اخبار اقتصادية

البنك المركزي الأوروبي وتغيير في اللهجة المتشددة

مرت ثماني أعوام تقريبًا منذ أن تولى “جون كلاود تريشيه” منصب محافظ البنك المركزي الأوروبي بعد “ويم ديسنبيرج”. خلال هذه الفترة، اشتهر “تريشيه” بكونه متشدد فيما يتعلق بالسياسة النقدية، حيث يدعو باستمرار إلى “اليقظة” تجاه أي تهديد بارتفاع أسعار التضخم في منطقة اليورو، كما أنه يكرر تذكيره للمستمعين بالانقسامات الاحتمالية المحتملة والصعوبات الاقتصادية التي قد يتسبب فيها التضخم في منطقة اليورو.

وبالتالي كانت صدمة للأسواق عندما تخلى تريشيه عن لهجته المعتادة المتشددة و المؤيدة لرفع سعر الفائدة في المؤتمر الصحفي يوم أمس بعد الإعلان عن قرار سعر الفائدة. وقد وصف تريشيه في هذا المؤتمر “التوقعات متوسطة المدى الخاصة بتطورات السعر هي توقعات متوازنة على نطاق واسع”، مما يعني انه لا يعتبر كبح زمام التضخم في منطقة اليورو هو الأولوية لدى البنك المركزي. كما قال تريشيه انه يوجد توترات بدرجة كبيرة ومخاطر هبوطية مكثفة في اقتصاد منطقة اليورو في الوقت الحالي.

واستمر تريشيه في تأكيده على رغبة البنك المركزي الأوروبي في تقديم سيولة للقطاع المصرفي في أوروبا واصفًا صناع السياسة النقدية في منطقة اليورو بأنهم “حريصين للغاية” عند استخدام التدابير غير القياسية لتقديم السيولة.

وقد تعرض اليورو لضغط بيع شديد في فترة الظهيرة من جلسة التداول يوم أمس بسبب التوقعات بان البنك المركزي الأوروبي قد يضع سياسة نقدية ميسرة في المستقبل القريب للحد من انتشار الديون السيادية بين دول المنطقة.

وقد زادت الحركة الهبوطية لليورو عندما عمل البنك المركزي الأوروبي على تقليل التوقعات الخاصة بمعدل النمو في منطقة اليورو لبقية العام من 1.7% إلى 1.6%. كما أعلن البنك المركزي الأوروبي عن انه يتوقع تباطؤ معدل النمو إلى 1.3% في منطقة اليورو العام القادم- وكان تقييم السابق لهذا المعدل هو 1.9%.

وقد أدت الأحداث الاقتصادية يوم أمس بالعديد من المحللين إلى الاستنتاج بان البنك المركزي الأوروبي يفكر الآن في تخفيض سعر الفائدة. وكانت هذه الإشاعات في السوق قد أدت إلى ارتفاع الجنيه الإسترليني/ اليورو واختراقه لمستوى 1.1500 لفترة قصيرة للمرة الأولى منذ 19 أغسطس. وقد عانى اليورو من خسائر مماثلة مقابل الدولار الأمريكي، حيث تراجع اليورو/ دولار أمريكي متجاوزًا مستوى 1.3900. وقد صدر يوم أمس عن منظمة التطوير والتعاون الاقتصادي تقرير ورد فيه تقييم بأن النشاط الاقتصادي الألماني سوف ينكمش بنسبة 1.6% خلال الربع الأول من عام 2011، ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من الاتجاه الهبوطي للعملة الأوروبية في جلسة التداول اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى