جلسة تداولات لندن: هل ثمة سبيل لإنقاذ اليورو؟
ثمة مجموعة من الموضوعات تشغل بال المتعاملين في يوم الجمعة الهادئ. وأول هذه الموضوعات هو قضية منطقة اليورو بعد أن عادت أخبار المخاطر تتصدر الأنباء وبنزعة انتقامية هذه المرة. فبداية، كانت هناك المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» التي قالت أن ألمانيا والبنك المركزي الأوروبي ECB على اتفاق وأنهما يقفان على جانب واحد، وهو ما جعل المضاربون على ارتفاع اليورو يتنفسون الصعداء. كما قالت المستشارة الألمانية بأن ألمانيا تسعى لحل طويل الأمد لأزمة الديون السيادية، وذلك خلال جولتها إلى كندا. ولكن «ميركل» ليست بزعيمة أوروبا، ومن فإن رأيها لا يمثل بالضرورة رأي الأغلبية. وقد خرج المسئولون الفنلنديون اليوم يتحدثون عن احتمال خروج اليونان من الاتحاد، وهو تصريح قد يبدو مناقضًا لحالة المعنويات الإيجابية التي بثتها ميركل.
أين موقع المركزي الأوروبي من الأحداث؟
رغم ما تمتع به اليورو من مرونة لا بأس بها هذا الأسبوع، وتعافي سوق سندات دول الأطراف (حيث جاءت عوائد السندات الأسبانية لأجل 5 سنوات أقل من متوسطها المتحرك لفترة 100 يوم عند 5.4%، وتواصل تراجع عوائد السندات لأجل 10 سنوات من 7% لتصبح حاليًا أقل من 6.5%)، فلا نزال أمام قطعة مفقودة من البازل – حيث لم يوضح المركزي الأوروبي بعد موقفه، ولم يبد بعد استعداده لإجراء جولة إقراض إذا ما وصلت الأمور إلى حافة الهوية. حيث قال البنك أنه لن يقدم لأسبانيا ولا لإيطاليا ولا لغيرها المزيد من المساعدات لحين أن توقع هذه البلدان على طلب حزم إنقاذ ووثيقة التزام بأهداف الدمج المالي الرسمية – أي لا مساعدات لحين أن يكون المركزي الأوروبي صاحب قرار في الميزانيات الوطنية للدول الأعضاء. وقد قالت ميركل يوم الخميس أنها متفقة مع ««دراجي»» والمركزي الأوروبي، ولكن لا يزال أمام أسبانيا أن تطلب حزمة إنقاذ سيادية رسمية (خلافًا لحزمة الإنقاذ المصرفي) وتبدو أقل رغبة في التخلي بسهولة عن سيادتها على ميزانيتها لصالح بروكسل. وعليه، كلما هبطت عوائد سنداتها كلما صارت أقل رغبة في التقدم بطلب حزمة إنقاذ رسمية وكلما تراجع احتمال قيام المركزي الأوروبي باتخاذ خطوة لحل هذه الأزمة وارتداءه لعباءة الدعامة المالية لكتلة العملة الموحدة. قد يبدو هذا غريبًا ولكنه الواقع..
وقد يطيح هذا بحركة ارتفاع اليورو طويلة الأجل، ويجعلها حساسة إزاء عمليات البيع المكثفة، أضف إلى ذلك أن المؤشرات الفنية تدل على أن حركة الارتفاع هذه قد تكون مؤقتة. وربما يكون سوق العملات الأجنبية في حالة شراء لليورو، ولكن ليس بكميات كبيرة، والمضاربون على ارتفاع اليورو ليس لديهم أمل بوصول زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD لأعلى من مستوى 1.2450 قريبًا، وبشكل يجعل من غير المحتمل إجراء الاحتياطي الفيدرالي لمزيد من التيسير الكمي في اجتماعه في سبتمبر.
الدولار الأمريكي USD
أما الموضوع الثاني المهيمن على معنويات السوق فهو استجابة الدولار الجيدة إزاء البيانات الاقتصادية الطيبة. وقد ارتفع الدولار مقابل كافة العملات يوم الثلاثاء، بعد أنباء قوية عن مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يوليو. ثم صعد الدولار بنسبة 0.4% مقابل كافة العملاء وكان أعلى بنسبة 0.5% مقابل اليورو. لذا، فلننتظر مؤشر ثقة جامعة ميتشجان لشهر أغسطس ، والمقرر أن يصدر في تمام الساعة 14:55 حسب التوقيت الصيفي البريطاني/09:55 حسب توقيت الساحل الشرقي اليوم. ومن المتوقع أن يهبط إلى 72.2 مقابل 72.33 – وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2011. أما إذا ما فوجئنا بحركة صعودية في مؤشر ثقة المستهلكين، فقد يكون للدولار ردة فعل إيجابية قوية ويكون زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD هو المتضرر.
الدولار الأسترالي AUD:
كان الدولار الأسترالي AUD قد هبط بشكل كبير بعد أن تخلت وزارة المالية الأسترالية عن فكرة التدخل في الأسواق لإضعاف زوج الدولار الأسترالي /الدولار الأمريكي AUD/USD (ومع ذلك، فإنهم يناقشونها بحيث لا تستبعد الأسواق إمكانية إجراء بعض التدخل إذا وصلت الأمور مرحلة معينة مستقبلاً) . وقد هبط بمقدار 100 نقطة عند إعلان وزارة المالية، ولم يستطع تعويض خسارته بعد إشاعات بقيام بعض البنوك الأسترالية الكبرى ببيع عملتها المحلية. وعند أدنى من مستوى 1.0460 سينفتح المجال أمام حركة نحو 1.0280- وحيث يتلاقى المتوسط المتحرك البسيط لكل من 100 يوم و 200 يوم، وهو ما قد يشكل منطقة دعم كبرى. وعلى المدى الأقصر، أتطلع إلى حدوث تعافي مرة أخرى نحو مستوى 1.0460-10.470 قبل أن يقفز على خلفية عملية بيع، حيث يدلنا خط الماكد قصير الأجل إلى أن الزوج في حالة بيع مبالغ فيه حاليًا. وتأتي الخلفية الأساسية أقل دعمًا للدولار الأسترالي عما كانت عليه مؤخرًا لأسباب هي 1) ستظل لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC في حالة تمسك بموقفها بدلاً من دعم التيسير الكمي. 2) مخاوف المسئولين الأستراليين بشأن قوة الدولار الأسترالي AUD.
زوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY
ألمحت الحكومة اليابانية يوم الجمعة إلى إمكانية طرح المزيد من الحوافز لمواجهة الانكماش. ورغم أن الحكومة تبدو على قناعة بأن الاقتصاد سينمو بشكل جيد خلال باقي شهور السنة الحالية وخلال 2013، إلا أنها قد تقوم بإنشاء ميزانية ثانوية لدفع الاستثمارات في مناطق نمو جديدة كالتكنولوجيا الخضراء لضمان المحافظة على زخم الاقتصاد. وتأتي هذه التعليقات ذات محايدة الأثر على الين، ولكن الين يظل أسوأ العملات أداء هذا الأسبوع من بين كافة العملات الرئيسية. وسوف تتحدد التحركات المستقبلية للين بناء على قرارات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، وعوائد أذونات الخزانة الأمريكية.
ومع مراقبة زوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY والفارق بين عوائد السندات الحكومية اليابانية والأمريكية لأجل 10 سنوات. وقد تحرك الفارق لصالح السندات الأمريكية، وقد تبعه صعود زوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY. وبالتالي فعلينا متابعة هذا الفارق لنعرف اتجاه أسعار هذا الزوج على المدى المتوسط. وفي حالة الارتفاع فوق مستوى 79.30 –فقد يعود السعر الى المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم والذي يقع الان عند مستوى 79.60 – وهي قمة سحابة إيشيموكو، والتي تشكل بداية اتجاه صعودي ، ثم نحو مستوى 80.00 – وهي منطقة مقاومة كبيرة.