اخبار اقتصادية

ما الذي سيحرك الدولار الامريكي هذا الأسبوع وفي الفترة القريبة القادمة؟

كان الدولار الامريكي هو الجريح الاكبر من اقتراب أمريكا من العجز الامريكي الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن الكونجرس قد تمكن من تجنب الدخول في منطقة العجز، وإن كان هذا خلال دقائق قليلة فقط، إلا أنه لم يكن هناك ارتفاع جيد للدولار الامريكي بالمقارنة مع الاسهم التي سجلت ارتفاعات قياسية اخرى الاسبوع الماضي، ومقارنة بالسندات والتي سجل عائد الشهر الكامل فيها انخفاض بما يزيد عن 30 نقطة اساس يوم الخميس.

وكان ضعف الدولار الأمريكي بقيادة ثلاثة عوامل: الأول هو وكالة فيتش للتصنيف الائتماني قد وضعت مستوى أمريكا الائتماني AAA تحت المراقبة السلبية. والعامل الثاني هو الانخفاض الحاد في عوائد السندات والذي قلل من ميزة العائد للعملة الأمريكية، أما العامل الثالث فهو احتمالية تأجيل البنك الفيدرالي لقرار تقليص مشتريات الاصول حتى عام 2014. نعتقد ان العامل الثالث الخاص بتأجيل قرار تقليص مشتريات الاصول من البنك الفيدرالي هو العامل المحرك الأكثر أهمية للدولار الامريكي على المدى القصير.  وقد قال فيشر العضو الفيدرالي المعروف بميله الى الابتعاد عن السياسة النقدية الميسرة أنه لن يصوّت لصالح تقليص مشتريات الاصول في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الشهر بسبب حجب البيانات وصعوبة قياس الأداء الاقتصادي الأمريكي.

يعتبر تقليص مشتريات الاصول في ديسمبر في خطر كبير بعد أن تم رفع سقف الدين الامريكي والموازنة الامريكية بشكل مؤقت حتى فبراير ويناير على التوالي. وقد لا يختار البنك الفيدرالي تقليص مشتريات الاصول خلال دورة المفاوضات التالية إذا ما انتهى بها الامر بانقسامات كما حدث في الجدال الأخير. وسوف يدرك البنك الفيدرالي أيضًا أنه على الرغم من أنه قد تم تمرير القانون الخاص برفع سقف الديون وتمويل الحكومة، إلا أن هناك 144 من الجمهوريين الذين قاموا بالتصويت ضد هذا القانون، مما يدل على أن التوصل الى اتفاق في المستقبل قد يكون مهمة صعبة.

وفي نهاية الاسبوع الماضي، اندفع السوق ليلغي توقعاته باحتمالية تقليص مشتريات الاصول من البنك الفيدرالي في سبتمبر، مما ألقى بعبئه على العملة الامريكية.  كما ظهرت توقعات بتأجيل رفع سعر الفائدة الى الربع الثالث من عام 2015، حيث يتوقع السوق ان يأخذ البنك الفيدرالي وقته قبل تضييق السياسة النقدية بعد هذه الأزمة السياسية الأخيرة. وقد ألقى هذا بعبئه على عوائد سندات العشر أعوام، والتي انخفضت بمقدار 20 نقطة أساس الى 2.55% في نهاية الاسبوع الماضي.

 على الرغم من ان العوامل الاقتصادية الاساسية قد تكون ضعيفة بالنسبة للدولار الامريكي في الوقت الحالي، إلا أن هذا الاسبوع يعتبر اسبوع محوري وهام للعملة الامريكية ومستقبل سياسة البنك الفيدرالي. سوف نبدأ هذا الاسبوع بالحصول على البيانات الاقتصادية التي تأجلت قبل ذلك، وأكثرها اهمية هو تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي لشهر سبتمبر. وعلى الرغم من أن هذه البيانات تبدو قديمة نوعا ما في هذه المرحلة، ولكنها لا تزال مهمة. يتوقع السوق ارتفاع الوظائف الامريكية الى 180 ألف من 152 ألف في اغسطس، وفي حالة ظهور اي رقم اقوى من هذا فقد ينتج عن ذلك ارتفاع جيد للدولار الامريكي حيث سيكون في هذا دلالة على ان الاقتصاد الامريكي في وضع افضل على الرغم من العاصفة المالية الاخيرة واغلاق الحكومة الامريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى