الدولار يمتد في خسائره.. فما هي توقعات هذا الأسبوع؟!
الدولار يمتد في خسائره.. فما هي توقعات هذا الأسبوع؟!
تعرض الدولار الأمريكي لضغوط بيع كبيرة خلال الأسبوع الماضي مع اختراق الدولار الأمريكي مستويات الدعم الرئيسية مقابل الين الياباني واليورو والجنيه الإسترليني والعملات الأخرى. وعلى الرغم من أن التقارير الاقتصادية الأضعف قد لعبت دورا رئيسيًا في تراجع الدولار، إلا أن ما تسبب فيه الرئيس الامريكي دونالد ترامب من اضطراب سياسي كان هو السبب الحقيقي للانخفاض الحاد للدولار. أثار التحقيق فى العلاقات بين حملة ترامب الرئاسية والنفوذ الروسى الحديث عن وجود اتهام. وفي حين أن هذا قد يكون مفيدا بالنسبة للبعض، إلا التأثير الحقيقي سيكون على قدرة الرئيس على الاستمرار في سياساته المؤيدة للنمو وحينها سيصبح التداول المعتمد على السياسة تدولاً أكثر اعتمادا على الاقتصاد.
ارتفع الدولار الأمريكي بشكل حاد منتصف أبريل إلى منتصف مايو مع احتمالية رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو، لكن وجهات نظر البنك المركزي التي تميل إلى السياسة النقدية الضيقة تعتمد على ترامب من خلال خطط خفض الضرائب والإنفاق. و إذا تلاشى التفاؤل وزادت الشكوك، قد يحتاج البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التخلي عن رفع أسعار الفائدة الشهر المقبل، وذلك عندما يتم الخروج عن صفقات شراء الدولار الأمريكي. و لا نقول أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يغير من أسعار الفائدة الشهر المقبل، ففي الواقع يميل البنك بشدة الى تضييق السياسة النقدية ولكن يشكل هذا خطرا كبيرا على الدولار. وحتى لو رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الشهر المقبل، فإن الدولار الامريكي قد يواجه صعوبات إذا ما عبّر البنك عن وجود شكوك حول التغييرات المستقبلية في اسعار الفائدة. لذلك عندما يتعلق الأمر بالسياسة أو الاقتصاد الأمريكي – فسيكون هو نفس التداول في الوقتع لأن الانتعاش الجاري في الاقتصاد، وبالتالي رفع أسعار الفائدة في المستقبل يتوقف على السياسات المؤيدة للنمو التي تعتبر الآن في خطر بسبب مشاكل ترامب. ويمكنه أيضا “إنقاذ” الدولار من خلال الذهاب إلى الكونغرس وإعلان خطط السياسة مسبقا – وهو أمر لم يسبق له مثيل ولكن هذا هو الحال مع الكثير من أعمال الرئيس. وخلال هذا الاسبوع سيتم الاعلان عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) ، والقراءات المعدلة لمعدل الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، وبيانات الإسكان، والميزان التجاري من الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المحتمل أن يميل محضر اجتماع البنك الفيدرالي الى تضييق السياسة النقدية إلى جانب التصريحات من 5 رؤساء للبنك الفيدرالي، وبالتالي قد يرتفع الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY فوق مستوى 112.
ارتفع اليورو إلى أعلى مستوياته خلال 6 أشهر في أعقاب ضعف الدولار الأمريكي. وعلى الرغم من تراجعه قليلا مع نهاية الاسبوع، إلا أن الاتجاه الصعودي لا يزال كما هو حيث تمكن هذا الزوج من الصمود فوق مستوى 1.10. وقد مر حتى الىن 4 أسابيع منذ أن ارتفع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD من مستوى 1.0730 الى 1.0880 مكوّنًا فجوة سعرية، وطالما ان هذا الزوج صامد فوق هذه المستوياته ، كلما ظلت هذه الفجوة السعرية بدون اغلاق. وعلى جانب اليورو، تراجعت المخاوف من المخاطر السياسية في فرنسا وألمانيا مع مع انتصار حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي . كانت البيانات الاقتصادية خلال الاسبوع الماضي جيدة – فقد ارتفعت ثقة المستثمرين الألمان بقوة في شهر مايو، وبلغ الفائض التجاري لمنطقة اليورو أعلى مستوى له في 3 أشهر ولم تكن هناك قراءات معدلة للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول في منطقة اليورو ومؤشر أسعار المستهلك الفرنسي. حتى ان مايو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) قد اعترف بأن تعافي اقتصاد منطقة اليورو أصبح أكثر مرونة وانتشارًا. كما تلقى اليورو مساعدة من سبريد عوائد السندات الالمانية- الامريكية، والذي ارتفع للأعلى بحدة في الأسبوع الماضي. وخلال هذا الاسبوع، سوف يبقى اليورو تحت دائرة الضوء حيث سيتم الاعلان عن تقرير تقرير IFO الألماني ومؤشرات مديري المشتريات لشهر مايو . من بين جميع الاقتصادات الرئيسية، تعتبر منطقة اليورو هي واحدة من الاقتصاديات التي سيصدر عنها تقارير هامة وبالتالي متوقع ان تكون هناك حركة كبيرة في اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD هذا الاسبوع. و لا نزال نبحث عن اختراق مؤكد لمستوى 1.12 ولكن إذا انخفض اليورو / دولار تحت 1.10، يصبح الأرجح هو حدوث تصحيح أعمق.
أما بالنسبة للإسترليني، فقد كسر زوج العملة الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD مستوى 1.30 للاعلى وهو مستوى مهم من الناحية النفسية والفنية. ولا يزال الاختراق السعري يحتاج إلى أن تجاوز مستوى 1.3050 لإقناع البائعون بأن الخطوة التالية ستكون هي الوصول إلى مستوى 1.32. على الرغم من أن بنك انجلترا استبعد أي رفع في سعر الفائدة في المستقبل المنظور ، إلا أن البيانات الاقتصادية كانت جيدة جدًا مما ساعد على تخفيف مخاوف السوق. فقد ارتفع الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 2.3٪ في شهر أبريل، ليتجاوز توقعات السوق التي كانت عند 1.1٪. وعلى أساس سنوي، ارتفع الإنفاق بنسبة 4٪ وهي أقوى وتيرة ارتفاع في 5 أشهر. وباستثناء السيارات الغاز ، كان الاستهلاك قويا جدا حيث جذب الطقس الحار المتسوقين إلى المتاجر. وارتفعت الأجور، وارتفع معدل التضخم وانخفض عدد الأشخاص الذين يطالبون باستحقاقات البطالة في أبريل بالمقارنة مع شهر مايو. في حين أن بنك انجلترا قد لا يكون مستعدا لرفع أسعار الفائدة، سوف يتلاشى ميله الى تسهيل السياسة النقدية تدريجيا من عقول المستثمرين إذا استمرت البيانات في التحسن. ولا توجد تقارير اقتصادية هامة من المملكة المتحدة هذا الأسبوع المقبل باستثناء القراءات المعدلة لمعدل الناتج المحلي الإجمالي ولكن من الجدير بالذكر أنه لا تتم مراجعة قراءة الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة عموما. ونظرا لنقص بيانات المملكة المتحدة، قد يكون من الضروري حدوث انخفاض حاد في عائدات الولايات المتحدة لإعادة هذا الزوج إلى 1.32.