نفسهم عن البنك الفيدرالي الذين يعتبرون في طريقهم لتقليل التحفيز الاقتصادي. ويرغب كلا من البنك المركزي الاوروبي والبنك البريطاني في أن يعلم الجميع أنهم لا يزالوا مستعدون لزيادة التحفيز إذا ما استمرت معدلات التذبذب في اسواق السندات في الاستمرار أو إذا ضعفت هذه الاقتصاديات.
في منطقة اليورو، انخفض اليورو/ دولار أمريكي متجاوزا مستويات 1.30 و 1.29. وقد بدأت العملة في الانخفاض حالما قال دراجي أن السياسة النقدية ستبقة متكيفة طالما أن الامور تستعدي هذا، وتوجد مخاطر هبوطية تواجه النظرة العامة للاقتصاد وسوف تبقى اسعار الفائدة منخفضة لفترة زمنية ممتدة. وقد اكتسبت عمليات البيع المكثفة زخما عندما اتخذ البنك المركزي خطوة غير مسبوقة من الارشادات المستقبلية. وقال البنك المركزي الاوروبي أنه لم يكن هناك خروج منظور، وأنهم يحافظون على اسعار الفائدة منخفضة لفترة زمنية ممتدة. وذكر دراجي الجميع أيضًا بأن البنك المركزي مستعد من الناحية التقنية لوضع اسعار فائدة سلبية. وقدم البنك توجيهات موسعة حول احتمالية قطع سعر الفائدة وقرر بالإجماع أن التوجيه كان مطلوبا، وقال ان 50 نقطة اساس لسعر الفائدة لا يعتبر الحد الأدنى. ويؤكد البنك المركزي على ميله لتسهيل السياسة النقدية من قمة الجبل- ولا يرغبون في ترك أي مجال للغموض لأن خطورة ها قد تتمثل في ارتفاع إضافي في العوائد. ومنخفضا دون مستوى 1.2900، قد يكون الدعم التالي عند مستوى 1.28.
كما انخفض الباوند البريطاني بحدة مقابل الدولار الامريكي بعد اجتماع البنك المركزي الاوروبي. وعلى الرغم من ان البنك البريطاني قد قرر الحفاظ على السياسة النقدية بدون تغيير، لم يهدر مارك كارني اي وقت في البنك البريطاني. وفي الماضي، عندما لم تتم اي تعديلات، لم يكن البيان المصاحب لقرار السياسة النقدية يحتوي على أكثر من جملتين عن السياسة النقدية الحالية. ولكن في اجتماعه الأول كمحافظ للبنك المركزي البريطاني، قرر مارك كارني اتخاذ الاسلوب الذي تتبعه العديد من البنوك المركزية الاخرى بما فيها البنك الكندي. وخلال الأيام القليلة الماضية، لم يكن أحد يتوقع من كارني أن يستخدم البيان المصاحب لقرار السياسة النقدية لتقديم الشفافية والإرشاد للسوق سريعا. وقد بدأ البنك المركزي الاوروبي بيانه معبرا عن حالة الإحباط التي انتابته من الارتفاع الأخير في اسعار الفائدة قصيرة الأحل. وبينما يشعر اعضاء البنك البريطاني من ان الاقتصاد يتعافى، إلا انهم يرون أن معدل هذا التعافي ضعيف بالمقارنة مع المعايير التاريخية، وأن ترجمة التباطؤ هذه قد تستمر على حالها لبعض الوقت. كما حذر اعضاء البنك البريطاني من الحركة الصعودية الهامة في اسعار فائدة السوق قد تضغط سلبا على هذه النظرة. ومن المتوقع ان ترتفع اسعار المستهلك في المستقبل القريب ، ولا يشعر البنك المركزي البريطاني بأن مسار اسعار الفائدة مضمون اعتمادا على اتجاه البيانات الاقتصادية. وقد انهار الباوند البريطاني بسبب هذه التعليقات وبسبب ما اعطاه مارك كارني من انطباع للعالم أنه سيكون أكثر حدة في قرارته مع موقف يدعم السياسة النقدية الميسرة، وقد يؤدي هذا الاتجاه الى دفع الباوند/ دولار أمريكي الى مستوى 1.50.