اخبار اقتصادية

ارتفاع العملات ذات المخاطر العالية.. هل تكون دلالة على تغير الاتجاه؟

ارتفاع الرغبة في المخاطر

جاءت الأسواق بدون أي محفزات كبرى هذا الأسبوع بعد بيانات الأسبوع الماضي، وعدم وجود تغييرات تذكر في قرارات البنك المركزي. وكانت بعض بيانات الإنتاج الصناعي والتصنيعي المرعبة من المملكة المتحدة هذا الصباح (حيث هبط الإنتاج الصناعي بنسبة 2.5% فيما بين مايو ويونيو) إلى جانب بعض طلبيات المصانع الألمانية  السلبية قد فشلت في الحيلولة دون تشكل الصورة الأكبر، والتي تظل عالية المخاطر.

هل يمكن أن يستمر هذا الارتفاع في المخاطر؟

إذن، ما الذي يدفع حركة الارتفاع في المخاطر، وهل هي علامة على حدوث تغير حقيقي في الاتجاه؟ ثمة مجموعة من الإجابات المتعارضة إلى هذا السؤال: 1، أن الارتفاع جاء منخفضًا بشكل استثنائي لذا لا تستطيع الوثوق به على المدى الطويل. 2، أن مساندة ألمانيا للبنك المركزي الأوروبي ECB لشراء الديون الأسبانية وذلك فقط عندما تتقدم بطلب مساعدة رسمية من آلية الاستقرار المالي الأوروبي/آلية الاستقرار الأوروبية EFSF/ESM هو أمر كاف لحدوث تغير في لهجة أزمة الديون السيادية، والتي تأتي إيجابية المخاطر. وكلا الحجتين منطبقان الآن. ولن نسمع الكثير من وزراء الحكومات الأوروبية أو أعضاء المركزي الأوروبي في أغسطس (فالموسم موسم عطلات كامل في أوروبا) لذا فثمة احتمال أن تصعد المخاطر خلال الأيام القليلة المقبلة. وبالنسبة للمتاجرين على المدى القصير، ثمة فرصة للتداول عند مستوى أعلى بالنظر إلى مؤشر القوة النسبية (RSI) وغيره من مؤشرات الزخم لمعرفة متى تبدو الأشياء في حالة شراء متزايد overbought أو بيع متزايد oversold وتبدو مشجعة جني الأرباح.

ويمر زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD ببعض المقاومة عند أقل من مستوى 1.2450 بقليل، وهو أول عقبة يقابلها في طريقه إلى مستوى 1.25 ، وتأتي المستويات 1.2475 ثم 1.2540 – وهي  تمثل قاعدة رسم سحابة إشيموكو ونهاية الاتجاه الهبوطي الفني – باعتبارها أهم مستويات المقاومة. ومن المثير أن مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي لا يبدو في حالة بيع متزايد في هذه اللحظة، وبما يوحي باحتمال حدوث بعض الزخم الصعودي في هذا الزوج.

الأنباء السياسة قد تؤثر على مجريات الأحداث

يبلي اليورو بلاءً حسنًا بصفة عمومية ويبدو أنه أرسى قاعًا جديدة بنهاية يوليو وبداية أغسطس. ورغم أنه يظل ضعيفًا ضمن نطاقه، إلا أن بوسع أي متفاءل أن يقول أن هناك مجالاً كبيرًا لحدوث تعاف مستدام في العملة الموحدة. وعلى المدى القصير، قد يكون الزخم كافيًا ليدفع بالأسواق إلى الأعلى، بيد أننا سنحتاج على المدى الطويل لتأكيد بأن الأزمة الأسبانية باتت تحت السيطرة. وهذا يتطلب مجهودات سياسية، لذا فقد يظل الطريق مليئًا بالمطبات وقد يختر المستثمرون جني الأرباح عند مستويات كبرى مثل 1.2540 في زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD.

الأوضاع غير جيدة للين ليكون ملاذًا آمنًا

تعرض الين لهبوط حاد على نطاق عريض قبل أيام قليلة من موعد انعقاد اجتماع بنك اليابان، والذي يبدأ مساء الليلة ويختتم جلساته يوم الخميس الموافق 9 أغسطس. ولا يتوقع السوق أي إجراءات من جانب البنك في هذه المرحلة، رغم أن ثمة مجال لإطلاق المزيد من الحوافز بعد القراءة شديدة الضعف لمؤشر سعر المستهلك CPI عن شهري يونيو ويوليو. وقد هبط الين بشكل حاد في مقابل الدولار الأمريكي USD واليورو EUR. وقد اختبر الزوج يورو/ين ياباني EUR/JPY مستوى مقاومة عند 97.50 – ويمثل خط الكيجون kijun  على مؤشر “الكلاود”. وفوق هذا المستوى ينفتح الطريق لاختبار قاعدة “الكلاود” عند 99.30، وذلك إذا أمكن الإبقاء على الزخم في العملة الموحدة. ويختبر زوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY قمة نطاقه الحالي عند مستوى 78.50، وفوق ذلك ينفتح المجال حتى 79.05 – وهو يمثل المتوسط المتحرك البسيط SMA لفترة 200 يوم ومستوى مقاومة رئيسي. ولحين أن نصل لأعلى من هذا المستوى ستظل الأسواق في حالة من القلق. والين هو الملاذ الآمن المفضل هذه الأيام، لذا فإننا بحاجة لبلوغ بعض مستويات المقاومة الكبرى لحين أن يتسنى لنا أن نقول بأمان بأن الخطر قد عاد مرة أخرى.

وإجمالاً، نالت الأسواق جرعة تهدئة مرة أخرى بفضل الوعود بقيام البنك المركزي بالتحرك عوضَا عن التحرك الفعلي. وهذا شيء هام لأننا كنا نعاني حالة من الإحباط في السابق. ولكن مع طغيان الروح الأولمبية على العالم (خاصة في المملكة المتحدة)، فإن المضاربين على الارتفاع  اختاروا التفاؤل والرهان على إمكانية دوام الأنباء الطيبة، وهو الأمر الذي يؤدي لضغوط سلبية على عملات الملاذ الآمن ويعطي دفعة لليورو  وعملات السلع، والأسهم والسلع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى