هام جدا.. لماذا سيكون سبتمبر شهر حاسم للغاية في سوق الفوركس ؟!!

الاسواق الامريكية مغلقة اليوم  بمناسبة يوم العمل، ولهذا سوف ننتهز الفرصة لتوضيح الأسباب التي تجعل من سبتمبر الجاري شهر هام للغاية بالنسبة لسوق العملات الاجنبية. ليس فقط لأن المستشمرين قد عادوا أخيرا من اجازات الصيف الخاصة بهم وأن أحجام التداول قد تعود إلى مستوياتها الطبيعية فقط، وإنما أيضًا لان هناك بعض الاحداث الهامة التي قد تؤثر بشكل كبير على حركة اسعار العملات. سيتم الاعلان عن قرارات خمسة من البنوك المركزية بخصوص اسعار الفائدة، كما سيتم الاعلان عن تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي. وتعتبر كل هذه الاحداث الاقتصادية في غاية الاهمية وسوف تساعد على التأثير بشكل اساسي على حركة الاسعار في سبتمبر، إلا أن التركيز الاساسي سيكون على الاحداث التالية (مرتبة حسب الأهمية):

1. اجتماع  السياسة النقدية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يومي 18-19 سبتمبر.
2. انتخابات ألمانيا يوم 22 سبتمبر.
3. انتخابات استراليا يوم 7 سبتمبر .
4. ضريبة الاستهلاك اليابانية.
5. سقف الدين الامريكي

يعتبر الحدث الاكثر اهمية خلال هذا الشهر هو اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. كان البنك الكركزي قد اوضح قبل ذلك أنه يخطط لتقليص مشتريات الاصول قبل ان تنتهي فترة ولاية بيرنانكي خلال هذا العام، ولكن نظرا الى انه لم يتبقى سوى اسبوعين تقريبا على الاجتماع القادم للبنك الفيدرالي، فلا توجد توقعات جماعية حول إذا ما سيتخذ البنك الفيدرالي إجراء ما أم لا. وبينما سوف يساعد تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي خلال هذا الاسبوع على توضيح النظرة المستقبلية، إلا أن يبدو وأنه قرار خلال 11 ساعة. وبعديا عن تقرير التوظيف الامريكي، سوف نستمع بعناية شديدة الى تصريحات صناع السياسة النقديةف ي امريكا هذا الاسبوع من اجل الحصول على أي اشارات حول موقفهم تجاه تقليص مشتريات الاصول.  يعتبر تقليص مشتريات الاصول تغير كبير في السياسة النقدية ولن تكون قراراتهم بسيطة. سوف يحتاج البنك الفيدرالي لتحديد مقدر تقليص مشتريات الاصول، والأصول التي سيقومون باستبعاد شرائها وإذا ما سيكون هذا التقليص بداية لسلسلة من الاجراءات المستقبلية. إن الإجاية على كلا من هذه الأسئلة تعتبر حيوية حول كيفية رد فعل الدولار الامريكي. إذا مان البنك الفيدرالي يميل الى حركة أكثر حذرا متضمنة تقليص صغير لمشتريات سندات الخزانة الامريكية، فقد يضعف الدولار الامريكي قليلا بشكل مخيب للآمال، وإن لم يجري البنك الفيدرالي أي تغيير خلال هذا الشهر، نتوقع تراجع كبير في الدولار الامريكي. ولكن إذا كان البنك الفيدرالي يفكر في أن يكون أكثر حدة في إجراءاته وقلل من مشتريات سندات الخزانة الامريكية والسندات المدعومة بالرهن العقاري، فسوف يتسبب هذا في ارتفاع كبير في عوائد السندات الامريكية كما سيرتفع الدولار الأمريكي. وسوف تبدأ المحادثات حول سقف الدين الامريكي في جذب الانتباه واعتمادا على مدى صعوبة سير هذه المحادثات، قد نشهد تقلبات اضافية في العملة الامريكية.

في سوق الفوركس، قد تحجب التطورات السياسية الأضواء عن التطورات الاقتصادية،  وهناك في سوق الفوركس ها الشهر انتخابات عامة في ألمانيا واستراليا. سوف تكون الانتخابات الاسترالية يوم 7 سبتمبر، وفي هذه المرحلة يبدو ان الحزب المعارض في استراليا سوف يفوز، مما قد يجعل حزب العمل يخرج عن سيطرة الحكومة. بالنسبة للدولار الاسترالي، سيكون فوز الحزب المعارض معناه المزيد من الاصلاحات المالية الحادة التي قد تعتبر ايجابية للعملة الاسترالية. وفي ألمانيا سوف يكون الجميع في حالة التأهب القصوى للانتخابات هذا الاسبوع. وسيكون هناك المزيد من الحديث حول اليونان والحاجة لمساعدة مالية أخرى. ولا تعتبر ميركل على ثقة كاملة بالفوز، ولكنها تتوقعه وسوف تكون إعادة انتخابها أمر جيد للعملة الأوروبية.

وأخيرا، لم تقرر اليابان حتى الآن ما الذي ستقوم به بما يتعلق بالضريبة الاستهلاكية. يدعم آبي رئيس الوزراء هذه الضريبة بينما تشعر إدارته بالقلق من أن الاقتصاد قد لا يتمكن من التعامل معها. تعتبر البيانات الاقتصادية في الآونة الأخيرة جيدة ولكن سوف يكون الناتج المحلي الاجمالي للربع الثاني يوم 9 سبتمبر عامل حيوي بالنسبة لقرار الحكومة اليابانية. إذاسجل هذا التقرير قراءة ايجابية فسوف يعتبر المستثمرون أمر ايحابي لأنه يثبت ان الحكومة تسير في الطرق الصحيح للوصول الى  الاهداف الخاصة بتقليل العجز. ولكن إن قرروا إقرار الضريبة فسوف يكون هذا ايجابي للاسهم اليابانية والدولار الامريكي/ ين ياباني ولكنه قد يؤذي معدلات  ثقة المستثمر وقد يؤدي الى ضعف الوضع المالي الياباني.

سيكون شهر سبتمبر زاخر بالاحداث ونش بالنسبة للاسواق المالية، وبالتالي نتوقع ان يكون هناك المزيد من النشاط في حركة الاسعار والتي قد تؤدي الى اختراقات هامة  من العملات لمستويات فنية هامة.