مخاوف من تخفيض التصنيف الائتماني في فرنسا
يوم أمس عادت المخاوف من الديون في منطقة اليورو إلى الظهور مرة أخرى، مما تسبب في تجدد التوترات في أسواق الأسهم العالمية وأسواق العملة.
وقد انتشر القلق بشأن الديون السيادية في منطقة اليورو إلى الاقتصاديات الكبيرة بعد أن كانت مقصورة على دول منطقة اليورو، حيث تزايد القلق بين المستثمرين بشأن التمويل في فرنسا خلال جلسة يوم أمس. وقد عزز من هذه المخاوف رواج الشائعات بأن وكالات التصنيف الائتماني كانت على وشك تخفيض التصنيف الائتماني لفرنسا من AAA.
ولم تكن مخاوف المستثمرين على احتمالية انتشار عدوى الدين إلى فرنسا مقصورة على الديون الحكومية. وإنما كان أيضًا قطاع التجزئة المصرفية في فرنسا تحت المراقبة يوم أمس، خاصةً وأن هذا القطاع يتصل بقوة مع الديون اليونانية والايطالية. وكان بنك “سوسيتيه جنرال” محور اهتمام خاص، حيث انخفضت أسهم تداول هذا البنك بما يزيد عن 20% مرة واحدة خلال جلسة التداول يوم أمس. كما أن أسهم القطاع المصرفي في بريطانيا قد تعرضت لعمليات بيع حادة.
وكانت الحركة الهبوطية لمعدلات الرغبة في المخاطرة يوم أمس قد تسببت في تراجع أسعار أسواق الأسهم على كافة القطاعات، حيث أغلق مؤشر FTSE 100 بانخفاض نسبته 3.05% وانخفض مؤشر CAC الفرنسي بنسبة 5.5%. وكانت مؤشرات الأسهم الأمريكية عاكسة لهذه الانخفاض، بينما يقع تداول الأسهم الآسيوية عند مستويات منخفضة إلى حد ما في الجلسة.
وقد تسبب ارتفاع معدلات كره المخاطرة إلى تخلي العملات ذات العوائد المرتفعة عن ارتفاعاتها التي حققتها يوم الثلاثاء، حيث سجل الباوند/ دولار استرالي أعلى مستوى له عند 1.5955 الليلة الماضية، قبل أن يعود للانخفاض مرة أخرى.
وبعد إعلان البنك السويسري يوم أمس عن تدخله في سوق الفوركس لإضعاف عملته، تعرض الفرنك السويسري لضغط كبير يوم أمس، حيث ارتفع الباوند/ فرنك سويسري بمقدار 5 سنت عن أدنى مستوى كان قد سجله يوم الثلاثاء. وفي ظل تقهقر الدعم للفرنك والين الياباني في الوقت الحالي، ارتفع الدولار الأمريكي مدعومًا بخاصية الملاذ الآمن، مما تسبب في تراجع الباوند/ دولار إلى أدنى مستوى خلال 3 أسابيع عند 1.6111.
في الوقت الحالي، في ظل وضع السلطات للتوتر الاجتماعي تحت السيطرة في المدن البريطانية الكبيرة في الليلة الماضية، عاد تركيز المستثمرين إلى الاقتصاد البريطاني مرة أخرى، وهي أخبار لا تعتبر جيدة للباوند البريطاني. كان البنك البريطاني قد قال في تقرير التضخم الربع سنوي أن توقعاته بشأن معدل النمو خلال 2011 قد تراجعت من 1.8% إلى 1.5%. وقد تسبب هذا التقرير بالإضافة إلى تقرير الميزان التجاري والقطاع الصناعي البريطاني في تعرض الباوند البريطاني لضغط بيع كبير قبل نهاية أسبوع التداول.