تركيز اسواق سوق العملات مستمر على قضية الهاوية المالية
كانت درجة تذبذب حركة تداول اسعار العملات عالية للغاية في سوق العملات (فوركس) حيث فشل “جون بونير” لتقديم الخطة باء للتصويت في مجلس النواب مما ادى الى تراجع الاصول التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية وسط مخاوف بعدم إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الهاوية المالية قبل نهاية العام. ومجلس الشيوخ الامريكي مغلق الآن في أجازة ولن تفتح ابوابه حتى السابع والعشرين من ديسمبر الجاري، وبالتالي لن يكون هناك مجال كافي لصناع السياسة في أمريكا للتوصل الى تسوية قبل ان يصبح اقتطاع النفقات ساري المفعول.
ووفقا للسيناريو الأفضل المطروح على الساحة حاليا، لن يقوم “ميتش ماكونيل” بمتع “هاري ريد” في مجلس الشيوخ، وسوف يسمح بالعرض الاخير من الرئيس اوباما بالوصول الى المجلس. ويحتاج الديمقراطيين الى 26 صوت فقط لإمرار هذه الخطة وتجنب الآثار التابعة للهاوية المالية.
وعلى أي حال يعاني السوق من حالة من التوتر البالغ حيث ان الوقت ينفذ ولم يتم التوصل الى حل وسط حتى الآن، وكانت لهذه المخاوف ضريبة على تداول الاسعار في جلسة السوق الآسيوية، حيث انخفض اليورو/ دولار أمريكي دون مستوى 1.3200 وانخفض الدولار/ ين ياباني دون مستوى 84.00 كرد فعل لهذه الأخبار. إلا ان اليورو/ دولار أمريكي قد تمكن من الصمود بالقرب من المستويات الدنيا على المدى القصير عند 1.3185، حيث يستمر المستثمرون في الاستفادة من الشكوك تجاه صناع السياسة في أمريكا.
واليوم يوجد ما يسمى بانتهاء الصلاحية الرباعي في الاسواق الأمريكية، وهو ما شرحناه في المقال السابق بانتهاء صلاحية العقود المستقبلية لمؤشرات الاسهم وعقود الاوبشن لمؤشرات الاسهم وعقود الاوبشن للاسهم والعقود المستقبلية للاسهم الفردية. ويصاحب هذا ضعف التداول بسبب الأجازات السنوية، وبالتالي قد يخلق هذا ارتفاع متزايد في معدلات التذبذب مع افتتاح سوق الاسهم الامريكية. علاوة على ذلك،فإن أي اخبار جديدة من واشنطن حول مفاوضاتا لهاوية المالية قد تزيد من الاضطرابات في حركة اسعار تداول العملات.
في الوقت ذاته لم تلقى البيانات الاقتصادية سوى التجاهل حيث كان التركيز موجه إلى عوامل الاقتصاد الكليز ففي أوروبا سجل مؤشر GfK لثقة المستهلك قراءة اسوا من التوقعات عند 5.6 مقابل التوقعات بقراءة 5.8، وفي بريطانيا سجل الناتج المحلي الاجمالي البريطاني قراءة 0.9% من 1.0%. إلا ان تركيز التجار كان موجه فقط الى قصة الهاوية المالية والتي من المتوقع ان تسيطر على حركة التداول خلال بقية اليوم ببب ما تحتويهمن متضمنات عالمية.
وكان مصدر القلق الاكبر بين المستثمرين هو أن الصدمة المفاجأة لمعدلات الطلب الامريكي كان سببها العزل التلقائي للانفاق الحكومي والرفع المتزامن مع ذلك للضرائي وما قد يكون له من تأثير قارس على معدل النمو العالمي، مما قد يقلص اي فرصة للتعافي المحتمل في اوروبا وتعافي معدل النمو المتباطئ في اسيا.
وعلى الرغم من هذه التوقعات الكارثية، تستمر حركة السعر في سوق الفوركس في عكس الاتجاه العام الذي يميل الى حالة من الرضا. وإن قامت الاسواق بالتصحيح وتم التوصل الى اتفاق بشكل ما، فقد يؤدي الارتفاع المريح لمعدلات الرغبة في المخاطرة الى تجاوز اليورو/ دولار لمستوى 1.3300 والارتفاع فوقه. ولكن غن تحولت توقعات الفشل الى حقيقة، فقد ينهار مستوى الدعم الاخير عند 1.3185، وقد يصل تداول هذا الزوج الى مستوى 1.3000 قبل نهاية العام بسبب ما تقوم به الاسواق من تعديل للصفقات.