في سوق الفوركس.. لا مكان للاختباء!!
في سوق الفوركس.. لا مكان للاختباء!!
كانت جلسة التداول متقلبة للغاية مع بداية هذا الاسبوع، حيث ارتفعت العملات الأساسية في البداية مقابل العملة الامريكية مع انخفاض عوائد السندات الامريكية، ثم انعكس مسار هذه العملات مع افتتاح جلسة تداول لندن بعد ان دفعت البيانات الاقتصادية الأسوأ من التوقعات والتي صدرت من أوروبا بالباوند البريطاني و اليورو إلى ادنى المستويات خلال جلسة التداول.
وفي أورومبا، بدأ المعارضون في فرنسا في إشارة القلق بين المستثمرين في الأسواق المالية، حيث أن ثاني أكبر اقتصاد في قارة أوروبا معرض لخطر التباطؤ الحاد نتيجة لانعدام الاستقرار خلال الاسابيع القليلةا لماضي. فما بدأ كنوع من الإحتجاج على ضريبة الوقود تحول إلى حركة احتجاج عامة تهدد الوضع السياسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لم يتمكن حتى الآن من قمع الاضطرابات.
وقد أدت هذه الأخبار إلى تضرر معدلات ثقة المستثمر حيث انخفض مؤشر “سينكس” الخاص بقياس ثقة المستثمر إلى مستوى -0.3 مقابل التوقعات بقراءة + 8.3. وتعتبر هذه أخبار سيئة بالنسبة للقارة بشكل عام، خاصةً إذا استمر البنك المركزي الأوروبي (ECB) في طريقه بإنهاء برنامج التسهيل الكمي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الانكماش في الطلب من خلال تضييق الائتمان في أسوأ وقت ممكن. وقالت “كريستين لاجارد” مديرة صندوق النقد الدولي في الأجازة الأسبوعية انها كانت كتأكدة من أن هذه الاحتجاجات سيكون لها تأثير اقتصادي ، وقد تؤدي وجهة النظر هذه إلى دفع زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EURUSD تحت مستوى 1.1400 مع مرور يوم التداول.
وفي الوقت ذاته تأرجحت حركة تداول الباوند البريطاني بعد ان جاءت أخبار عن أن محكمة العدل الأوروبية ستسمح بإلغاء المادة 50 ، لكن لم يستمر تأثير هذه الأخبار الجيدة ، لأنه سرعان ما انكرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أي رغبة في القيام بذلك. وتواجه السيدة ماي هزيمة ساحقة في البرلمان البريطاني في حال عدم حصولها على موافقة البرلمان على الإتفاق الخاص بعملية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)، على الرغم من عدم وجود شيء مؤكد . وتشير اغلب التوقعات إلى أنه في حالة التصويت بالرفض بمقدار 100 صوت أو أكثر فسوف تكون هذه إشارة هبوطية للباوند البريطاني بينما إذا كان الرفض بمقدار 20 صوت أو أقل فسوف تكون هذه إشارة صعودية للباوند البريطاني لأن هذا سيضع ضعطًا على أعضاء البرلمان للتصديق على الصفقة في تصويت ثانٍ وإلا فإنهم سيواجهون تهديدًا باتخاذ الطريق الصعب لتنفيذ إتفاقية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit).
في الوقت ذاته، استمرت البيانات البريطانية في التدهور، حيث صدرت بيانات الميزان التجاري و الإنتاج بقطاع الإنشاءات وإنتاج المصانع وجاءت بنتائج جميعها أقل من التوقعات، حيث استمرت المخاوف بشان خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) في الضغط على القطاع الصناعي في بريطانيا. ولم يكن هناك رد فعل في البداية من الاسترليني تجاه هذه الاخبار، ولكنه انخفض منذ ذلك الحين إلى مستوى 1.2700 قبل افتتاح جلسة تداول نيويورك.
وفي ظل غياب البيانات الاقتصادية في جلسة التدال الامريكية اليوم، قد تستمر حركة السعر المتقلبة خلال بقية يوم التداول، ولكن يبدو أن الأخبار الصادرة من أوروبا لا تزال تضغط على كل من اليورو والباوند البريطاني وقد يستمر الضغط لمحاولة اختراق ادنى المستويات التي سجلاها خلال الاسابيع الأخبرة وذلك عند 1.2658 في الباوند البريطاني و قد يخترق اليورو للأسفل مستوى 1.1400 مرة اخرى.