اخبار اقتصادية

هل يفقد الدولار الامريكي زخم ارتفاعه قبل الاجازات الامريكية؟!!

هل يفقد الدولار الامريكي زخم ارتفاعه قبل الاجازات الامريكية؟!!

 

 يعتبر شهر نوفمبر من أفضل الشهور التي مرت على الدولار الامريكي خلال عامين.  فقد ارتفعت العملة الأمريكية بما يزيد عن 5% مقابل الين الياباني وبما يزيد عن 3% مقابل اليورو.  وقد تعود قوة الدولار الامريكي إلى عاملين أساسيين ويمثل كلاهما النظرة الحالية والنظرة المستقبلية للاقتصاد الامريكي.   بالمقارنة مع العديد من الدول الأخرى في العالم، تعتبر البيانات الاقتصادية الامريكية أكثر قوة مع ارتفاع معدلات التضخم و معدل نمو فرص العمل في الولايات المتحدة الأمريكية.   إلا أن ما أطلق شرارة قوة الدولار الأمريكي في الواقع هو احتمالات التحفيز المالي والنقدي، حيث كان هذا السبب الذي جذب العديد من المشترين تجاه الدولار حول العالم.   ويُعَد البنك الاحتياطي الفيدرالي هو البنك المركزي البارز الوحيد الذي يخطط لرفع سعر الفائدة، وقد أوضحت جانيت يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي أن الأوضاع مناسبة لتضييق السياسة النقدية في شهر ديسمبر.   وقد كانت هناك بعض المخاوف في البداية من أن يكون الارتفاع الحاد في عوائد السندات الامريكية سبب في تقليل ميلها إلى تضييق السياسية النقدية الامريكية، ولكن بدلاً من ذلك، عبّرت جانيت يلين في شهادتها أمام اللجنة الاقتصادية في الكونجرس الامريكي عن ثقتها في الاقتصاد وعن التقدم الذي أحرزه البنك تجاه أهدافه الخاصة بالتضخم والتوظيف.  حتى أن يلين قد حذّرت من مخاطر الانتظار طويلاً لرفع سعر الفائدة.   وكرد فعل لذلك، يضع السوق الآن احتمالية بنسبة 96% لصالح رفع سعر الفائدة الشهر القادم.

 

كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعد هي الدولة البارزة الوحيدة التي بها احتمالية حقيقية لتطبيق برنامج إنفاق مالي.   فقد تسبب فوز ترامب تحول جذري في الأسواق المالية حيث دفعت السندات إلى أدنى مستويات لها،و الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته خلال عدة سنوات والأسهم إلى ارتفاعات قياسية.  ليس فقط لأن فوزه كان مفاجأة كبيرة وإنما بسبب أيضًا وعوده بتطبيق تخفيضات ضريبية كبيرة والإنفاق على البنية التحتية ، الامر الذي اضطر معه المستثمرين العالميين إلى إعادة تقييم الأثر  قصير الأجل وطويل الأجل لخطط سياسته.  خرج المستثمرون بالتالي عن صفقاتهم فورًا بعد فوزه ثم دخلوا في صفقات شراء جديدة للدولار الأمريكي وللأسهم خلال الاسبوع الماضي.  وبينما من المحتمل استمرار هذا الاتجاه،  قطع الدولار الأمريكي شوطًا طويلاً خلال فترة قصيرة من الزمن.   وكانت هذه الحركة مدعومة بقوة بيانات الإنفاق والإسكان والتضخم، ولكن لا توجد بيانات اقتصادية أمريكية هامة خلال هذا الأسبوع وستكون الأسواق الامريكية مغلقة يوم الخميس بسبب أجازة عيد الشكر، وبالتالي نتوقع أن تكون هناك عمليات جني الأرباح بعد هذه الحركات السعرية الكبيرة.  سيكون الحدث المرتقب الوحيد خلال هذا الاسبوع هو محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر نوفمبر ، ولا نتوقع أن يرد فيه ما يغيّر من توقعات السوق بتضييق السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الفيدرالي.  ومن المتوقع أن تبقى تراجعت الدولار الامريكية السعرية ضحلة.   وبالنسبة لزوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY، فقد تعرض لأطول فترة ارتفاعات منذ مايو 2015 وبينما  لا يوجد مقاومة تالية قبل 112، إلا أننا نتوقع أن نشهد تراجع سعري قبل أن يصل إلى هذا الهدف.

