الدولار لم يحصل على دعم من محضر الاجتماع الفيدرالي، واليورو يعاني من ضعف البيانات الاقتصادية
لم يحصل الدولار الامريكي على الكثير من الدعم من محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الذي صدر يوم أمس أو من شهادة بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي. ولم يكن هذا بسبب ان البنك المركزي لم يتحدث عن تقليص برنامج مشتريات الأصول، بل على العكس تماما فقد أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة انه كان هناك نقاش وافي عن هذا الموضوع. وكانت المشكلة التي ادت الى عدم دعم الدولار الامريكي هي تباعد وجهات النظر في الاجتماع الاخير للبنك المركزي. وبينما قال بيرنانكي ان البنك الفيدرالي يمكنه البدء في تقليص برنامج مشتريات الاصول في عام 2013 وإنهاء هذا البرنامج كلية في عام 2014، إلا أن الملاحظات من الاعضاء الفيدراليين قد أظهرت عدم توافق مع تصريحات بيرنانكي. وكشف محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة انه يوجد العديد من المسؤولين قد أرادوا رؤية ارتفاعات في معدلات العمالة قبل البدء في تقليص برنامج مشتريات الاصول، وجاء الارتباك عندما رأى البعض انه لا بد من إنهاء نصف مشتريات الاصول هذا العام بينما رأى العديد من الاعضاء الاخرين ان يستمر برنامج مشتريات الاصول حتى عام 2014. ويظهر هذا التباين في الآراء اختلافا بين اعضاء الفيدرالي أكثر من كونه اتفاقا. وبقراءة ما بين السطور، فإن هناك عدد جيد من صانعي القرار في البنك الفيدرالي الذي يرغبون في بدء تقليص برنامج مشتريات الاصول هذا العام، وإنهاءه تماما مع شهر ديسمبر، ولكن يوجد أيضا عدد جيد من الاعضاء الفيدراليين الذين يرغبون في الاستمرار في البرنامج حتى عام 2014. وبالتالي فإن الحل الوسط قد يكون هو ما وصفه بيرنانكي في الاجتماع الاخير، والذي سيكون ببدؤ عملية تقليص مشتريات الاصول هذا العام والإبقاء على جزء منه ثم إنهاءه تماما عام 2014، وحينها سيكون هناك دليل على قوة تعافي سوق العمل الامريكي.
لا نزال نعتقد أن البنك الفيدرالي سوف يبدأ في تقليص برنامج مشتريات الاصول في سبتمبر. وفي حديثة في بوسطن، لم يخرج بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي في حديثه عن تذكير السوق بان السياسة النقدية ستكون متكيفة بدرجة عالية في المستقبل المنظور وأن رفع سعر الفائدة لن يأتي إلا بعد أن يسجل معدل البطالة مستوى 6.5%. ولسوء الحظ، لم يحصل الدولار الامريكي على إشارة واضحة من البنك الفيدرالي حول توقيت تقليص برنامج مشتريات الاصول والذي يحتاجه للامتداد في ارتفاعاته. وبالتالي تعرض الدولار الامريكي على عمليات جني الارباح، والذي ادى الى انخفاضه الى ما دون مستوى 100 مقابل الين الياباني، وارتفاع اليورو/ دولار أممريكي بالقرب من 1.30 مقابل اليورو. وبينما نرى ان تراجع الدولار الامريكي هو تراجع مؤقت، الا ان قلة وجود اي حافز في بقية الاسبوع قد يكون معناه تعرض الدولار الامريكي لمزيد من عمليات جني الارباح او الخسائر للدولار الامريكي.
اليورو EUR
ارتد اليورو للأعلى مقابل الدولار الامريكي بسبب ضعف البيانات الاقتصادية. وقد انخفض الإنتاج الصناعي الفرنسي بنسبة 0.4% في مايو بينما انخفض الانتاج التصنيعي بنسبة 0.8% واتسع العجز في الحساب الجاري الى -4.1 مليار من -2.8 مليار. وتعتبر هذه الارقام سيئة كما كان الحال بالنسبة للتقارير الاقتصادية التي صدرت من ألمانيا في وقت مبكر من هذا الاسبوع. وبينما ارتفعت عوائد السندات لللأعلى وظلت الاسهم الأوروبية بدون تغيير، فقد يتجاهل المستثمرون تدهور البيانات الاقتصادية. وكان البنك المركزي الاوروبي قد جعل من الواضح انه على استعداد لزيادة التحفيز الاقتصادي إذا ما تباطأ معدل النمو الاقتصادي أكثر في منطقة اليورو. وتبدأ الآن في رؤية ما يدل على هذا، وعلى الرغم من انه لا يزال منا لمبكر الحكم على هذا، إلا أننا نراقب الأوضاع عن قرب لنرى إذا ما ستسوء الامور. إذا جاءت بعض البيانات الاقتصادية بمفاجآت سلبية، فقد يبدأ البنك المركزي الاوروبي في إعداد السوق لقطع آخر في سعر الفائدة أو برنامج جديد من عمليات التمويل طويلة الأجل (LTRO). يستمر اليورو/ دولار أمريكي في الصمود فوق مستوى الدعم الاساسي عند 1.2746. ونعتقد ان الأمر مجرد مسألة وقت قبل ان يخترق السعر مستوى الدعم المذكور، ممهدا الطريق للانخفاض الاقوى الى مستوى 1.25.