تحليل مفصل عن اجتماع البنك الفيدرالي المرتقب اليوم في سوق الفوركس
هل سيتدخل الاحتياطي الفيدرالي للإنقاذ أم لا؟ سوف يجعل بين بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي وزملاءه القلائل إما سعداء أو محبطين، وسيجعل الكثيرين سعداء. ومن الجدير بالذكر ان صفقات شراء الدولار من معركة شديدة الوطيس حتى الآن هذا الأسبوع. وجاءت البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة مقترنة بالأوضاع المتدهورة للأسواق المالية لتدفع التوقعات صوب إعلان الاحتياطي الفيدرالي لدعم مالي في ختام اجتماعه الذي ينتهي اليوم. وكانت توقعات المستثمرين قد بلغت عنان السماء وباتوا يطالبون بمساعدة بعد أن صاروا على وشك الارتطام بحائط صلب. وتعلق الأسواق المالية آمالها على الأرجح على توسيع «العملية تويست» على أقل تقدير، والتراجع الأخير في الدولار الأمريكي يدلنا على أن هناك بعض التوقعات بمزيد من الإجراءات. وبالنسبة لمحبي المخاطر، سيكون توسيع العمل بـ «تويست» حركة محدودة باعثة على الإحباط، لأنها ستترك الأصول عالية المخاطر والعملات الحساسة للمخاطر ضعيفة وقابلة للتأثر إزاء تجدد الضغوط الدافعة للهبوط.
إن إجراءات التيسير الجديدة، مثل تجديد شراء الأصول أو خفض اسعار الفائدة، سوف تضغط على صفقات البيع التي تواجه مخاطر، ولكن إلى متى؟ هذا يعتمد على طريقة تعامل القادة الأوروبيين مع المشكلات المالية للبلدان المحيطة في منطقة اليورو. فقد أدت شائعات شراء السندات والإعلانات التي خرجت تتحدث عن اتحاد مصرفي اوروبي في نهاية الشهر إلى زيادة الضغوط على السندات هذا الصباح. وسيعتبر بعض المستثمرون أي اخبار تتحدث إجراءات تيسير فرصة لفتح المزيد من صفقات الشراء للدولار الامريكي. حيث ستواصل أحداث اليورو “توليد ضغط منهجي في حالة غياب المزيد من الإجراءات الحاسمة من صناع القرار”. وأي إحباط إزاء الشهية للمخاطر سوف تدعم العملات التي تكون مدعومة بارتفاع معدلات كره المخاطر في السوق.
وفي أعقاب أزمة اليورو، أصبحت العوائد شرطًا لفهم التحركات الفردية للعملات بالنسبة لتجار سوق العملات الأجنبية (الفوريكس). وفي هذا الصباح، افتتحت السندات السيادية الأسبانية والإيطالية بنغمة قوية من تداول المستثمرين، في أجواء تبدو أكثر إيجابية. ويشعر السوق ببعض الارتياح إزاء الأخبار التي تفيد استعداد زعماء اليورو في قمة العشرين لبذل المزيد من الجهد من أجل محاولة خفض تكاليف إقراض البلاد الاخرى في منطقة اليورو. وسيتم تجربة هذا غدًا من جانب الأسبان. وبعد مزاد سندات ناجح يوم أمس، عادت وزارة الخزانة الأسبانية بسندات قصيرة الاجل تصل قيمتها الى ما يزيد عن 2 مليار يورو. ومن المتوقع الإعلان قريبًا عن تعهدات معينة من قبل مجموعة العشرين في قمة اليورو في نهاية الشهر.
وقد شاعت في السوق أقاويل عن مبادرات ستؤدي لتغييرات كبيرة، وكان أبرزها تخلي ميركل عن موقفها الصارم باستخدام آلية الاستقرار الأوروبية لشراء الديون السيادية. ولن يحقق هذا على الأرجح الارتياح على الأمد المتواصل حيث يواصل السوق معاناته من مستويات العوائد المرتفعة بشكل خطير.
وقد كسر رتابة انتظار الاحتياطي الفيدرالي الإعلان عن تصويت محافظ بنك انجلترا مع الأقلية لأول مرة في ثلاثة أعوام بنتيجة 5-4 لصالح عدم تغيير التيسير الكمي في اجتماع يونيو. وقد صوتت هذه الأقلية لصالح توسيع العمل بالتيسير الكمي بمقدار 50 مليار جنيه إسترليني. كما تطلع صناع القرار لمزايا خفض أسعار الفائدة وقرروا أن تسهيل السياسة النقدية لن يكون له ميزة إضافية على المزيد من التسهيل الكمي. ويمكن للسوق حاليًا أن يتوقع توسيعًا بمقدار 50 مليار جنيه إسترليني خلال اجتماع الشهر المقبل في التسهيل الكمي.
وقد كانت لدى المستثمرين الجرأة على الإبقاء على صفقات بيع عند حركات الارتفاع القصيرة في اليورو بعد انتخابات اليونان وفي الفترة الحالية باتت لديهم الفرصة لرفع هذه المكاسب برغم فرط الدعم في الاتجاه الهبوطي. ويأتي الميل الكامن متضاربًا وينتظر في صبر إعلان الاحتياطي الفيدرالي. ومن الناحية الفنية، جاء دعم العملة الاوروبية عند مستوى المتوسط المتحرك DMA 10 (1.2585) في الاتجاه الهبوطي. ومن المتوقع أن يواصل السوق شراء العملة المشتركة لحين كسر مستوى الدعم. ورغم أن الرسوم البيانية اليومية تميل في اتجاه ذروة الشراء، إلا أن السوق يحتاج لأدلة أكثر قوة للاسترشاد بها على الاتجاه القادم.