البيانات البريطانية أفضل من التوقعات، فهل يكون البنك البريطاني أول من يرفع سعر الفائدة؟!!
جاءت البيانات الاقتصادية البريطانية مرة أخرى افضل من التوقعات مما دفع الباوند البريطاني الىا على المستويات خلال جلسة التداول فوق مستوى 1.6600 في جلسة لندن الصباحية. وقد سجلت معدلات الشكاوى من البطالة البريطانية قراءة -34.6 ألف وهي قراءة افضل من التوقعات عند -25 ألف، حيث تراجعت معدلات البطالة أكثر. وكانت القراءة السابقة قراءة أفضل من القراءة الأسبق، حيث سجلت القراءة السابقة مستوى -33.9 ألف مقابل القراءة السبق عند -27.6 ألف. وظل معدل البطالة مستقرا عند مستوى 7.2%.
وبشكل عام، كان هذا تقرير ايجابي آخر بعد رتفاع متوسط الأجور بنسبة 1.4% مقابل التوقعات بنسبة 1.3%. يستمر ارتفاع الاجور في إبطاء ارتفاع التضخم إلا أن كلا المؤشرين يتحركان في اتجاه واحد مع ارتفاع في الأجور بينما يستمر التضخم في الانخفاض. وتقدم هذه الآلية دعم للمشتري الباوند البريطاني والذي يضاربون على ان البنك البريطاني سوف يكون البنك المركزي الاول بين البنوك المركزية في المجموعة السبعة الذي يرفع سعر الفائدة خلال ما يزيد عن 5 أعوام.
وقد كشف محضر اجتماع البنك البريطاني اليوم عن القليل من المعلومات وقال البنك المركزي أن آخر النتائج عن الناتج المحلي الإجمالي تدل على معدل نمو متوازن. ولكن ظل صناع السياسة على مخاوفه بشأن تأثير قوة الباوند البريطاني على الاقتصاد البريطاني. وشعر بعض أعضاء لجنة السياسة النقدية أنه هذا قد يكون له تأثير تضخمي على الأسعار، مما يقوي من الحاجة لرفع اسعار الفائدة على المدى القصير.
والحقيقة ان النقاش حول قوة الاسترليني قد هدأت من الآراء المعتمدة على المضاربة بعد الإعلان عن محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية، وتوقف هذا الزوج عند مستوى 1.6630، حيث قام التجار على امدى القصير بجني أرباح سريعة من هذه الحركة. ولا يرغب المسؤولين في البنك البريطاني بشكل واضح في رؤية قوة العملة، ولكن كما حدث مع اقرانهم في نيوزلندا، قد يقوموا باتخاذ إجراء بشأن سعر الفائة في وقت اقرب من التوقعات إن استمر أداء الاقتصاد بالمعدل الحالي. وفي حالة تأخير تضييق السياسة النقدية لفرة طويلة جدا فقد يكوّن هذا أساس لفقاعة أخرى في القطاع العقاري، مع توابح أكثر حدة.
وفي الوقت ذاته، سيتحول تركيز التجار في الجلسة الامريكية اليوم إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث ستعقد جانيت يلين أول مؤتمر صحفي لها كرئيس للبنك الفيدرالي. ومن المعروف ان يلين تميل الى تسهيل السياسة النقدية، ولكنها قد التزمت بخط ثابت فيما يتغلق بإجراءات السياسة النقدية مما يدل على ان برنامج تقليص مشتريات الاصول من البنك الفيدرالي سوف يستمر وفقا للجدول الزمني المقرر له.
وفي ظل قوة بيانات العمل الامريكية فلا يوجد سبب للتفكير في أنها ستغير من لهجتها في مؤتمر اليوم الصحفي. وحتى التوترات الجيوسياسية الأخيرة قد لا يكون لها تأثير كبير على السياسة النقدية في البنك الاحتياطي الفيدرالي لأنها لا تخلق اي تباطؤ اقتصادي كبير. والسؤال الآن الذي يطرحه السوق هو إذا ما ستختار يلين اتباع نفس نهج “مارك كارني” وتقول أنه حين يقرر البنك الاحتياطي الفيدرالي البدء في سعر الفائدة فإن دورة تضييق السياسة النقدية قد تنتهي عند مستويات اقل بكثير من المعدلات التاريخية. والحقيقة أن ميلها للسياسة النقدية الميسرة قد يدل على وجود اتجاه هبوطي في الدولار الأمريكي، ولكن من غير المحتمل أن يخلق المؤتمر الصحفي المزيد من التذبذبات.