 

مرّ الآن ما يزيد عن أسبوعين بدون يوم إيجابي لزوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD، و لم يكن من المُفاجئ في الوقت الحالي أن يتجاوز هذا الزوج مستوى 1.06 خلال الأسبوع الماضي.  ومن المتوقع أن يختبر مستوى 1.05، وقد يصل بالفعل إلى هذا المستوى قبل أن يستقر خلال هذا الأسبوع.   وعلينا ألا ننسى الاضطرابات السياسية في إيطاليا، ومع إجراء الجولة الأولى من انتخابات الجمهوريين يوم أمس الأحد، شعر المستثمرون أنهم مجبرون على الخروج من صفقات شراء اليورو وبيعه أيضًا.   وتُظهِر استطلاعات الرأي أن رئيس الوزراء السابق جوبيه  يتفوق بشكل مريح على الرئيس السابق ساركوزي ليصبح مشرح المحافظين ولكن إذا كان هناك أغلبية أقل من 50٪ ستكون هناك جولة إعادة آخرى في 27 نوفمبر. إلا أن التركيز لا يتحمور حول على مرشح الجمهوريين وإنما حول زخم زعيم اليمين المتطرف مارين لوبان التي حصلت على دعم كبير بعد فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة. وتكتسب الحركة الشعبية  جاذبية في جميع أنحاء العالم و يتصدر ذلك فرنسا وإيطاليا وهما الدولتين الثانية والثالثة الأكبر اقتصاديًا في منطقة اليورو.  وتشكل لوبان خطرًا على اليورو لأنها تعهدت بسحب فرنسا من منطقة اليورو وباجراء استفتاء لخروج فرنسا من الإتحاد الأوروبي .  وقد لا تكون انتخابات مرشح الحزب الجمهوري التي أجريت يوم أمس تأثير لى فرصتها.   وخلال أسبوعين ونصف الاسبوع، أجرت إيطاليا استفتاء على إصلاح مجلس الشيوخ وهو ما تم اعتباره استفتاء على الحكومة الحالية خاصةً مع اعتبار ما قاله “رينزي” رئيس الوزراء بأنه سوف يستقيل إن تم رفض الإصلاحات.  ولا تمثل أيًا من هذه التطورات الجارية أخبار جيد لليورو لأنه بينما يمكن للاتحاد الأوروبي خسارة بريطانيا، فلا يمكنه تحمل خسارة فرنسا وإيطاليا.  وفي هذه الاحتمالية  ما يكفي لمواصلة الضغط على اليورو في الأسابيع القليلة المقبلة.  وتمثل منطقة اليورو أحد الدول القليلة التي سيتم الغعلان منها عن بيانات هامة، حيث سيتم الإعلان عن  مؤشرات مديري المشتريات لشهر نوفمبر وتقرير IFO الألماني، لكن ستستمر الأوضاع السياسية في الإلقاء بظلالها على الاقتصاد.

 

 

  بينما وقع الاسترليني ضحية أخرى لقوة الدولار الأمريكي USD الاسبوع الماضي، إلا أنه يعتبر العملة الوحيدة التي تفوقت في أدائها على الدولار الأمريكي خلال هذا الشهر.  وتم الإعلان عن عدد من البيانات الاقتصادية الهامة من بريطانيا ، وبينما لعبت هذه البيانات دورًا أساسيًا في استمرار الطلب على الاسترليني مقابل اليورو، إلا أنها لم تكن كافية لمنع الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD من الانخفاض.   ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة%1.9 في أكتوبر، أي انها أقوى أربعة مرات عن التوقعات.  وانخفض معدل البطالة الى 4.8% ولكن فضل متوسط الاجور الأسبوعية في الارتفاع، وارتفعت الشكاوى من البطالة بما يزيد عن التوقعات وتباطأ معدل نمو أسعار المستهلك.  وعلى الرغم من ذلك لم تكن لهذه البيانات اهمية كبيرة، لأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) كان هو السبب  الأساسي لمرونة الاسترليني.  وبفضل القرار الاخير الذي أصدرته المحكمة العليا في بريطانيا بشان المادة 50، لم يعد المستثمرون يرون بأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) يمثل تهديدًا حقيقيًا.  وسوف تحتاج المحكمة العليا إلى اتخاذ قرار بشأن هذه القضية ولكنها لا ترغب في ذلك قبل العاما لقادم، وكانت هناك تقارير تفيد بان خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) قد يستغرق عامين آخرين.   وقد تسبب هذا في تخفيف الأمر على المستثمرين وعلى البنك البريطاني والذين يرون السياسية الحالية محايدة.   لهذا السبب تواجه أوروبا خطرًا كبيرًا،  ويُقبِل المستثمرون على شراء الباوند مقابل اليورو.   وبالإضافة إلى ذلك فإن عمليات البيع على المكشوف  توضح سبب الانخفاض البطيء في الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD.   وخلال هذا الاسبوع سيكون الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث هو التقرير الاقتصادي الوحيد المقرر الاعلان عنه من بريطانيا.   ولا نزال نتوقع ضعف اليورو/ باوند بريطاني والذي انخفض الى أدنى مستوياته خلال 7 أسابيع بعد ارتداده عن المتوسط المتحرك (SMA) لـ 100 يوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى