استمرار عمليات جني الأرباح من صفقات الدولار الأمريكي قبل الحدث الفيدرالي اليوم
بشكل متوافق مع التوقعات، استمرت العملة الأمريكية في ضعفها مقابل أغلب العملات الأساسية يوم الثلاثاء. وفي الحقيقة ارتفعت العملة الأمريكية مقابل الين الياباني فقد، والذي انخفض بعض تعليقات كورودا محافظ البنك الياباني بأن العملة الأضعف تعتبر أمر أمر ايجابي للاقتصاد الياباني. وقد شجع هذا المستثمرين مرة أخرى على العودة الى التوقعات بأن يكون هناك المزيد من التحفيز الاقتصادي المحتمل من البنك الياباني. على الرغم من ذلك فقد تلقى الاقتصاد الياباني دعم في الصباح الباكر اليوم عندما تم الاعلان عن نتجية الإنتاج الصناعي الياباني والذي سجل ارتفاع الى اعلى مستوياته منذ يناير. وقد قدم هذا إشارة الى المستثمرين بأن اليابان قد تتغلب في نهاية الأمر على تأثير ضريبة المبيعات لشهر أبريل الذيظهر على البيانات الاقتصادية.
وفيما يتعلق بقضية أن المستثمرين يبدأون مرة أخرى في توقع المزيد من التحفيز الاقتصادي من البنك الياباني، فقد لا تكتمل هذه القصة إلى نهايتها. وعلى الرغم من تعليقات قد صدرت من مستشارين لـ “آبي” رئيس الوزراء الياباني وتعيقات كورودا محافظ البنك الياباني بأن ضعف الين الياباني سيكون مفيدًا للاتقصاد الياباني، لم نقرر حتى الآن إذا ما سيقوم البنك الياباني بالقيام بمزيد من التحفيز الاقتصادي أم لا. ويعتبر الموضوع الجدير بالمناقشة الآن هو إذا ما يمكن للاقتصاد التعامل مع فرض ضريبة آخرى على المبيعات في 2015 أم لا. والحقيقة أن هذا الأمر يحتاج إلى التوضيح أولا، وإن كان من المخطط ان يتم فرض ضريبة ثانية على المبيعات في أبريل 2015، فلا نتوقع أن يعلن البنك الياباني عن المزيد من التحفيز الاقتصادي حتى صيف 2015 على الأقل.
وفي إشارة إلى السبب وراء استمرار جني المستثمرين لأرباحهم من صفقات شراء الدولار، فإن هذا يعود إلى إدراكهم بأن فرص البنك الاحتياطي الفيدرالي ليظهر بمظهر المؤيد لتضييق السياسة النقدية اليوم هي فرص ضئيلة. وعلى الرغم من ان 62 اقتصادي من بين 64 اقتصادي في استطلاع للرأي في بلومبرج يتوقعون أن يُنهي البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم التسهيل النقدي كما هو متوقع، فلا تزال هناك فرصة بأن يستمر البنك الاحتياطي الفيدرالي في التسهيل الكمي على نحو غير متوقع، أو أن يطرح تعليقات مفاجئة تشير إلى أنه إن واجعت البيانات الاقتصادية الامريكية تراجع غير متوقع فسوف يستعد البنك الى تقديم دورة رابعة من التسهيل الكمي.
بالإضافة إلى ذلك، نعتقد أن المستثمرين يدركون الآن أنهم مبالغين في حماستهم بالتوقع بأن يكون هناك رفع أقرب من التوقعات في سعر الفائدة الأمريكية. وعلى الرغم من ان قطاع التوظيف الامريكي قد أحرز تقدم ملحوظ في 2014 وأن ثقة المستهلك قد سجلت أمس اعلى مستوياتها خلال 7 اعوام، مما يدل على أن تحسن سوق العمل يزيد من معدلات الثقة، إلا أن تعافي الاقتصاد الأمريكي يحتاج إلى إحراز المزيد من التقدم. على سبيل المثال، انخفضت طلبيات السلع المعمرة على نحو غير متوثع للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر، ولا يزال النشاط في قطاع الإنشاءات دون المستويات التي كان عليها قبل فترة الركود.
وعلى الرغم من انه يبدو أن البنك الاحتياطي الفيدرالي يركز دائمًا على أسواق العمل حينما يتعلق الأمر بمناقشة السياسة النقدية، فإن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يشير البنك إلى أنه يقوم بتحليل الأوجه الأخرى من الاقتصاد الأمريكي ويأخذ هذه البيانات في عين الاعتبار عند التفكير في الرفع المحتمل في سعر الفائدة. وقد قال البنك البريطاني إلى أنه سوف يفحص قدر “الركود في الاقتصاد ” قبل التفكير في رفع أسعار الفادئة ولن يكون من المفاجئ أن يضيف البنك الاحتياطي الفيدرالي نفس هذه العبارة في تعليقاته قريبا. من غير المقرر أن تتحدث جانيت يلين محافظ البنك الفيدرالي اليوم ولكن نعتقد أنها تراقب بعناية التطورات في التوظئف والتضخم ومعدل نمو الاجور عندما تفكر في رفع سعر الفائدة.
وبسبب ضعف الدولار، ارتفع اليورو/ دولار أمريكي إلى أعلى مستوياته عند 1.2761 يوم الخميس قبل أن يغلق التداول عند 1.2732. كما حصل اليورو على دعم هذا الصباح من الأخبار الصباحية المبكرة اليوم بأن المفوضية الأوروبية مستعدة للموافقة على الموزانات المالية الفرنسية والإيطالية لعام 2015. ولكن من المهم ان نفهم أن الارتفاع الأخير في اليورو/ دولار ليس مقرونًا بتحسن الثقة في اقتصاد الإتحاد الأوروبي، وإنما يعود بشكل كامل إلى ضعف الدولار الامريكي. وإنما على العكس فقد ضعفت الثقة في الإتحاد الأوروبي أكثر هذا الأسبوع عندما انخفض مؤشر ثقة رجال الاعمال في ألمانيا الى أدنى مستوياته خلال 22 شهر. وما زاد من الأمر سوءًا هو أن مؤسسة IFO قد أشارت إلى أنهم لا يتوقعون أي نمو الاقتصاد الألماني خلال الربع الرابع على الإطلاق. وإن كان رد فعل السوق يدل عن عدم الرضا عن البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم، فلا يمكننا استبعاد عودة هذا الزوج إلى مستوى 1.28.
كما أن ضعف الدولار الأمريكي/ الباوند البريطاني GBPUSD قد سمح لزوج العملة الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD بتجاوز مستوى المقاومة 1.6128 مع ارتفاع هذا الزوج إلى أعلى مستوياته عند 1.6181 قبل أن ينتهي التداول عند مستوى 1.6130. وقد حدّ من ارتفاع البواند البريطاني هذا الصباح تلك التعليقات من “جون كانلايف” نائب محافظ البنك البريطاني بأن أسعار الفائدة يمكن أن تظل عند أدنى مستوياتها الحالية لفترة أطول مما كان متوقعا في البداية. ومن هنا، سوف يعتمد تجار الباوند البريطاني على كيفية رد فعل السوق لاعلان البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا المساء. ولا يزال الارتفاع الى مستوى 1.62 أمر محتمل ولكنه يتطلب تعليقات تميل السياسة النقدية الميسرة من البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم. وقبل ذلك، يمكن أن يواجع السعر مقاومة عند 1.6152 و 1.6181.