موقف تجار الفوركس قبل اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية
دخل اجتماع السياسات النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي يومه الثاني، ومن المقرر أن يصدر البنك قراره في تمام الساعة 12:15 بتوقيت جرينتش يوم الأربعاء. وعلى ضوء ضعف الدولار الطفيف اليوم، لا ينتظر المستثمرون تعليقات تدعم تضييق السياسة النقدية أو متفائلة من البنك المركزي. وكان الاقتصاد الأمريكي قد شهد منذ آخر اجتماع للسياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي موجات متعاقبة من التحسن والتدهور. وقد انخفضت مبيعات التجزئة على سبيل المثال للشهر الثالث على التوالي في يونيو، ولكن النمو في الناتج المحلي الإجمالي أظهر قراءات أقل من المتوقع، وجاء النمو في الوظائف شحيحًا للغاية، فيما ظلت الضغوط التضخمية بلا تغيير. ولن تصدر معظم التقارير الاقتصادية المهمة والتي تشمل مؤشر القطاع الصناعي الصادر عن المؤسسة الأمريكية لإدارة الدعم ISM وتقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي إلا يوم اجتماع الاحتياطي الفيدرالي أو بعده بيوم. وعندما تحدث بيرنانكي في وقت مبكر من هذا الشهر، قال بأنهم كانوا يحاولون الخروج بتقدير لما إذا كان غياب الزخم في الاقتصاد سيكون مستمرًا، ولسوء الحظ لم تكن هناك أسباب كافية لتليين موقفهم بشكل أو بآخر.
ومنذ بداية الأسبوع، شهدنا قدرًا قليلاً من التذبذب في العملات الرئيسية، وهو ما يدلنا على أن المستثمرون لا يتوقعون الكثير من إعلان لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC يوم الأربعاء، خاصة وأن عوائد السندات اليوم في أوروبا قد استقرت. ولم يعد الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي واقعان تحت ضغوط لاتخاذ أي قرارات مندفعة. ويعطي الاستقرار الحديث للاحتياطي الفيدرالي ترف الوقت، بما يتيح لهم تأجيل مناقشة الجولة الثالثة من التيسير الكمي لعدة أسابيع أخرى. ويعد الاجتماع في سبتمبر أكثر أهمية، وبات علينا أن نعلم ما إذا كانت الجولة الثالثة من التيسير الكمي ستكون أحد الاعتبارات المهمة في مناقشات الاحتياطي الفيدرالي عندما يجتمع مسئولو البنك في «جاكسون هول» لقعد قمتهم الاقتصادية السنوية في أواخر أغسطس. وفي هذه الأثناء، لا نتوقع تغيرات كبرى في بيان اللجنة. وسوف يكرر الاحتياطي الفيدرالي تعهداته بإبقاء أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة بشكل استثنائي خلال العامين المقبلين، وسيواصل تحذيره بأن بوسعه “اتخاذ المزيد من الإجراءات على ضوء ما تستدعيه الظروف لدفع التعافي الاقتصادي وتحقيق التحسن المستدام في سوق العمالة”.
وقبل أن يصدر الاحتياطي الفيدرالي إعلانه بخصوص السياسات النقدية، سوف يصدر تقرير التغير في الوظائف عن معهد ADP وأرقام مؤشر القطاع الصناعي الصادر عن المؤسسة الأمريكية لإدارة الدعم ISM. وكان معهد ADP قد أبلى بشكل سيء في متابعة تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي بيد أن أهمية التقرير لهذا الأسبوع ستعني أن جميع الأعين ستكون متركزة على هذا التقرير. إذا تباطأ النمو في وظائف القطاع الخاص على نحو ما يتوقع الاقتصاديون. سوف يبدأ المستثمرون في التساؤل عما إذا كان بيانات تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي ستشير لأدنى من 100 ألف للشهر الرابع على التوالي. ويشير التحسن في قراءات أنشطة التصنيع في شيكاغو وفيلادلفيا ونيويورك إلى قراءة قوية مرتقبة في مؤشر القطاع الصناعي للمؤسسة الأمريكية للدعم. وقد نما الدخل الشخصي بنسبة 0.5% في يونيو، وذلك مقابل 0.3% في الشهر السابق، فيما ظل الإنفاق الشخصي ثابتًا. ومع اتجاه الأمريكيين لتقليل النفقات وزيادة المدخرات، ارتفعت مدخراتهم الشخصية إلى مستوى 4.4% في الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى للادخار منذ ديسمبر. وتظل الضغوط التضخمية ثابتة بدون تغيير تقريبًا، حيث ارتفع مؤشر معامل انكماش نفقات الاستهلاك الشخصي PCE Deflator بنسبة 0.1% فقط.