ارتفاع العملات ذات المخاطر العالية انتظارا لتقرير مبيعات التجزئة الأمريكية
ارتفعت العملات التي ينطوي عليها مخاطر عالية في سوق الفوركس في بداية الجلسة الأوروبية فيما عدا الباوند البريطاني الذي انخفض في اعقاب التصريحات التي ادلى بها “مارفن كينج” محافظ البنك البريطاني ضمن تقريره الربع سنوي عن التضخم في بريطانيا. ووفقًا لهذا التقرير، فقد رفع البنك البريطاني من توقعاته الخاصة بمعدل التضخم الى 1.9% خلال ثلاثة اعوام مقابل التوقعات السابقة التي كانت عند 1.8%، وجاء هذا بع القراءة الأفضل من التوقعات عن مؤشر اسار المستهلك والذي أشار الى استمرار ارتفاع ضغوط الاسعار التضخمية في بريطانيا.
ولأكثر اهمية من هذا هو ما صرّح به “كينج” بان بريطانيا قد واجهت مزيج صعب من تراجع معدل النمو الاقتصادي عن المنحى المفترض أن يكون عليه، وارتفاع معدل التضخم فوق المعدل المستهدف له في الوقت ذاته، الأمر الذي قد يعرقل الاقتصاد البريطاني خلال عام 2013. وقد قال البنك البريطان أنه عن استمرت هذه البيئة غير المؤاتية، فسوف يكون من الصعب للغاية على الاقتصاد البريطاني ان ينمو بدون أن يكون هناك المزيد من الانخفاض في سعر الصرف الحقيقي. وقد انخفض الاسترليني متأثرًا بهذه التصريحات، متراجعًا إلى مستوى 1.5860 من اعلى سعر له خلال الجلسة عند 1.5900.
وعلى الرغم من الضغوط التضخمية الواضحة، اكد “كينج” على إلتزامه ببرنامج التسهيل الكمي وذكر أن البنك المركزي لم يفقد ثقته في هذه السياسة، على الرغم من ان لجنة السيسة النقدية لم تقرر إن ما سيكون هناك المزيد من المشتريات للأصول. ويعتبر الامر الحاسم الوحيد الذي جاء في تصريحات “كينج” عو ان صناع السياسة النقدية البريطانية سيفضلون أن يروا مستوى أقل لسعر صرف العملة البريطانية ، وبالتالي قد يبقى الاسترليني تحت الضغط في الوقت الحالي بتأثير من هذه التصريحات. ولكن ما يعادل هذا التأثير السلبي على الباوند البريطاني هو ما يسعى إليه من تدفقات مالية مذعورة من مستثمري منطقة اليورو، وبالتالي قد لا يتمادى الباوند البريطاني في ضعفه إذا ما ساءت أوضاع ازمة الديون في منطقة اليورو.
وقد ارتفع اليورو/ دولار في الوقت ذاته بشكل ثابت على مدار الجلسة المسائية بدعم مزاد السندات الإيطالي القوي، والذي شهد انخفاض في عوائد السندات من 4.81% إلى 5.89%، على الرغم من ان مبيعات السندات المعروضة قد انخفض الى 1.51 مقابل 2.33 في الفترة السابقة. ويستمر هذا الزوج في التماسك فوق مستوى 1.2700 حيث تنتظر الاسواق قرار بشأن مدفوعات المساعدة المالية اليونانية، وإن كان هناك تدهور في الخلفية الاقتصادية في منطقة اليورو. واليوم سجل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو انخفاضصا إلى -2.5% مقابل قراءة -1.6%. وقد ينخفض هذا الزوج الى مستوى 1.2800 مع مرور اليوم بسبب عمليات البيع على المكشوف.
وفي اليابان، ارتفع الدولارالامريكي/ الين الياباني في الجلسة الآسيوية وبداية الجلسة الأوروبية الى مستوى يقترب من المستوى الفني الاساسي 80.00 بينما ارفعت كل ازواج الين الياباني بشكل ملحوظ بعد ان اعلن رئيس الوزراء الياباني “نودا” أنه سوف سوف يحل مجلس النوب ويدعو الى انتخابات في بداية شهر ديسمبر. وقد وافق زعيم امعارضة “شينزو آبي” على هذه الفكرة عوضًا عن خطة بالإصلاح وتقليل المقاعد البرلمانية.
وقد السيد “آبي” أنه إن استعاد الحزب الديمقراطي الليبرالي (LDP) الياباني قوته فسوف يقوم بأقصى ما في جهده لمحاربة الانكماش عن طريق توسيع الإنفاق المالي، مع الدعوة الى سياسة نقدية أكثر صرامة. ومن بين الإجراءات التي اقترحها “آبي” هي مراجعة قانون البنك الياباني، وبالتالي قد يكون للحكومة تأثير أقوى على اختيار محافظ جديد للبنك الياباني وتوجيه السياسة النقدية.
ومن الواضح ان المسؤولين الماليين اليابانيين قد اصابهم الإحباط من المحاولات العقيمة التي يقوم بها البنك المركزي الياباني في برنامج التسهيل الكمي والذي فشل في إيقاف قوة الين الياباني مؤذيًا قطاع التصدير الياباني. ويبدو ان “آبي” يدعو إلى سياسة نقدية مفتوحة مع القليل من القيود بشكل يضاهي برامج التسهيل الكمي الضخمة التي يقوم بها البنك الفيدرالي. وقد تساعد مثل هذه الطريقة الدولار/ الين الياباني على تحقيق المزيد من الارتفاع، خاصة إن بدأت عوائد السندات الامريكية في الارتفاع.
وفي الجلسة الامريكية اليوم، سوف يتم الاعلان عن مبيعات التجزئة الأمريكية والتي من المتوقع ان تسجل ارتفاع معتدل نسبته 0.2% بسبب التأثيرات الكبيرة من إعصار ساندي والتي شلت اغلب الساحل الشرقي. وإن جاء هذا التقرير بقراءة تفوق التوقعات فقد يمتد الدولار/ ين ياباني باتجاه مستوى 80.50 مع مرور يوم التداول.