ارتفاع في معدلات الرغبة في المخاطرة بعد اتفاقية أمريكا/ كوريا الشمالية
ارتفاع في معدلات الرغبة في المخاطرة بعد اتفاقية أمريكا/ كوريا الشمالية
سيطر على حركة الأسعار في سوق الفوركس اليوم الأخبار التي جاءت عن اتفاقية الولايات المتحدة الامريكية/ كوريا الشمالية والتي اكدت على على هدف نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. وشهد سوق العملات ارتفاع طفيف في معدلات كره المخاطر وذلك بعد نشر هذه الأخبار مباشرةً حيث ارتفع اليورو مقابل الدولار الأميركي ( اليورو/ دولار أمريكي EURUSD) من أدنى مستوياته عند 1.1758 نحو مستوى 1.1800 وارتفع الباوند البريطاني من مستوى 1.3345 إلى 1.3410.
وتوقف ارتفاع هذين الزوحين بسبب قلة التفاصيل الخاصة بهذه الاتفاقية وذلك حول كيفية سير عملية التحقق الفعلية من وجود الأسلحة النووية وإزالتها. لم يقدم الرئيس الأمريكي ترامب سوى القليل من التوضيح في مؤتمره الصحفي بعد مؤتمر القمة ، حيث التزم بالحديث بشكل عام ، وبالتالي كان غياب الحقائق سبب في عدم رضى الأسواق وبالتالي تحول تركيز المتداولين في جلسة لندن إلى البيانات الأمريكية للحصول على المزيد من المحفزات.
وكانت الصورة الاقتصادية في أوروبا متضاربة، حيث اظهرت بيانات العمل البريطانية ارتفاع مفاجئ في معدل نمو التوظيف ولكن تراجع معدل نمو الاجور قليلاً بينما انخفض معدل ثقة المستثمرين في ألمانيا إلى أدنى مستوياته خلال 2012، في أعقاب النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة الامريكية
في بريطانيا، سجل تقرير الشكاوى من البطالة قراءة -7.7 ألف مقابل التوقعات بقراءة 11.9 ألف ولكن سجل متوسط الأجور ارتفعًا بنسبة 2.8% مقابل التوقعات بقراءة 2.9%. ومع ذلك ، فقد ارتفعت الأجور الحقيقية بنسبة 0.1 ٪ مع استمرارها في مواكبة ارقام التضخم وبالتالي سيكون تقرير التضخم المقرر الاعلان عنه يوم غد تقريرًا هامًا للغاية. فإذا سجل هذا التقرير قراءة 2.4% كما هو متوقع فسيكون هذا دليلاً على أن التضخم يستقر بينما ينمو معدل الاجور، وإن كان هذا بشكل بطيء ، وقد يقدم هذا بعض الدعم إلى الباوند البريطاني الذي يقع في منطقة ذروة البيع بدرجة كبيرة.
في الوقت ذاته، تراجع اليورو بسبب انخفاض مؤشر ZEW والذي سجل قراءة -16.1 مقابل التوقعات بقراءة -14.9 ولكن عكست هذه البيانات التوترات التجارية المعروفة جيدًا بين الولايات المتحدة الامريكية و بين الإتحاد الأوروبي . وبعد انخفاضها بشكل طفيف ، ارتدت العملة الأوروبية الموحدة مرة أخرى وحاولت الارتفاع مرة أخرى فوق مستوى 1.1800 ويعمل هذا المستوى في الوقت الحالي كمقاومة كبيرة للمشترين.
وعلى الرغم من أن اتفاقية الولايات المتحدة الامريكية/ كوريا الشمالية قد فشلت في تقديم دليل واضح، إلا أنها غيرت من اللهجة الجيوسياسية في المنطقة، ومن المحتمل أن يضع السوق توقعات بن كلا الطرفين يتفاوضان بحسن نية ، الأمر الذي قد يزيد من التدفقات المالية الداعمة للمخاطر مع مرور اليوم. ولكن أضعف الإيمان ستكون نهاية المناورات الحربية من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية ووقف الاختبار الصاروخي من قبل كوريا الشمالية قد يكون سبب في إبقاء المنطقة خالية من المخاطر على المدى القريب وقد يوفر هذا الشعور بيئة أكثر هدوءا للأسواق.
وعلى جدول البيانات الاقتصادية اليوم، سوف يلقي السوق نظرة على مؤشر أسعار المستهلك (CPI) من الولايات المتحدة الامريكية والذي من المتوقع ان يسجل قراءة 0.2% وتشير التوقعات الى ان مؤشر أسعار المستهلك (CPI) باستثناء الغذاء والطاقة قد يأتي بقراءة 0.1%. ومن المرجح أن يكون رد فعل الدولار الامريكي تجاه هذه البيانات غير كبير، إلا إذا سجلت نتائئج في المنطقة السلبية، حيث يتوقع السوق رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم غد. وإذا جاءت بيانات التضخم اعلى من التوقعات، فقد يرتفع الدولار الامريكي بقوة على كافة القطاعات ليعكس الارتفاعات في معدلات الرغبة في المخاطرة في سوق الفوركس ، حيث سيتوقع السوق حينها بيان يميل بقوة الى تضييق السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم غد كما انه قد يرفع من توقعات رفع سعر الفائدة إلى 4 مرات لهذا العام.