توقعات بتحسن قراءة مبيعات التجزئة الامريكية اليوم، هل تتحقق؟!!
على مدى الأسابيع الأربع الماضية، عانى الدولار الأمريكي مقابل العملات الثلاث الأكثر تداولا في العالم – اليورو، الجنيه الاسترليني والين الياباني. على الرغم من نمو الوظائف الأقوى من التوقعات في أمريكا، أدى استمرار تعافي الاقتصاد في الولايات المتحدة بالعديد من المستثمرين للتساؤل عما إذا كان البنك الفيدرالي يخطط لتقليص مشتريات الاصول قبل الأوان. وقد سمعنا من العديد من رؤساء البنك الفيدرالي تصريحات تدل على دعمهم لتخفيض برنامج مشتريات الأصول، ولكن بدلا من أن يشهد الدولار الامريكي ارتفاعا، تعرض للبيع مع الاسهم الامريكية. وكان السبب وراء انخفاض الدولار الامريكي والاسهم هو ما أصاب المستثمرين من قلق من أن الشركات الامريكية والاقتصاد الامريكي سوف يعانون جراء تخفيض معدلات التحفيز الاقتصادي من البنك الفيدرالي إذا ما قام باتخاذ خطوة تقليص التسهيل الكمي. ولكن إن كان الاقتصاد الامريكي قويا بحق، فإن الحديث عن تقليص برنامج مشتريات الاصول لا بد وأن يكون له تأثير ايجابي على الدولار الامريكي، لأن هذا سيكون معناه ان الاقتصاد الامريكي مجهز ومهيأ بشكل جيد للتعامل مع خفض برنامج مشتريات الاصول وخفض معدلات التحفيز الاقتصادي من البنك الفيدرالي. وهذا هو السبب وراء أهمية تقرير مبيعات التجزئة المقرر صدوره بعد قليل خلال التداول اليوم. إذا أظهرت هذه البيانات أن نمو الوظائف الأقوى من التوقعات تمت ترجمته إلى قوة إنفاق المستهلكين، يمكن أن يساعد هذا على تعافي الدولار الامريكي، وارتفاع الاسهم.
ومع ذلك، فإن إنقاذ الدولار الامريكي سوف يحتاج الى ارتفاع في مبيعات التجزئة الامريكية بنسبة تزيد عن 1.5% أو أن يسجل أعلى ارتفاع له خلال 3 سنوات. بينما لدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأنه من المحتمل ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي في شهر مايو استنادا إلى التقارير التي صدرت من المجلس الدولي لمراكز التسوق وسجل جونسون الأحمر (جونسون ريد بوك) والتي جاءت بأرقام قوية، إلا اننا لسنا متأكدين ما إذا كان هناك ما يكفي من الزخم في اقتصاد الولايات المتحدة لدفع مثل هذه الزيادة الكبيرة في معدل الإنفاق، ولكن مرة أخرى لا تعتبر القراءة القوية من مبيعات التجزئة الامريكية اليوم أمر غير محتمل على الاطلاق، لان الاسهم الامريكية قد سجلت خلال شهر مايو رقما قياسيا كما أن تنامي معدلات الثروة المالية قد تدعم معدلات الإنفاق الاستهلاكي. سوف تلعب مبيعات التجزئة الأمريكية دورا كبيرا في الطريقة التي يتحرك بها الدولار الأمريكي وسوق العملات الأجنبية بشكل عام اليوم الخميس و بالإضافة الى هذا التقرير، لدينا أيضا تقرير طلبات إعانات البطالة الأسبوعية والتي من المتوقع أن تظل منخفضة.
في هذه الأثناء ، كانت اسعار معظم أزواج العملات الرئيسية قد ارتفعت، مرتدة للأعلى أو مستقرة بعد فترة من الانخفاض في الفترة الأخيرة، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى تدابير دفاعية من جانب البنوك المركزية في الأسواق الناشئة. فبينما تراقب البنوك المركزية للمجموعة العشرة التقلبات في أسواق العملات و الأسهم والسندات من بعيد وبدون اتخاذ إجراءات أو قرارات جديدة، ظهرت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة بعدد من الإجراءات. فقد رفعت اندونيسيا أسعار الفائدة بمقدار 2 نقطة أساس لتعزيز الروبية، الذي انخفض ما يقرب من 5٪ خلال ال 12 شهرا الماضية. وقررت بولندا أن تتدخل مباشرة في سوق العملات لدفع عملتها الزلوتى للانخفاض أمام اليورو للمرة الأولى في عامين، وقدم البنك المركزي في تركيا سلسلة من التدابير لتضييق السيولة بهدف تهدئة التقلبات. وقاموا بعقد خمس مزادات بقيمة 50 مليون دولار للتدخل مباشرة في سوق الصرف الأجنبي. وقد أدركت هذه البنوك المركزية أخيرا أنها لا يمكن مجرد الجلوس والانتظار من اللاعبين الكبار اتخاذ إجراءات – وأن عليهم اتخاذ مصيرهم بأيديهم و السيطرة على التقلبات في أسواقها المحلية.